|
|
العمل الجبان الذي أقدمت عليه بعض حملات الحج والذي احتالت فيه بعض مؤسسات الحج المخصصة لحجاج الداخل، بحيث أسكنت حجاجها في العراء، بعد أن وعدتهم بالإسكان في مخيمات قريبة من الجمرات، واحتالت مؤسسات أخرى على حجاجها بأن تكفلت بمهمة استصدار تصاريح حج، وبعد ان وصل الحجاج الى مشارف مكة المكرمة قادمين من الرياض، وهم في ثياب الإحرام، يحلمون بتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، بعضهم من النساء، وبعضهم من المسنين، تبيّن للجهات المختصة ان تصاريح الحج مزيفة، وكان عليهم العودة من حيث أتوا، وبعد أن عادوا الى الرياض ذهبوا لمكتب الحملة لاسترداد ما دفعوه من مبالغ ولم يجدوا الشخص الذي استلم منهم مبالغهم، بل وجدوا ذلك المكتب مقفلا. خمسة آلاف حاج متخلف تم ضبطهم من قبل المديرية العامة للجوازات، وكان هؤلاء قد قدموا من الخارج بتأشيرة عمرة من خلال عشرين مؤسسة من مؤسسات العمرة والمسؤولة عن استقدام وخدمة المعتمرين وليس الحجاج، واكثر من ثلاثمائة حاج من الداخل دفعوا أكثر من مليون ريال لمؤسسة من مؤسسات حجاج الداخل، ولم تطبق بنود العقد المبرم معها فيما يتعلق بتأمين الإسكان المناسب والمتفق عليه. كيف يحدث هذا التعدي وهذا الغش المكشوف في موسم ديني، الكذب والغش و التلاعب كلها امور ممنوعة بل ومحرمة في كل المجالات، وفي كل الأوقات، فكيف اذا كانت في ركن من أركان الإسلام، الذي يغش في الحج مثل من يقدم ماء قد تبول فيه ويطلب التوضؤ به للصلاة، الدولة تنفق بلايين الريالات من اجل خدمة ضيوف الرحمن، ليأتي هؤلاء المفسدون في الحج، ومن أجل بضعة آلاف من المال الحرام، ليخربوا ما قامت به الدولة فيسيئون لسمعة الوطن ولسمعة القيادة بل ولسمعة المواطن السعودي وقبل كل ذلك لسمعة هذه الشعيرة الطاهرة، ترى هل أمن هؤلاء العقوبة فأساؤا الأدب تجاه المملكة، ومواطنيها، بل قبل ذلك تجاه الله وأركان الدين الإسلامي الحنيف. المطلوب من وزارة الحج ان تبدأ من وقت مبكر في تنظيم حملات الحج لمؤسسات حجاج الداخل وان تعلن الوزارة للمواطنين وقبل رمضان اسماء مؤسسات الحج التي سمح لها بتنظيم حملات الحج لحجاج الداخل، والأعداد المسموح بها لكل حملة، وان تصنف خدمات الحج الى مستويات او درجات، وان يوضع متوسط سعر تقريبي لكل درجة من هذه الدرجات بحيث لايسمح لأي حملة بتجاوز الحد الأعلى لهذا السعر، كما لايسمح لأي حملة بتجاوز العدد المسموح لها بخدمته من الحجاج، وان يكون هناك تنسيق عبر الحاسب بين الجهة التي تمنح تصريح الحج و وزارة الحج التي تطلب من الحاج ومن خلال نموذج خاص وضع اسم المؤسسة التي سوف تنقله ويؤدي الحج من خلالها بحيث لايسمح بالتسجيل في أي مؤسسة او حملة قد أكملت العدد المسموح به لها. اعرف ان فكرة حملات حجاج الداخل مشروع جديد نسبيا، ولم يمر عليه بعد اكثر من عقد من الزمن ولكن تنظيمه، ووضع قوانين وتعليمات واضحة للمستفيدين منه امر في غاية الأهمية كما ان وضع عقوبات رادعة للمتلاعبين بهذه الشعيرة ومنها مصادرة الضمان البنكي لصاحب الحملة ووضع اسمه في القائمة السوداء، وإعلان هذه القائمة في كل عام، قد يمنع في المستقبل من يسيء لضيوف الرحمن من تنظيم أي حملة للحجاج، هذه بعض الافكار التي يمكن الاستفادة من بعضها بعد الدراسة من المختصين في وزارة الحج. نريد فتح الباب للمواطنين للاستفادة من تنظيم حملات الحج ولكن بشروط وشروط قاسية تمنع التلاعب على الحجاج، وتضمن في نفس الوقت دخلا معقولا لحملات حجاج الداخل، ولكن لاتسيء للوطن وقيادته وللمسلمين وشعيرتهم. مرة اخرى لا بد من أنظمة واضحة، وتتحدث عن كل التفاصيل وتطبق على الجميع دون استثناء بعد تزويد كل من يوقع بنسخة منها، ولا بد من التأكيد من البداية على سعودة كل الكوادر العاملة في مؤسسات الحج وبالذات مؤسسات حجاج الداخل. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |