Saturday 9th March,200210754العددالسبت 25 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنتأنت
الحج.. وصناعة الانطباع (1 - 2)
عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

تبذل المملكة جهوداً جبارة، وأموالاً طائلة كل عام.. في سبيل تذليل الصعوبات التي تواجه الحجاج والمعتمرين والزوار خلال موسم الحج، حيث تجند عشرات الآلاف من ابنائها كل عام لخدمة مايقارب مليوني حاج مسلم، هذا علاوة على التوسعة التاريخية الكبرى للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والتي نفذت من أجل «1000» مليون مسلم.. بتكلفة تجاوزت «29» مليار ريال. وبالرغم من ذلك كله، فلا تزال النتائج المرجوة مقابل تلك الجهود والاموال، اقل من حجم طموحات حكومة خادم الحرمين الشريفين.. بدليل تفاوت مستوى الاداء سنويا هبوطا وصعودا.. ليس نتيجة التهاون او التقصير في اداء العمل كعمل، ولكن ربما لعدم وجود استشراف دقيق لنوعية الحجاج وحالاتهم ليتم التعامل معهم على ضوء ذلك.. فلا شك في ان هناك تساؤلات مطروحة منها.
1 ماذا نتوقع من الحجاج وماذا يتوقعون منا؟!
2 كيف نضع الانطباع الحسن عنا؟!
3 هل تمت دراسة شرائح الحجاج كما ينبغي لتحديد اسلوب مخاطبتهم؟!
4 هل تمت توعية هؤلاء بما لهم وبما عليهم؟!
5 هل حاولنا إشراك دولهم في الرأي من خلال سفارات بلادهم في المملكة؟!
6 هل جرى التعاون اعلامياً مع مؤسسات الاعلام الاسلامي؟!
7 هل تم تقديم تعليمات توعية تهدف الى توجيه المواطنين لكيفية التعامل مع الحجاج؟!
لابد أن شيئا من ذلك معمول به.. لكن لنقل هذه الاسئلة وغيرها تحتاج الى اجوبة وافية ممن يعنيهم الأمر، ولعل في الملاحظات التالية ماقد يساهم في تشكيل الاجوبة، ويمكن ايجازها بما يلي:
المعروف انه يصل الى مكة كل عام مليونا حاج من سائر انحاء العالم ومن الداخل ويتكون هؤلاء الحجاج من شرائح مختلفة الثقافات، والتعليم، واللغات، والطبائع، والسلوك، والأعمار، ففيهم المتعلم والأمي، والصغير والكبير، والذكر والأنثى..
وغير ذلك من الفوارق الكثيرة، والمتتبع للإحصائيات المتوفرة لدى الجهات الرسمية يلاحظ بوضوح ان غالبية الحجاج من الأميين الذين لايعرفون سوى لغة واحدة للتخاطب هي في العادة لغتهم الأم، كما ان نسبة غير قليلة من هؤلاء الحجاج الضعفاء وكبار السن الذين لايأتون الى الحج إلا في آخر عربة من قطار الحياة. وهؤلاء بالذات.. يتعثر الكثير منهم وهم ينتقلون من مكة المكرمة الى المدينة المنورة.. وأثناء السعي والطواف، وخلال تأدية المناسك في مناطق «عرفة ومنى ورمي الجمرات» مما يسبب الكثير من المصاعب لهم ولأجهزة الدولة والحجاج الآخرين.
عموم الحجاج يتوقعون ان يكون الحج رحلة، يتصرفون خلالها كما لو انهم في بلادهم، ولكنهم يفاجأون ببعض المتاعب والكثير من الزحام، فيحصل عندهم شيء من الضيق والشكوى.. ومن جهة اخرى نتوقع بدورنا من هؤلاء الحجاج انهم يعرفون كل شيء عن طبيعة البلاد والانظمة والتعليمات، وهذا غير صحيح بالمرة، بدليل الاخطاء التي تصدر عنهم.
وما دام ان هؤلاء الحجاج يأتون في الغالب وهم خاليو الذهن من الأنظمة السعودية الواجب مراعاتها خلال موسم الحج ولا يعرفون حدود واجباتهم او مسؤولياتهم حيال الأنظمة والتعليمات وأداء المناسك وفق التعاليم الإسلامية الصحيحة، فهم يقعون في اخطاء وتجاوزات سواء عن قصد او غير قصد.. مما يعرضهم للمتاعب والمساءلات التي قد تعيقهم عن اداء فرضهم من ناحية، ومما يشغل الاجهزة المختصة بهم وبتجاوزاتهم من جهة اخرى.
وفي سبيل اعطاء الانطباع الحسن عن المملكة وأهلها يلزم اصدار كثير من التعليمات على المستويين الرسمي والشعبي حول معاملة الحجاج باللطف واللين والاقناع واستيعاب مشكلاتهم على المستوى الرسمي، وان تشمل تلك التعليمات على طرق المعاملة في البيع والشراء والالتزام باسعار معينة للسكن وأجور النقل والخدمات التي تقدم من الجمهور للحجاج.
ونظراً لأن وزارة الداخلية هي الجهة المعنية مباشرة بضبط الأمور الأمنية في البلاد وخاصة في فترة الحج.. علاوة على دورها الهام والكبير الذي تقوم به في مجال توجيه ورعاية ضيوف الرحمن وحماية ارواحهم وممتلكاتهم والسهر على راحتهم وتمكينهم من اداء مناسكهم بيسر وسهولة، فهي الكفيلة باتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية في سبيل توفير جو يسوده الهدوء والطمأنينة والأمان.
من هذا المنطلق أتوجه بمقالتي هذه والتي تليها الى مقام وزارة الداخلية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved