Saturday 9th March,200210754العددالسبت 25 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلاماتوعلامات
من أحاديث الحج.! (1)
عبد الفتاح أبو مدين

* يقول الذين أتيح لهم أن يحجوا هذا العام، ان التطوير في الخدمات والارتقاء بها، وان التنظيم في التفويج.. كل ذلك كان منظماً ومريحاً ومتميزاً، وكان حجاً ميسورا، لا اختناقات فيه ولا عسر، وانما كان كله والحمد والشكر لله يسراً.. ثم الشكر والتقدير للحكومة الساهرة، التي تبذل كل الجهود، لكي يرتاح الحاج القادم من الخارج، وكذلك المتوجه من الداخل، وهذا الذي تعمل وتسعى اليه الدولة، لأنها تدرك أن هذا العمل يراد به مرضات الله، وأنه واجب عليها من خالقنا حامي الحرمين الشريفين.. فتقدير جم وعرفان بجهود تعمل لأداء رسالة كريمة، وهي سعيدة بما تنجز وتؤدي، وهو تعبير عن شكر ولي النعم وتوفيق لله، الذي يسر وأعان وحقق الآمال.. فالحمد لله على فضله. «إن الله لذو فضل على الناس».
* ويقولون: إن الحج في هذا العام كان على أشده زحاماً، ونحن لا نستغرب ذلك، فالعالم الإسلامي الذي يتاح له الحج وهو قادر، فإنه يؤدي هذه الفريضة، لا سيما وهو واجد في أرض الحرمين الشريفين الأمن والأمان، والفضل في ذلك لله تعالى، الذي أطعم قريشاً من جوع وآمنها من خوف.. وبفضل ما تنفق الدولة السعودية من أموال، وما تبذل من جهود خلال شهور من كل عام، تخطط وتنفذ وتطور، وتعمل جادة من أجل راحة حجاج البيت العتيق وأمنهم.. جهود وأموال وعمل دائب، لا يقدره ولا يعرف مداه، إلا من جربه أو عايشه عن قرب، وكان عادلا منصفاً.. والحكومة السعودية، سعيدة بما تعمل وتنجز، لأنها تدرك شرف رعاية الحجاج وراحتهم، ليؤدوا مناسكهم في طمأنينة وأمن ويسر لا عسر فيه.. فالحمد لله رب العالمين.
* اذا قدر، أن حجاج هذا العام القادمين من الخارج، نحو المليون، وان حجاج الداخل، بلغوا المليون أو نحو ذلك.. واذا قدرنا، أن نصف حجاج الداخل حصلوا على تصاريح، فإن النصف الآخر، كانوا مخالفين، وقد تسللوا عبر سبل ملتوية، في الوقت الذي انصرف فيه رجال الأمن إلى المشاعر، وان الوسائل التي تحمل أولئك الحجاج تتحمل المسؤولية أمام أولي الأمر، وكان ينبغي عليهم الطاعة، فيحصل الحاج الذي لم يحج من قبل على اذن، أما الذي حج قبل عام أو عامين، فلا داعي لأن يخالف ويغالط، ذلك انه غير محق، وأن رده، وإن كان محرماً واجب، ليحترم النظام، ثم من فضل الله على عباده، أن جعل هذا الركن مرة في العمر، وما زاد فتطوع وقربى إلى الله.. وعندي أن الذي يخالف ولي الأمر وتعليماته، ينبغي أن يعاقب هو والذي حمله، ليسود النظام ويحترم، ولابد أن تمارس قضية احترام التعليمات بشدة لا هوادة فيها، وألا يكون التسامح سبيلاً، لأن ذلك يقود إلى فوضى، والأمة الواعية التي تحترم نفسها وتعي مبدأ الالتزام واحترام المبدأ، لا ترتكب المخالفات.. قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا الَّذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللَّهّ وّأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً فّإن تّنّازّعًتٍمً فٌي شّيًءُ فّرٍدٍَوهٍ إلّى اللَّهٌ وّالرَّسٍولٌ إن كٍنتٍمً تٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ ذّلٌكّ خّيًرِ وّأّحًسّنٍ تّأًوٌيلاْ *59*} [النساء: 59] .
* أجل: فإن الذين يحجون من الداخل بدون تصاريح، ينبغي أن يردوا، واذا تجاوزوا الحد وأصروا، فإنهم يعاقبون العقاب الرادع، دفعاً للفوضى والعبث بالتعليمات التي تصدرها الحكومة، وتريد من المواطن والمقيم احترامها، فإذا أخل بها، فليردع ويغرم، حتى لا يجرؤ مرة أخرى على ارتكاب المخالفات، ولا يجرؤ غيره على ممارسة الشيء الممنوع بدون وجه حق، وهو السبيل الذي يقود الى الالتزام واحترام الأمر.. وقد قالوا: طاعة الأمر خير من سلوك الأدب..!
* إننا يجب أن نكون حضاريين، وبذلك نرتقي، ويحترمنا الآخرون، أما ارتكاب المخالفات، فشيء مشين، لا يقدم عليه إلا الذي لا يحترم نفسه، ولعله يرى أن ممارسة كهذه، تعتبر شطارة وفهلوة .. والحقيقة انها سمة تأخر وتفريط وعبث ورعونة.. وهذه السبل لا تعالج إلا بالردع، الذي يحول دون تجديد ممارسة بلا وجه حق.. وبودي أن يعي أولئك المخالفون، ذلك التوجيه النبوي الشريف، حينما أعلن لأصحابه عن فريضة الحج عليهم، فقال أحدهم: أفي كل عام يا رسول الله، فلم يرد عليه، فكررها السائل ثلاثاً، فقال عليه الصلاة والسلام: لو قلتها لوجبت ولما استطعتم».. لقد كانت أمتنا في زمانها المميز، أمة طاعة لله ولرسوله وأولي الأمر، لذلك ارتقت، وقد كانت صادقة مخلصة واعية قوية، وحين تخلى الخلف عن السبيل القويم، فشلوا وتأخروا، وتداعت عليهم الأمم، ولم يعودوا أعلون، كما وصفهم الكتاب العزيز في قول الحق: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.

(للحديث بقية)

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved