Saturday 9th March,200210754العددالسبت 25 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل سبتكل سبت
المركز الحضاري بالرس.. هل من جديد؟
عبد الله الصالح الرشيد

المركز الحضاري أو قصر الاحتفالات الكبرى أو مركز استقبال كبار الضيوف بالرس.. مضى على التفكير بهذا المشروع حوالي نصف قرن ان لم تخني الذاكرة.. فقد تولدت فكرة تأسيسه عام 1373ه عندما زار الملك سعود رحمه الله محافظة الرس.. وكان استقبال الأهالي له في مخيَّم كبير أقيم شرق المدينة.. ومنذ ذلك الوقت وبعض الأعيان والأهالي من الرعيل الأول والنخبة الخيِّرة يخططون من أجل إقامة مقر دائم ولائق للاستقبال تقام عليه حفلات المناسبات الكبرى.. وقد تجسدت النواة لميلاد هذه الفكرة بصورة واضحة في عهد الملك خالد رحمه الله فتم تخطيط وتسوير الأرض المقرر إقامة المحفل عليها.. واختيار الموقع لم يكن مصادفة فيقال عنه بأنه المكان الذي أناخ وخيَّم فيه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أثناء قدومه للرس وقبل معركة الشنانة الشهيرة التي انتصر فيها الملك الموحد الباني: الشنانة في الوقت الحاضر تبعد عن الرس خمسة كيلومترات من ناحية الغرب..
وأثناء زيارة الملك خالد للرس عام 1401ه ومعه ولي عهده الأمين خادم الحرمين الشريفين أمد الله في حياته تم تأسيس وإقامة المركز الحضاري للاحتفالات على الأرض المسورة الفسيحة الآنفة الذكر والتي أقيم فيها احتفال المحافظة والأهالي بتلك المناسبة الميمونة الخالدة.. ومنذ ذلك الوقت والناس في تلك المحافظة وتوابعها ينتظرون على أحر من الجمر إقامة وإنجاز هذا المشروع الحيوي ليكون كما خطط له واجهة حضارية وعصرية، وكنا على الأقل وأمام الأمد الطويل والظروف التي مرت به ننتظر أن يكون جاهزاً لنحتفي ونحتفل بإنجازه في الذكرى المجيدة الغالية التي تعيش أفراحها ويشع وهجها في كل شبر من بلادنا الآن وهي مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين زمام القيادة والريادة عهد الخير والبناء والنماء والعطاء.. ولكن نقولها بكل مرارة وأسف فرغم التبرعات السخية والحوافز المتعددة آخرها تبرع سمو النائب الثاني بمبلغ خمسة ملايين ريال أثناء زيارته للرس قبل عامين.. رغم ذلك كله فالمشروع لازال يراوح مكانه لم يبرح رسوم المخططات أو يدور في مخيلة المسؤولين عنه إذا كان فعلاً له لجنة تأسيسية أو هيئة اشراف ومتابعة.. ولكن آخر ما سمعت عنه ما ذكره لي عضو مجلس المنطقة أحد أبناء المحافظة قبل ثلاثة شهور بأنه قد صرف النظر عن إنشائه في مكانه الفسيح الأول وأن التفكير منصب الآن على تأسيسه على أحد الشوارع الرئيسية شمال المدينة، ومتى يبدأ العمل.. ذلك في علم الغيب..والآن ومعذرة إذا رأيتم الكآبة تخيِّم على كلمات هذه السطور اللهم لا تشاؤم ففي الوقت الذي نشاهد فيه وعلى مدى عقدين من الزمن عشرون عاماً شموخ وجمال المراكز الحضارية النموذجية المقامة على أحسن طراز في كبريات مدن منطقة القصيم في العديد من محافظاتها ونرى ونعايش كيف تستقبل وتحتفي هذه المراكز بضيوفها وبأبنائها عند زياراتهم لها في المناسبات المتعددة وعلى مدار العام.. في هذا الوقت كيف يتخيل الإنسان وكيف يكون موقفه وهو يرى مركز الرس وقد شذ عن الركب بل ولم يولد بعد رغم أن فكرة إقامته والتخطيط له سبق الكثير من المراكز الحضارية التي تحققت واقعاً يشع بالبهجة والإعجاب ويترجم الوطنية الصادقة الفعالة..
ونتساءل هنا هل تحدد الموقع الجديد؟ وماذا عن موقع المقر السابق؟ والذي يشكل حياً كاملاً تحيط به الشوارع المنارة الواسعة من جهاته الأربع مع توفر المواقف الفسيحة المخصصة له. ومتى سيبدأ العمل ومتى سينتهي؟ ولا نملك في الختام إلا ان نترحم وندعو لآبائنا من الأعيان والوجهاء الأوفياء الأخيار الذين كانوا في حياتهم شعلة من الغيرة الوطنية والإيثار والتكاتف من أجل إبراز سمعة ومكانة محافظتهم وترجموا ذلك كرماً وشهامةً ونخوةً في كافة ميادين الخير.. كما نستحث همم وعزائم البقية الباقية من الخلف أن يحذوا حذوهم في كل ما يسعد مواطنيهم ويرفع شأن وطنهم.. والله ولي التوفيق..

*للتواصل: ت/4786864

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved