editorial picture

شمولية المبادرة

زيارات ومشاورات واتصالات مكثفة تدور حول المبادرة السعودية التي باتت تستقطب اهتمامات تجاوزت المحيط الاقليمي إلى أنحاء العالم بما يفيد أن فرص تقدمها إلى الأمام كمشروع عربي للسلام أصبحت كثيرة وخصوصاً في ظل الأوضاع المتردية في الأراضي الفلسطينية، والمرشحة للمزيد من التصعيد بعد قرار حكومة شارون زيادة حدة القمع وهو قرار يأتي والتصعيد قائم بالفعل، حيث تواصلت مجزرة المخيمات التي وصلت أمس في مخيم جنين إلى مستويات غير مسبوقة من الدموية والعنف.
وفي هذه الأجواء الشديدة التعقيد تستمر المشاورات المكثفة حول المبادرة مع آمال عريضة بأن تفلح في اختراق مقدر نحو السلام..
وتستقبل المملكة اليوم الرئيس السوري في إطار هذه المشاورات، وكان سمو ولي العهد استقبل أول أمس وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث كما استقبل سموه أمس أمين عام جامعة الدول العربية.
وهكذا فإن كل أصحاب الشأن ذوي الصلة المباشرة بهذه المبادرة يتشاورون حول الأمر مع سمو ولي العهد الذي قدم هذه المقترحات السلمية، فيما قال لبنان الذي تحتل اسرائيل جزءاً من أراضيه إن المبادرة تعطي القمة العربية المقبلة أهمية استثنائية، وقال نائب رئيس الوزراء اللبناني:«إذا كانت إسرائيل تملك فعلاً الارادة والرغبة في السلام فإن هذه المبادرة هي فرصة مفصلية للتعبير عن ذلك».
إن تأكيد المبادرة على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية وعلى تلك المتعلقة بضرورة الانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 يجعل منها منطلقاً جيداً للعمل باعتبار أن تلك الثوابت لا تنفصل عن القرارات الدولية بشأن النزاع العربي/ الاسرائيلي، وأن القرارات الدولية تعزز من قوتها إذ إنها تتناول كافة جوانب القضية، وكل ذلك يفسر التأييد العربي الكبير لهذا التحرك السلمي والحرص على إنجاحه من خلال خطوات عملية تبدأ بطرحه كمشروع عربي للسلام في قمة بيروت.


jazirah logo