Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديثحادثة وحديث
مطية المهملين
الشيخ عبيد بن عساف الطوياوي

ماذا نفعل بالنساء والاولاد؟ مطية بعض المهملين لواجباتهم، يواجهك بها عندما تنكر عليه بعض المنكرات التي يعج بها بيته، فيجعل رغبة النساء والاولاد مبررا لوجود تلك المنكرات والمحرمات، حتى صار بيته بؤرة منكرات، ومنبع مخالفات، امتلأ بيته بالمجلات الهابطة، وبالافلام الخالعة، وبالاغاني الماجنة، وبالصور المحرمة، وبالاجهزة المفسدة، وبالملابس العارية، فيه اختلاط وخلوة،
فالبنات متعلقات بالسائق، يذهب بهن الى السوق، والى المدرسة، والى المستشفى، والى الاستراحات احيانا. والاولاد متعلقون بالخادمة، فهي التي تغسل وتكوي ثيابهم، وهي التي تقدم طعامهم وشرابهم، وهي التي تعد فرشهم لنومهم، فكلما ارادوا شيئا نادوا الخادمة، وكذلك البنات، كلما اردن شيئا نادين السائق! وراعي الاسرة وربها، ليس له من الامر شيء، فهو الحاضر الغائب، اللهم الا ان العائلة تنسب اليه، وتتسمى به. عندما تحاول تذكيره بواجبه، وتشعره بتقصيره،
ويحس منك انتقادا لمنهجه في تربية اهل بيته، يسمعك ذلك الجواب: ماذا نفعل بالنساء والاولاد؟. ماذا تفعل بالنساء والاولاد؟
أهذا مبرر اهمالك! أين القوامة التي جعلها الله من نصيبك، فقال عز وجل: {پرٌَجّالٍ قّوَّامٍونّ عّلّى پنٌَسّاءٌ}[النساء: 34]
وأين الوقاية التي امرك الله بها في قوله:{يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمًوأّهًلٌيكٍمً نّارْاوقٍودٍهّا پنَّاسٍوالًحٌجّارّةٍ عّلّيًهّا مّلائٌكّةِ غٌلاظِ شٌدادِ لاَّ يّعًصٍونّ پلَّهّ مّا أّمّرّهٍمًويّفًعّلٍونّ مّا يٍؤًمّرٍونّ} [التحريم: 6]
وأين الرعاية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:« كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
ان جميع هذه المخالفات، وتلك المنكرات، التي ترتكب على مرأى منك ومسمع، سوف تسأل عنها، وتحاسب عليها يوم القيامة، فياليت شعري،
ماذا سيكون جوابك غدا عندما تقف بين يدي الله فيسألك عن ذلك! اتراك تقول ما تقوله الآن: ماذا نفعل بالنساء والاولاد! ام يكون الجواب غير ذلك!
ان نساءك وكذلك اولادك، عندما يصيرون سببا لصرفك عن طاعة ربك، ووسيلة لوقوعك في معصيته، انهم في الحقيقة اعداء، يجب ان تحذرهم، يقول الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا إنَّ مٌنً أّزًوّاجٌكٍمًوأّوًلادٌكٍمً عّدٍوَْا لَّكٍمً فّاحًذّرٍوهٍمً} [التغابن: 14]
. ومداراتهم ومجاراتهم من الفتنة التي حذر الله منها عبادة فقال:
{إنَّمّا أّمًوّالٍكٍمًوأّوًلادٍكٍمً فٌتًنّةِواللَّهٍ عٌندّهٍ أّجًرِ عّظٌيمِ} [التغابن: 15].
ان من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس، فالتمس رضا الله ولا تأخذك في الله لومة لائم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved