Friday 8th March,200210753العددالجمعة 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تجارب عربية في التعليم المفتوحتجارب عربية في التعليم المفتوح
د. خليل إبراهيم السعادات

كان لمصر في النصف الثاني من هذا القرن تجربة لاستخدام التعليم عن بعد في محو الأمية وتعليم الكبار عن طريق توظيف الاذاعة والتلفاز. فقد بدأت اذاعة الشعب في التخطيط لمشروع محو الأمية عن طريق الإذاعة في عام 1968م وبدأ المشروع في فبراير عام 1969م. والمراحل التي عرضها المشروع هي مرحلة محو الأمية وتتضمن توعية الرأي العام بأهمية محو الأمية وتجنيد المتعلمين لمساعدة الأميين وأشباههم وبث برامج تعليم المستمعين الأميين، وكانت تقدم البرامج الإذاعية المتنوعة كالتمثيليات والأغاني والموسيقى من أجل جذب وتسويق المستمعين. أما مرحلة الإذاعة التعليمية / يناير 1990م، فقد تم فيها انتاج الأشرطة التي قدمت في اذاعة الشعب لاذاعتها في الاذاعات المحلية، واعداد برامج الاذاعة التعليمية وهي برامج تربوية في طرق التدريس للمشرفين الذين يعملون في محو الأمية وكذلك للمتحررين حديثاً من الأمية. وكان للتلفاز دوره في برامج محو الأمية وتعليم الكبار حيث بدأت مرحلة التجريب لاستخدامه في العام 63 1964م وحتى عام 1969م، ثم انطلق المشروع القومي لمحو الأمية الاجتماعية والسياسية الى جانب تعليم القراءة والكتابة والحساب فانتج التلفاز الحلقات التي تصل بالدارس الى الصف الرابع الابتدائي وأنشأ مجلس الإعلام الريفي 500 مركز للمشاهدة، وفي مجال توظيف التعليم الذاتي في محو الأمية فقد تم التخطيط لهذه التجربة بالتعاون بين اليونسكو ومركز سرس الليان وفيها تم بناء المنهج والبرنامج التعليمي ليتناول حياة أسرة في مواطن مختلفة تؤدي الى المواطنة الصالحة وتحديد المستوى المستهدف بالصف الرابع الابتدائي في القراءة والحساب وأعد 160 درساً منها 96 درساً في القراءة والكتابة في عدة كتب حدد حجمها ونمط الكتابة والصور والألوان برمجت الدروس وطبقت المواد التعليمية على مجموعة تجريبية عدد أفرادها 226 فرداً وقورنت بمجموعة مكافئة ضابطة. وقد لاقت التجربة نجاحاً بين أفراد المجموعات الصغيرة. أما في مجال التعليم الجامعي المفتوح فقد بدأت جامعة القاهرة باعداد وتنفيذ برنامج التعليم المفتوح باستخدام الكتب المقررة التي كتبت على نحو يساعد على التعليم الذاتي وكذلك توظيف الوسائط التعليمية. ويقدم برنامج التعليم المفتوح برنامجين تعليميين هما التجارة والزراعة واستصلاح الأراضي ويضاف إليهما برنامجان هما الترجمة الفورية والقانون. ويتبع مركز التعليم المفتوح رئاسة الجامعة ويقوم على تشغيله ما يقرب من 100 موظف من الاداريين والفنيين ويعتبر نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع هو مدير المركز. ويقوم المركز بتسجيل الطلبة وتوزيع الكتب المقررة والأشرطة وعقد اللقاءات الأسبوعية مستفيداً من قاعة المحاضرات في الجامعة واجراء الامتحانات النهائية. ويتعاقد المركز مع الأساتذة المختصين لاعداد المقررات الدراسية التي يقوم بطباعتها في مطبعته الخاصة. كما أن المركز يقوم بانتاج أشرطة الفيديو بحسب اعداد الطلبة هذا ويوجد بالمركز قاعات للمشاهدة الفردية والجماعية. أما عن نظام القبول في برنامج التعليم المفتوح فان البرنامج لا يقبل سوى الطلبة الناجحين في الثانوية العامة بغض النظر عن معدلاتهم شريطة أن يكون قد مضى على شهادة الثانوية العامة خمس سنوات كحد أدنى وحضور اللقاءات الأسبوعية لا يعتبر شرطاً للدراسة ويطلب من الطالب حضور الامتحان النهائي فقط. إن الهدف من استعراض تجارب الدول العربية في مجال التعليم المفتوح هو التعرف على مدى الاستفادة من هذا النوع من التعليم والمنفعة التي يقدمها للفرد والمجتمع ومدى نجاح التعليم عن بعد في المجتمعات العربية التي طبقته. فالتعليم عن بعد له أثر في تثبيت مفهوم التربية المستمرة وفي تعليم المرأة والفئات الخاصة واعادة تدريب وتأهيل وتنمية مهارة الأفراد العاملين في المجالات المهنية المختلفة. ونتحدث عن تجربة عربية أخرى في مجال التعليم عن بعد في مقال قادم. وعلى الله الاتكال.

كلية التربية جامعة الملك سعود

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved