حققت جائزة الملك فيصل العالمية التي تمنحها مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض في المملكة العربية السعودية مكانة رفيعة بين الجوائز العالمية الكبرى في المجالات العلمية والإنسانية خلال العقدين الماضيين.
تمنح جائزة الملك فيصل العالمية في خمسة فروع هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي، والطب، والعلوم، ويتم سنويا تحديد موضوعات هذه الجوائز، ما عدا جائزة خدمة الإسلام.
بدأت الجائزة بثلاثة فروع هي: خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي ومنحت للمرة الأولى سنة 1399ه «1979م»، ثم أضيفت جائزة الطب سنة 1402ه «1982م» وفي العام التالي أضيفت جائزة العلوم وبلغ عدد الفائزين بالجوائز حتى الآن 139 فائزا من 35 دولة.
تمنح الجوائز لمن ساهموا من خلال بحوثهم واكتشافاتهم الرائدة، وأعمالهم الفكرية المتميزة في تحقيق منفعة واضحة للإنسانية وفي إثراء المعرفة، كما تمنح لمن قدموا خدمة جليلة للإسلام انتفع بها عدد كبير من الناس.
ومما يدل على أهمية الإنجازات التي حققها الفائزون بالجائزة منذ إنشائها قبل عشرين عاماً، أن خمسة منهم منحوا جوائز نوبل في وقت لاحق، وكان آخرهم الأستاذان الدكتور أحمد زويل «جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم 1409ه/1989م» والدكتور جنتر بلوبل «جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم 1413ه/1993م» وقد منحا جائزتي نوبل في الكيمياء والطب لعام 1419ه/1999م على التوالي.
وقد أحدثت دراسات الأستاذ الدكتور أحمد زويل الرائدة حول استخدام أشعة الليزر متناهية السرعات لمتابعة الحزم الضوئية للجزيئات، ورصد حركتها بصورة فائقة، ثورة في علم الكيمياء، إذ تمكن من خلال التصوير المطيافي بسرعة لا تتجاوز واحداً من ألف تريليون من الثانية من مشاهدة التفاعلات الكيميائية وتفكيك الروابط الكيميائية وإعادة تكوينها لحظة حدوثها، وبذا فتح مجالا واسعا لتطوير نظريات وتقانات جديدة في الكيمياء الصناعية والدوائية.
أما الأستاذ الدكتور بلوبل فقد تركزت بحوثه على تنظيم مسارات البروتينات وتجوالها داخل الخلايا الحية ودور المراسلات الكيميائية في توجيه تلك المسارات مما كان له أثر بعيد في تطوير علم الخلية، فضلا عن إمكانية التوصل إلى وسائل جديدة وفعالة لمعالجة بعض الأمراض المستعصية مثل مرض الزهايمر والأورام الخبيثة.
في سنة 1404ه/1984م فاز كل من الدكتور جيرد بينج والدكتور هنري روهرر بجائزة الملك فيصل العالمية في العلوم لتصميمها المجهر الماسح النفقي وتطويره، وهو جهاز بارع له تطبيقات مهمة في دراسة المادة على مستوى الذرة الواحدة، وقد تمكن العلماء بواسطته من معرفة أبعاد الجزيئات الدقيقة ودراسة سطوحها على المستوى الجزئي.
وقد أهلهما ذلك الإنجاز العبقري لنيل جائزة نوبل في الفيزياء لسنة 1407ه/1986م . وبالمثل حصل الأستاذ الدكتور ستيفن شو على جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم سنة 1417ه/1997م تقديرا لبحوثه الرائدة في فيزياء الذرة والتصور المطيافي الليزري وبخاصة استخدام اشعة الليزر في حبس الذرات وتبريدها في المجال المغناطيسي،وهي الأعمال نفسها التي أهلته للحصول على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1417ه/1997م.
إن هذا المستوى الفريد من الإبداع العلمي، فضلا عن الدقة المتناهية في تحكيم الأعمال المرشحة، هما من الأسباب التي أكسبت جائزة الملك فيصل العالمية شهرة فائقة.
تقبل الترشيحات للجائزة من المؤسسات والمراكز العلمية والمنظمات ذات العلاقة من شتى أنحاء العالم، ولا تقبل الترشيحات الفردية ولا ترشيحات الأحزاب السياسية. ويقوم خبراء متخصصون وحكام دوليون محايدون بفحصها وكتابة التقارير عنها واستبعاد ما لا تنطبق عليه الشروط، ثم ترسل الترشيحات النهائية إلى لجان الاختيار المؤلفة من كبار المتخصصين التي تعقد اجتماعاتها في مقر الجائزة في الرياض لاختيار الفائزين.
ويتم تسليم الجوائز في احتفال سنوي يقام في مدينة الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية أو من ينوب عنه.
تتكون الجائزة في كل فرع من فروعها الخمسة من:
براءة مكتوبة بالخط الديواني توجز ما حققه الفائز من أعمال أهلته لنيل الجائزة.
ميدالية ذهبية عيار 24 قيراطا وزنها 200 جرام.
مبلغ 000 .750 ريال سعودي «ما يعادل 000 .200 دولار أمريكي» ويقسم المبلغ بالتساوي إذا اشترك اثنان أو أكثر في الجائزة.
إن جائزة الملك فيصل العالمية من خلال اهتمامها بالإنجازات العلمية والفكرية وتكريمها لمن نذروا حياتهم لخدمة المعرفة الإنسانية من العلماء والمفكرين إنما تسعى لتحقيق أثر ملموس مباشر وغير مباشر يدفع إلى المزيد من العطاء.
موضوعات الجائزة لسنة 1421ه/2001م
* الدراسات الإسلامية: الدراسات التي عنيت بكتب الفتاوى «النوازل».
* الأدب العربي: الدراسات التي تناولت فنون النثر الأدبي الحديث.
* الطب: زراعة الأعضاء.
* العلوم: الفيزياء.
|