Saturday 9th March,200210754العددالسبت 25 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإرهاب الهندوسيالإرهاب الهندوسي
سلمان بن محمد العُمري

لقد حرصت كل وسائل الاعلام الظالمة وكل الهيئات والمؤسسات والجهات ذات الغايات الدنيئة على إلصاق صفة الإرهاب بالإسلام والمسلمين زوراً وبهتاناً، ولعل بعض أبناء الأمة بأخطائهم قد ساهموا الى حد بعيد بهذا الأمر، ولعل كل عقلاء الأرض يعلمون ان الارهاب لا يمت للاسلام بصلة، ويعلمون في نفس الوقت ان الارهاب إنما جذوره وأصوله ومنابعه هي من غير أهل الاسلام، والأمثلة على ذلك نراها ليل نهار، وفي كل عصر وزمان، ولكن العيون التي تحاول ألا ترى الحقيقة، والعقول التي تحاول طمس معالمها تذهب بعيدا في غيها وطغيانها محاولة ابعاد أي صفة ارهابية عن نفسها والصاق كل ذلك وتجييره للجانب المسلم.
لن أذكر أو أعدد ابتكارات الارهاب الصهيوني خلال القرن العشرين كله والتي مازالت تحرق الأخضر واليابس وتبيد الطفل والرضيع وتقتل الشيخ الهزيل والمرأة الحامل في كل ساعة ولحظة أمام أنظار العالم، لن أذكر ذلك لأن الجميع يعرفه، ولكني سأذكر جزئية صغيرة في وسائل الاعلام وكبيرة في حقيقتها، إنها الجزئية التي تدور حول المسجد البابري في مدينة «أيودهيا» في شمال الهند، ذلك المسجد الأثري التاريخي الذي يعود بناؤه لأكثر من أربعمائة عام، الذي بكل صلافة وحقد أسود هدمه الهندوس منذ 10 أعوام خلت وأمام أنظار العالم أجمع والأمم المتحدة ومجلس الأمن، تساندهم حكومة متعجرفة تأكد فيما بعد ضلوع وزراء منها في مؤازرة الهدم، أليس هذا إرهاباً؟ أليس هذا ضد الحضارة كل الحضارة؟ أليس هذا عداء مطلق للديانات ولبني الانسان؟ أليس هذا عنصرية ضد أبناء البلد الواحد؟!.
والآن جاء دور البناء، ولكن بدل بناء مسجد على الأقل لتقديم الاعتذار للخطأ التاريخي الذي لطخ وجه الهند، يتم العمل لبناء معبد هندوسي، وهنا يظهر الحقد والعنصرية بأسمى معانيها في بلد لا يقل عدد المسلمين فيه عن مائتي مليون مسلم.
ويهب المسلمون في الهند رغم كونهم أقلية في تلك المنطقة لنصرة دينهم وحقوقهم وتكون النتيجة ان يقوم الارهاب الهندوسي على حرقهم أحياء حتى وصل عدد القتلى حتى الآن 580 مسلما حرقا وهم أحياء، أليس هذا الحرق ارهابا؟ أين هي الأمم المتحدة من هذه الأحداث؟ وأين الضمير العالمي؟ ولكن نعرف ان كل أولئك في عالم الصمت أو عالم التآمر؟ ولذلك أقول أين أبناء الاسلام من ذلك؟!.
لماذا لا تذيع وسائل الاعلام العربية من صحف ومجلات واذاعات وفضائيات وغيرها هذا الأمر على حقيقته، لا نريد مبالغة بل نريد الحقيقة، فالحقيقة تكفي، تكفينا لكي نقول للعالم كله انظروا الى الارهاب الهندوسي كيف يحرق البشر أحياء بعد ان هدم مسجدهم، وحكومته تتفرج على المجازر بحق مواطنيها!! بل وتوصف بالدولة التي تحتذى في ديموقراطيتها.
لدينا في دول الخليج وتحديدا المملكة مئات الآلاف من العمالة الهندوسية وواجبنا يدعونا لدعوة كل قادر على التخفيف من هذه العمالة للضغط على الحكومة الهندية بكل الوسائل، وحتى ولو لم تستطع المؤسسات ذلك فإن الأفراد قادرون بإذن الله على ذلك، انتصارا لدينهم وتضامنا مع اخوانهم في الدين ومواساة لهم في مصابهم الجلل، فكل انسان قادر على ا ن يستغني عن عمالته الهندوسية وستعاني حكومة الهند من ذلك الأمرين، فهذه الأموال التي يأخذها الهندوس من بلاد المسلمين تستخدم فيما بعد ضد أبناء الأمة، والأولى بها ان تصل للمسلمين أولا وقبل كل شيء.
ولعله من واجب السفارات الاسلامية كلها في الهند ان تقوم بواجبها إزاء هذا الخطر الارهابي المقبل الذي لا يفرق بين حجر وبشر وشجر، ولا نريد إلا اظهار الحقيقة التي ستصفع الهند صفعة لن تنساها أبداً. لقد حاولت الهند استغلال أحداث سبتمبر الماضي للضغط على كل المسلمين داخلها وخارجها وخصوصا في باكستان، والآن تتضح الصورة أكثر وأكثر، ولكن لا يجب ان تفوت الفرصة قبل ان يفهم على الأقل ما يدعى بالعالم المتحضر حقيقة تلك الحكومة الهندية وحقيقة اليمين الهندوسي المتطرف وحقيقة الارهاب ومنابعه الحقيقية وحقيقة الاعلام العالمي ومنظمات حقوق الانسان، وحتى يكشف القناع عن الوجه الكالح للمتبجحين بالديمقراطية ورعاية حقوق الانسان وحرياتهم.. والله المستعان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved