|
|
لعل الدعوة للاهتمام بصحة الجلد ليست ضربا من الرفاهية خصوصا بعد أن تغير غذاؤنا وهواؤنا واسلوب معيشتنا، وأهمية الجلد لاتخفى على أحد فهو غير كونه الدرع الواقي وأول حائط صد عن أجهزة الجسم الداخلية فإنه يحتوي على جهاز اخراجي لاغنى عنه بالاضافة الى كونه يحافظ على رطوبة الانسجة الداخلية وحرارتها واستقبال المؤثرات الحسية الخارجية هذا فضلا عن اعطائه مظهر الانسان الذي يقبل به على العالم المحيط به، وفي الجلد كثير من الغدد المفرزة للدهون، تلك التي تعطيه المرونة وتحميه من التغيرات في درجة الحرارة، وهذه الغدد اذا مارست مهامها بشكل اكثر من الطبيعي صار الجلد دهنياً وسهلت اصابته بالبثور والدمامل، واضطراب الاداء في هذه الغدد يرتبط ارتباطا وثيقا باعتلال الصحة العامة لدرجة انه قد بات من المعتقد ان ما يطلق عليه «حب الشباب» الذي يعاني منه الكثيرون ويبذلون في سبيل التخلص منه كل مرتخص وغال، ليس الا مظهرا من مظاهر اضطراب التمثيل الغذائي وان علاجه يجب ان يبدأ من هذا المنطلق، اذن تنظيم الهضم والامتصاص هو المسؤول الاول عن صحة الجلد ولذلك نجد ان جهود العناية بالبشرة مهما كثرت تضيع هباء اذا لم يتبع المرء نظاما غذائيا يكفل انتظام الهضم والتمثيل الغذائي ومن ثم ينصح هؤلاء بالاستغناء عن الاطعمة عسرة الهضم وتحظر اللحوم الدسمة ومنتجات الالبان كاملة الدسم والحلوى المصنوعة من الدهون المركزة التي نكثر نحن الشرقيين من تناولها بداع او بغيره كما ان الاطعمة الحريفة هي الاخرى من دواعي مكوث الطعام في المعدة مدة طويلة فتصعب عملية الهضم ويكثر الامساك فتزيد نواتج التعفن التي اذا ما و صلت الى تيار الدم حملها بدوره الى الجلد فتسبب اعتلال وظائفه، اما ما يجب ان تستبدل به الاطعمة المذكورة آنفا فينصح بالاكثار من الخضروات والفواكه النيئة او على اكثر تقدير مسلوقة سلقا خفيفا او مطهية بالبخار، كما ينصح بتناول الالبان منزوعة الدسم والزبادي والجبن القريش والطماطم والجزر والخس وخميرة الخباز وتعظم الفائدة اذا شرب فنجان ساخن من شيح البابونج قبل تناول طعام الافطار فعلاوة على خواصه المفيدة لعملية الهضم فانه مطهر واسع المدى من كثير من انواع البكتيريا. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |