Thursday 7th March,200210752العددالخميس 23 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منازلمنازل
عن المشهد الثقافي (1)
علي بافقيه

لم تكن هي المرة الأولى التي يشار فيها الى ركود الساحة الأدبية المحلية في السنوات الأخيرة سواء من ناحية اشارت الكتاب في الصحف أو في لقاءاتهم الأدبية أو أحاديثهم. انه الموات الذي تشهده الساحة الأدبية المحلية. فها نحن نقرأ في جريدة الحياة «16/12/1422ه» سؤالا ساطعاً: من يتحمل المسؤولية؟ ونقرأ حقيقة ماثلة: «يشهد المعترك الثقافي السعودي ركودا واضحا يتجلى في افتقاره الى التفاعل مع الأنشطة الأدبية «...» ويرى بعض المثقفين ان هذه الأنشطة إنما تهدف الى ذر الرماد في عيون المطالبين بتحريك تلك المؤسسات..».
وطبعاً وكما هي العادة سوف يحمل رؤساء الأندية الأدبية على الأدباء بحجة أنهم يتقاعسون عن أداء أدوارهم الثقافية ويكتفون بالاحتجاج. هذه هي الاسطوانة القديمة التي يكررها القائمون على النشاطات والتي لا تشبه سوى الركود والاجترار الذي يرين على تلك النشاطات ان حدثت. ذلك أنهم يغمضون أعينهم وعقولهم عن سؤال بسيط وبديهي هو: ماذا يريد هؤلاء الأدباء والمثقفون؟ قبل رميهم بالتقاعس وعدم التفاعل مع تلك النشاطات.
وتشير جريدة الحياة الى:«المعترك الثقافي السعودي يمر بحال موات تتعدد صوره وأشكاله بدءاً من اهمال الصحافة مواصلة مشوارها التاريخي في دفع عجلة الأدب المحلي مرورا بهجرة الكتَّاب السعوديين بأعمالهم الى خارج الحدود وصمت معظم المنشغلين بالأدب».
ويورد يوسف العارف سببا مهما يتلخص في ان ما تقدمه المؤسسات الثقافية من أنشطة «تبتعد في أحيان كثيرة عن هموم المثقف وأنها تقوم بأعمال مستهلكة».
وهذا سبب جوهري حيث تتحاشى الأندية الأدبية الاقتراب مما هو حي في أنشطتها الابداعية والفكرية وهذه وصمة فالابداع المحلي قد تجاوز الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون ما يعني ان هذه المؤسسات لا تمثل التطور الذي وصلت اليه المستويات الفكرية والابداعية المحلية.
ويشير الشاعر عبدالله الخشرمي الى «تهميش الثقافة الجادة» يشاركه في ذلك القاص سعود الجراد الذي يشير الى «غياب مقومات الثقافة الجادة وهي: الابداع والصدق والجرأة» ويرى ان هذه المقومات الثلاثة «غابت عن مشرفي الصفحات الثقافية».
ومعروف ان الصحافة المحلية تتحمل دوراً تاريخيا في النهوض بالأدب والثقافة في المملكة فالملحقات الثقافية هي الساحة المباشرة التي تعكس واقع الأدب والابداع منذ نشوئها وتنهض به وتدفع به الى الأمام. إن انطفاء الملاحق الثقافية في السنوات الأخيرة يلقي على الساحة الأدبية ظلا ثقيلا ويكشف بوضوح هذا الموات الذي يرين على المشهد الثقافي.
الشاعر مسفر الغامدي يشير الى عدم وجود «مؤسسات فعلية للعمل الثقافي تستطيع ان تدافع عن حق المثقف في أن يكون..».
(2)
بقي علينا ان نتفاءل بما نسمعه ونقرؤه من أخبار. فجريدة عكاظ بصدد العودة الى الملحق الثقافي الأسبوعي. والادارة الجديدة للنادي الأدبي بالرياض سوف توزع على المثقفين نموذجاً لاستقصاء آرائهم حول النشاطات والمحاور والفعاليات التي يريدونها وملحق روافد الذي اختفى من جريدة البلاد ربما يظهر في جريدة الوطن بكتَّابه ومشرفيه ومؤسسية.
(3)


لخولة أطلال بمنعرج الصَّخرِ
بجِدّة بين الفيصلية والبحر
على بعد أميال من الماء منزل
به علقت روحي وعيل به صبري
لها عند أنحاء الملز مناخة
بها بعر الآرام ينقفها طيري
وقوفاً بها صحبي علىَّ جُموسهم
يقولون لا تهلك ويطغون في زجري
وما بي سوى شكوى الى ابن مدين
وابن عبيد والحميد والجفري
وابن السديري وابن مالك هاهنا
وهاشم والصاحين في الصحف الغرِّ
أنيخا على أبوابهم صدر ناقتي
ولا تُبقيا دمعاً إلى مطلع الفجر

الرياض /المرسلات

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved