تكتسب الأشياء قيمتها بالاحتفاظ بجوهرها وخصوصيتها ورغم مرور الأيام والسنين ما تزال العديد من القبائل الأفريقية تحتفظ بملامحها وعاداتها وطبائعها ومنها قبيلة الدينكا وهي من أكبر القبائل السودانية، حيث تمثل نصف سكان الجنوب السوداني و11% من مجموع سكان السودان وتلتقي مع قبائل النوير والشلك والانواك وأقليات أخرى في جد واحد،
تشتهر قبيلة الدينكا بتربية الأبقار التي ترتبط لديهم بأوجه الحياة الاجتماعية المختلفة، الزواج او تربية الأبناء ونادراً ما تذبح الأبقار ويتم ذلك في الأحوال الاستثنائية كإكرام الضيف او في مناسبات الأعراس والمآتم،
وقائد القبيلة يتم اختياره بالانتخاب المباشر ولا بد ان تتوفر فيه الحكمة والقدرة على تسوية النزاعات، وتعيش قبيلة الدينكا على اسطورة متداولة فيما بينهم حتى الآن وهي ان جد الدينكا الأول ويسمى دينج ويت وتعني الكبير قد جاء منذ زمن بعيد سبقه مطر وغمام كثيف وبرق ورعد وحملت به امرأة ممشوقة القوام فارهة الطول اسمها «الوت» وعندما ولدته اسمته دينج ديت وكان يهوى تربية الأبقار وأسس القبيلة وحتى الآن فكل فرد في القبيلة يحتفظ ببقرة لديه لا يبيعها وانما يحسن تربيتها ويستفيد منها في اللبن واللحم، والدينكا هم اكثر القبائل الجنوبية اعتناقاً للإسلام وتوجد بينهم أكبر المجموعات الإسلامية بالجنوب وذلك لتماسهم مع أهل الشمال وهم أكثر قبائل الجنوب مصاهرة مع بقية قبائل شمال السودان مما جعل بقية قبائل جنوب السودان تعتبر ان الدينكا عرب سود،
وقد شارك من الدينكا أبان الثورة المهدية كل من السلطان الروب بيونق جد الناظر دينق والسلطان رياك نوير والسلطان كور والسلطان نقود مكول والسلطان وال دورجوك، وقد بايع المهدي سلطان مريال بأي داولوال وكذلك السلطان كوم جيل الذي أهداه المهدي حربة غنت لها بنات الدينكا:
«السلطة المهدي سلمها كوم جيل عشان عمل كلام جميل واتفاق مع المهدي»
| 