الصدقة جزء لا يتجزأ من الحالة الاسلامية التي أرادها الله تعالى لبني البشر، وهي حالة دائمة مستمرة ما دام الانسان على هذه الأرض، وأثرها دائم خالد الى يوم الحساب، حيث موازين صاحبها هي الموازين الثقيلة بإذن الله.
والله تعالى يربي الصدقات، ويمحق الربا، وبالتأكيد فإن الصدقة لا تنقص من مالك أخي، وإنما لابد أن يزداد بشكل أو بآخر، وكما يقال: ليس معيار الغنى كثرة الأموال، بل غنى النفس وبركة المال، فالبركة هي التي تحول القليل الكثير، وهي التي تجعلك قانعا ترى النعيم أينما حللت وحينما توجهت، بينما الحالة المعاكسة تصل بصاحبها لحالة من الغنى الظاهر مع خواء في النفس وفقر بها، وجشع لا ينتهي، وأمراض تشمل النفس والجسم، ولا يستطيع أمهر الأطباء مداواتها؛ لأن العلة كبيرة، والعقبة أكبر!.
إن الصدقة بمعنى الزكي الطيب لا يقدر عليها إلا الانسان الصادق القوي القنوع المحب للخير، وكم من غني ملك الكنوز والمجوهرات، ولكنه يبخل بريال واحد لا يغني ولا يسمن من جوع.
إن الصدقة بمعناها الصحيح الذي لا تعرف بموجبه يسارك ما أنفقت يمينك هي حالة الأشخاص الذين أنعم الله عليهم بإيمان لا يتزعزع، وبثقة بالله، وبنفس قوية راسخة.
إن الانسان الواثق من أن زرقه من الله عزوجل لا يفكر مجرد تفكير بما ينفق أو بما سينفقه؛ لأنه يعلم أن الله تعالى سيعوضه أضعافا مضاعفة، وهناك أناس يعيشون بيننا، وقد جربوا ذلك وعاشوه، ووجدوا ما وعدهم الله تعالى صدقا خالصا صافيا لا مجال للشك فيه.
إن الصدقة عائدة اليك طال الزمان أم قصر أضعافا مضاعفة، ولكن أخلص النية في فعلها، وأدع الله ان يقبلها، وحث الناس على فعلها، وتوكل على الله فهو نعم المولى ونعم النصير، قال تعالى: {وّمّا تٍقّدٌَمٍوا لأّنفٍسٌكٍم مٌَنً خّيًرُ تّجٌدٍوهٍ عٌندّ پلَّهٌ هٍوّ خّيًرْا وّأّعًظّمّ أّجًرْا} [المزمل: 20] ، وخير الصدقات الجارية التي ينتفع الانسان بها حتى بعد موته. والله الموفق.
|