* أبها أمل القحطاني:
يعتبر مرض الصرع من الامراض المنتشرة حالياً بين الكثير من الناس. ويعرف على أنه : نوبات نفسية وعصبية تنتاب الشخص من وقت إلى آخر، وعندما تنتابه هذه الحالة لا يشعر بنفسه فقد يقوم بأعمال او يتكلم بكلام خارج عن ارادته وفي بعض الاحيان يقوم بالصراخ بصوت عال جداً او ايذاء نفسه والسقوط أرضاً من غير شعور.
وقد يصاب الانسان بالصرع منذ ولادته مباشرة او اثناء حمل الام وفي وقت الولادة وفي بعض الحالات لا يصاب به الا في مرحلة الطفولة او فيما بعد ذلك من مراحل عمر الانسان المختلفة.
وقد أوضح الدكتور محمد الهلال اخصائي المخ والاعصاب بالمستشفى السعودي الالماني بعسير. ان تعرض الام الحامل للاشعاع وخصوصاً في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، قد يؤدي إلى اصابة الجنين فيما بعد بنوبات صرعية، ايضاً تعرِّض الام الحامل لبعض الامراض كالتوكسوبلازما والحصبة والزهري والهيربس والسيتويجالوفيروس، من اهم الامراض التي قد تصاب بها الام الحامل، ويكون لها آثار سيئة على الجنين، من هذه الآثار حدوث نوبات صرعية. وقد تكون الام ممن يدمن الخمر او الكوكايين اثناء الحمل مما يؤدي إلى النهاية لاصابة الطفل بنوبات صرعية، اما بالنسبة لما يتعرض له الجنين اثناء الولادة فإن ما يحدث لعظام جمجمة الجنين من انزلاق بعضها فوق البعض لكي تمر خلال قناة الولادة قد يؤدي إلى ندرة الاكسجين في الفص الصيدغي غالباً فيما بعد، وهذا يؤدي إلى نوبات صرعية، ايضاً حدوث جلطات في الاوردة المخية وندرة كمية الاوكسجين فيما قبل واثناء الولادة وعدم مقدرة الجنين على التنفس بصورة طبيعية بعد الولادة مباشرة، وهناك سبب مهم آخر هو الولادة قبل ميعادها، هذا بخلاف استخدام الام لبعض المهدئات والمسكنات اثناء الولادة، وهناك الكثير من الادوية والعقاقير التي قد تساعد في حدوث نوبات صرعية. مثل :الامفيتامين الانسولين، مضادات الهستامين، ستركين، ليبتازول.
كما ان التوقف الفجائي عن تناول ادوية الصرع والكحولات وايضاً هناك تناول ادوية الامراض النفسية مثال ذلك: فينو سيازين والكلوزابكس. وقد يؤدي التسمم بالرصاص او الزئبق او اول اكسيد الكربون او المبيدات الحشرية او تناول الهيروين والكوكئين عن طريق الحقن الوريدي قد يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات صرعية، اما بالنسبة للاضطرابات الايضية واضطرابات الغدد الصماء وهي الآتي: ارتفاع او انخفاض نسبة الصوديوم بالمد، انخفاض نسبة السكر او نسبة الماغنسيوم بالدم، امراض الغدة الدرقية، وقلة نشاط الغدة النخامية والغدة الكظرية.
كما اشار الدكتور الهلال إلى دور اصابات الرأس في حدوث نوبات الصرع. فيتبع حدوث الاصابات في الرأس نوبات صرعية بنسبة 90% في خلال سنتين من تاريخ الاصابة وبنسبة 50% في خلال عشر سنوات وتعتبر النوبة الصرعية التي تحدث في الاسبوع الاول من الاصابة من افضل انواع النوبات استجابة للعلاج بالعقاقير الطبية، اما دوام او استمرار هذه النوبات وعدم استجابتها فيما بعد عن وجود تجمع دموي او وجود ندبة او بؤرة صرعية بالمخ او حدوث صخور في جزء ما بالمخ، وهذا يستحب افضل ما يمكن للعلاج الجراحي.
وبالنسبة لدور الالتهابات التي قد تصيب المخ سواء التهابات قشرة المخ حادة او مزمنة او الاغشية المحيطة به (التهاب سحائي حمى شوكية) خصوصاً في صغار السن الاصابة بخراج المخ واصابات المخ بالدرن والزهري او الالتهابات الفطرية او الطفيلية، وهناك دور مهم للسكتة الدماغية سواء كان نزيفاً بالمخ او جلطة. فهناك ما لا يقل عن 15% من هذه الحالات يتعرض للاصابة بنوبات صرعية، واخيراً هناك دور كبير جداً لأورام المخ حميدة او خبيثة في حدوث نوبات صرعية، فعلى الاقل ما بين 4060% منها يكون مصحوباً بنوبات صرعية كما أن هناك العديد من العوامل التي تساعد في حدوث نوبة الصرع في الاشخاص الذين لديهم استعداد للعوامل التالية: الحرمان من النوم الضغط النفسي قلة نسبة الاوكسجين التعب والارهاق الشديد. حمانا الله واياكم من التعرض لهذه الامراض جميعاً.
|