* عنيزة سالم الدبيبي:
ربما يكون التنافس في قاع الدوري قد خطف الكثير من قمته حيث تبقت فترة وجيزة من مشوار الدور التمهيدي لبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والذي في نهايته سيكشف النقاب عن اسمي الفريقين صاحبي الحظ التعيس اللذين سيغادران دوري الشهرة والأضواء.. وينحصر الصراع من أجل البقاء على أربع فرق وهي الوحدة والطائي والنجمة والأنصار مع إمكانية اتساع دائرة الخطر لتشمل فرقا أخرى إذا لم تتحسن نتائجها.
الوحدة يتعلق بالمستحيل
حسابياً المجال مفتوح لأبناء مكة المكرمة لتغيير المسار مع بقاء ذلك رهناً لمجهودات الآخرين على أمل أن تتعرقل خطوات الفرق الأخرى المنافسة.. فيما تبدو المهمة صعبة وتدخل في نطاق المستحيل بالنظر إلى قصر المساحة المطروحة لإنجاز ذلك فالوحدة الذي خسر أكثر من نصف مجموع مبارياته في الدوري حتى الآن بحاجة إلى الفوز بالمباريات الأربع المتبقية ثلاث منها على أرضه أمام الشعلة والنجمة والأنصار فيما سيلعب خارجها أمام الاتفاق بالدمام وسيتابع فوق ذلك مشوار الفرق الأخرى وما تقدمه نتائجها حيث يأمل ألا يتجاوز فريقان حاجز ال «20» نقطة سقف إمكانيته الأعلى.
حظوظ متساوية
وكما تتساوى كفة الثلاثة الأنصار والنجمة والطائي بالمحصلة في رصيد النقاط تتشابه الظروف تماماً المحيطة بالطريق الذي ستسلكه هذه الفرق في سباقها من أجل البقاء.. حيث ستستضيف مباراتين على أرضها وستلعب مثلهما خارجها مع تفاوت الخصوم فيما بينها.
فالطائي سيلعب بحائل أمام النجمة والاتفاق وهي فرصة قوية للفريق من أجل تحقيق فائدة كبيرة خصوصاً في المباراة الأولى التي سيكون الفوز بها مزدوجاً على اعتبار طرفها الثاني أحد المنافسين مع عدم التقليل من أهمية مواجهة الاتفاق وذلك قبل أن يغادر الطائي قواعده لأداء آخر لقاءين تحيطهما الصعوبة بشكل كبير فالأولى ستكون أمام المنافس المتحفز بقوة فريق الأنصار الذي بالتأكيد سيعطي لهذه الموقعة الكثير من الحسابات عطفاً على توقيتها فضلاً عن خصمها فيما سيختتم الطائي رحلته بلقاء متصدر الترتيب الهلال بالرياض.
ويأتي النجمة الذي لا تختلف حظوظه كثيراً عن سابقه مع أفضلية تتمثل استضافته آخر لقاءين أمام الشباب أولاً ثم الرياض سيحددان بشكل كبير مصير الفريق وذلك بعد أن يفرغ من مواجهته للطائي في نزال قوي وصعب تعقبه مباراة لا تقل صعوبتها أمام الوحدة في مكة المكرمة.. ولذلك يوجه النجماويون أنظارهم ناحية الشمال إلى حيث حائل على أمل تلافي خطر الخسارة من الطائي والخروج على أقل تقدير بالتعادل للحفاظ على توازن الفريق في المتبقي من المشوار الذي سيكون أفضل «نظرياً» بلا شك.
وأخيراً سيحاول الأنصار الوقوف في وجه النصر أولاً أملاً في كسب إضافة نقطية مهمة جداً قبل العودة للمدينة للقاء الطائي في مباراة ستشكل مفترق الطرق للفريقين وربما تتجاوزهما للمنافسين الآخرين.. وسيكمل الأنصار بعد ذلك مسيرته باتجاه الوحدة في مكة المكرمة قبل أن يختتم على أرضه وبين جماهيره مبارياته أمام الهلال الذي سيكون عقبة كبيرة في وجه الأنصاريين في حال احتياجهم لنقاط تلك المواجهة.
التحكيم؟!!
مما تقدم يظهر مدى أهمية المباريات المتبقية في عمر الدوري التمهيدي للبطولة عموماً وعلى صعيد المنافسة للخروج من دائرة الخطر وهو ما يشكل بالغ الأهمية للمنتمين لتلك الفرق التي يهددها شبح الرحيل المر من دوري الكبار حيث ستحتاج إلى العودة ما يساوي فترة الموسم الرياضي على أقل تقدير وذلك إذا ما تجاوزت تبعات هذا السقوط.. ومن هنا يبرز دور الحكم العادل الذي يعطي الجميع حقهم دون استثناء ومن خلاله يستطيع الفريق الأفضل كسب الجولة لصالحه دون حاجته لظروف خارجية تساعده للصعود من على أكتاف الآخرين وبالتالي سيعود ذلك على قوة الدوري السعودي عموماً الذي تتطلب زيادة قوته بقاء الأفضل.
ونحن بالتأكيد نشدد على تحقيق هذا ولا نشكك بنزاهة التحكيم السعودي.. لكننا بنفس الوقت لا نقلل من حجم الأخطاء التحكيمية وبروزها بشكل لافت مما سبب التفاوت في محصلة بعض الفرق وحدد في أحيان عدة مصائر فرق أخرى.. لذلك نتمنى من لجنة الحكام زيادة الدقة باختيار حكام المباريات القادمة بعدما اتضحت لها المستويات إثر مرور فترة طويلة من الموسم الرياضي الأمر الذي كشف بالتأكيد من يبقى في قائمة الثقة الأكبر التي تستحق قيادة لقاءات الحسم.
مواقف الفرق التي يهددها خطر الهبوط.. بعد الجولة «18»
|