Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فصل الكلوسترول يكلف 132 ألفاً للمريضفصل الكلوسترول يكلف 132 ألفاً للمريض

* الرياض فارس القحطاني:
أكد الدكتور عبدالله الأشول استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن نسبة اصابة السعوديين بالارتفاع المفرط للكولسترول Hypercholestrolemia Homozygote، عالية جداً، مقارنة بالنسب العالمية وذلك لأسباب وراثية، كنتيجة حتمية لزواج الأقارب.
ويؤدي وجود نسبة عالية من الكلوسترول في الدم إلى تصلب الشرايين وحدوث الجلطات القلبية والدماغية وتهديد حياة الملايين من الناس في مختلف أرجاء العالم. وتقوم الكبد بانتاج 70% من الكلوسترول بينما يأتي 30% عن طريق الغذاء وتتخلص الكبد مما نسبته 8090% من الكلوسترول.
ويوضح الأطباء أن ارتفاع مستوى الكلوسترول في الجسم يكون بين الخفيف والمتوسط والشديد، ويتم التخلص من النوع الأول عن طريق الرياضة وتخفيف الوزن والحمية، بينما يتم السيطرة على النوع الثاني عن طريق الأدوية اضافة إلى الرياضة والحمية، أما النوع الثالث وهو الأخطر فانه يحدث بسبب عوامل وراثية من خلال عجز الكبد في التخلص منه كون مستقبلات الكولسترول (LDLReceptors) الموجودة بالكبد تعاني من خلل جيني وراثي لأن هذه المستقبلات تكون في أسوأ حالاتها وعاطلة عن العمل مما يؤدي لارتفاع شديد في الكلوسترول يصل إلى 1000 مجم/دسيليتر، أو أكثر، وهو أخطر الأنواع، ويصيب واحدا من كل مليون إنسان، وفي حالة العطب الجزئي للمستقبلات فإن نسبة ارتفاع الكلوسترول تبلغ 300 500 مجم/دسيلتر وهو أقل خطورة ويمكن علاجه عن طريق العقاقير الطبية والحمية الغذائية ويصاب به واحد من بين 500 شخص في العالم.
ويقول الدكتور عبدالله الأشول، إنه لا توجد احصاءات للمصابين بالارتفاع المفرط للكلوسترول في المملكة، على الرغم من المؤشرات الواضحة على ارتفاع نسبة الإصابة به مقارنة بالدول الغربية نظراً لوجود 35 مريضا سعوديا يراجعون المستشفى التخصصي فقط (النسبة العالمية واحد في المليون)، تتراوح أعمارهم من سن الطفولة إلى سن العشرينات يعانون من أشد الأنواع خطورة. وبين أنه بالرغم من إعطائهم حمية قاسية وتعاطيهم لعدة أدوية إلا أن نسبة انخفاض الكولسترول لا تتجاوز 1020% مما فرض على المستشفى البحث عن بدائل ذات نتائج أفضل لهؤلاء المرضى، كاشفا النقاب عن إبرام اتفاق بين المستشفى التخصصي مع إحدى الشركات المحلية حصل بموجبه المستشفى على جهاز فصل الكولسترول من الدم LDL Apheresis Machine لعلاج الحالات الموجودة بالمستشفى بعد اطلاع المستشفى على العديد من الأبحاث التي أجريت حول هذا المرض بالتعاون مع المراكز العالمية المتخصصة.
ويؤكد الدكتور الأشول أن عدداً من الدراسات والتجارب أثبتت نجاح هذا النوع من العلاج من خلال تخفيض نسبة الكلوسترول في الدم إلى مستويات طبيعية، وفي حالات أخرى يتم إزالة الترسبات الدهنية الموجودة داخل الشرايين لكنه يعود ويشير إلى أن هناك عدداً من العقبات التي تعترض الاستفادة الكاملة من هذه التقنية العلاجية حيث يلزم حضور المريض إلى المستشفى كل أسبوعين اضافة إلى لتكلفة العلاج المالية، كون جهاز فصل الكلوسترول يكلف ما يقارب من 000.75 ريال، والجلسة الواحدة تصل تكلفتها 5500 ريال (التكلفة سنويا 132000 ريال للمريض الواحد) وهي ثمن أدوات فصل الكولسترول من الدم والتي تستخدم لمرة واحدة فقط لكل مريض، مما يتطلب رصد ميزانية ضخمة لمثل هذا النوع من العلاج نظراً لكثرة عدد المرضى على أنه يبقى الحل المثالي لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى، وفقاً للدكتور الأشول، مقارنة بالحلول الأخرى المتاحة مثل زراعة الكبد الجزئي أو الكلي، بينما يظل العلاج بالجينات مسألة مقرونة بالمستقبل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved