عزيزتي الجزيرة:
الفروسية هذه الرياضة العريقة التي تحكي لنا ماضي التراث العربي، رياضة بدأت تستقطب الانظار صوبها تدريجيا، لها العديد من عشاقها ومحبوها ممن تأصل فيهم العشق الحقيقي للخيل.. وبالطبع فانه لا يخفى على الجميع مدى الاهتمام والرعاية والدعم التي يوليها الفارس الاول سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لهذا القطاع. وبمناسبة انتقال ميدان الفروسية من مقره الرئيسي الذي مكث فيه قرابة 35 سنة الى مقره الجديد بالجنادرية، حيث مفخرة ميادين الفروسية (ميدان الملك عبدالعزيز العالمي).. أحببت ان اطرح فكرة كانت ولا تزال تراودني عند كل مناسبة ارى فيها رياضة الفروسية بأي نوع من انواعها، وتتمحور الفكرة حول اهمية تبصير الاجيال القادمة من النشء بماهيتها وكيفيتها، وذلك بالطبع لن يكون امرا سهلا إلا من خلال مناهجنا الدراسية، تلك المناهج التي قد تكون هضمت حق هذه الرياضة الاصيلة دون قصد ف (الديك والثعلب والماعز والزواحف والفيل ذو الخرطوم الطويل والزرافة طويلة الرقبة.. وأخيرا الارنب) كلها حيوانات تشبعت منها العقول والمناهج.. ولا يهون (سفينة الصحراء) أكبر قاطع طريق!! ودون رقيب مع الاسف بينما (الحصان) لاقى جفاءً رغم روعته وجماله وأناقته.
والأمل الآن بمعالي وزير المعارف القدير بما عرفنا عنه ولمسنا منه اهتمامه اللا محدود بتوثيق تراث الاجداد وترسية دعائمه وتثبيت جذوره لتغذية ابنائه الطلاب علميا وفكريا وبدنيا وجسمانيا بإحداث كل ما هو جديد متوافق مع أسسنا العلمية والتعليمية، وذلك بإدخال اهم اساسيات الفروسية ومضامينها ضمن مقررات ابنائنا التي يتلقونها في المراحل المختلفة وكي لا تُثقل هذه المادة في حال إقرارها على العملية التعليمية وكاهل الطلاب والمعلمين فبالامكان تخصيص فصل خاص بها كأحد فصول كتاب مادة (الوطنية) ويكون منهج مادة الوطنية المجال الذي يطلع من خلاله الطلاب على هذه الرياضة العريقة والتعرّف على (الخيول العربية) مثل كانت بداياتها وما أنواعها وأهميتها قديما وحاليا.. وكذلك يتعلم المتلقي كيفية ركوبها وامتطائها ويمكن كذلك تخصيص حصة او يوم لهذه الرياضة سيقوم خلاله الطلاب بزيارات لميادين الفروسية المنتشرة في ارجاء الوطن، أليس هذا نوعا من التجديد وقتل الرتابة والروتين في بعض مدارسنا؟ وقبل ذلك فهو استجابة لما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).
أسوق هذه الفكرة مع التحية لمعاليه الحريص دائما على كل ما من شأنه الرقي بالعلم والمعرفة ليعطي (للفروسية) حجما يوازي مكانتها وأصالتها وارتباطها الوثيق بحضارتنا وتراثنا العريق.. مع صادق دعواتي للقراء الكرام بدوام التوفيق.
حمود بن مطلق اللحيدان المرشد الطلابي بمدرسة الوليد بن عبدالملك حائل |