Wednesday 6th March,200210751العددالاربعاء 22 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سحب وديمسحب وديم
إضاءة للعين.. الأذن
فريدة محمد قدح

** الجلوس أمام شاشات الفضائيات لمدة زمنية طويلة خلق شكلاً من الإدمان الخالي من الحياة للنظر.
وتسبب في مرحلة ركود جامد للفكر، فأصبحت عيوننا تتلقى المناظر بتتابع خالٍ من الروح والعقلانية.
خاصة تلك البرامج التي لا تخلو من إسقاطات غير صادقة للتعامل مع مساحة العقل والتفكير للمشاهد الذي تعوّد على الكسل والخمول وهو نتيجة ما يشاهد ويسمع لدرجة اصبحنا ننتظر كل شيء يقدم لنا دون تعب في التفكير، حتى ابتساماتنا وضحكنا بالتدريج، أفقدتنا المقاعد الوثيرة وأجهزة التحكم من بعد حيويتنا واصبحنا أسرى اللحظة المرفهة فبدأنا نتقبل كل الامور دون تفريق بين مصداقيتها، جمالها، والتي منها (الكاميرا الخفية) او (زكية زكريا) التي لا ارى فيها بالنسبة لرأيي الشخصي على الاقل أي أبعاد جمالية او إبداع كلمات تنفر المشاهد حتى وانا ارى الصغار يضحكون عليها ارى انهم يكسبون بالتدريج سلوكاً خاطئاً في الشكل والمضمون خاصة ما يعقب تلك المشاهد من ضحكات تدل على السذاجة والبله في بعض الأحيان إن لم يكن معظمها.
** إضاءات النضج العقلي تضعف مع جيل يعتمد على شكل (زكية زكريا) غباء الحركات مع الاعتماد على بساطة وعفوية الانسان الصادق في تصرفه، وتعامله مع لحظة الحدث المصطنع من القائمين على مثل تلك البرامج.
اللحظات التي تمر بنا يجب ان تنبت داخل اعماقنا بمنفعة وجدوى للآخرين ولسنا وإلاّ فهي تؤخد من اعمارنا لتضاف على حسابنا بشكل سلبي وليس العكس.
ومثل هذه البرامج تساهم ببطء في انتكاسة فكرية وتدهور الوعي بدل ان يكون هذا الجهاز وسيلة لتقديم الأفضل لنمو الفكر وازدهار المجتمع..
الشريط الإسلامي
الشريط الإسلامي وسيلة للتوعية والإرشاد هامة يميزها السرعة وقوة التأثير خاصة اذا توفر فيها محدث جيد، شيق الحديث، قوي الحجة، يلامس بموضوعه ارواح افراد المجتمع فيحرك الوجدان.
لكن الذي يقف عائقاً في رأيي الشخصي امام أهمية تأثير هذه الوسيلة الاعلامية، هو ما تخرج به بعض الاشرطة التسجيلية ومابها من عمليات مونتاج فنية ومؤثرات صوتية تجعل المستمع لا يقبل على سماع تلك المواد المسجلة حيث ان بعضها يحوي صراخاً رعويلاً منفراً حقيقة وتظل تستمع لها فترة قبل ان تصل لموضوع الحديث او صوت المحدث.
ولو أن تلك المؤثرات تم تقنيتها بشكل يخدم المادة والموضوع المسجل اكثر من جعلها وسيلة غير جاذبة للأذن الشابة التي تحب الفائدة والتوجيه.
وأتمنى ان وجهة نظري تلقى بعض القبول في نفوس المسؤولين من إنتاج وإخراج الشريط الإسلامي اذا عرفنا ان الذي يدير معظمها والمسؤول عنها شباب ملتزم امتاز بالوعي الديني، وروح الشباب المتعلمة المثقفة، الملمة بمتغيرات وتحديات هذا العصر.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved