* لندن واس:
استهل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والوفد المرافق له زيارتهم الحالية لبريطانيا بلقاء مجموعة من الشخصيات الاسلامية البريطانية أمس في المركز الثقافي الاسلامي في لندن .
وقال معاليه في كلمة خلال اللقاء: «إن رابطة العالم الاسلامي مؤسسة عالمية شعبية غير حكومية تمثل الشعوب والاقليات المسلمة في أي مكان من العالم موضحا ان عملها يمتد حيث يوجد مسلمون على وجه الأرض».
وأضاف معاليه قائلا: «إن الرابطة تكونت من أجل ان تكون اللسان الذي يعبر عن الأمة الاسلامية وعن المجتمعات والاقليات المسلمة وعن قضاياها التي تشترك بها جميعا».
وأكد ان رسالة الرابطة دائما تهدف الى جمع كلمة المسلمين والتعاون مع الهيئات والمنظمات الاسلامية وعقد اللقاءات مع المنظمات والمؤسسات الدولية كما انها عضو في العديد من المنظمات الدولية بما فيها الامم المتحدة .
واستعرض الدكتور التركي اعمال ونشاطات الرابطة في مختلف المجالات مؤكدا انها تخاطب المسلمين وغير المسلمين باعتبار ان رسالة الاسلام رسالة مفتوحة لكل بني البشر وداعية لعبادة الله وحده وهي الرسالة الخاتمة التي جاءت مصدقة للرسالات السابقة والى الدعوة كي يجتمع البشر على الخير وان يبتعدوا عن الآثام والشرور والفتن بما يجعل الانسان عاملا منتجا مصلحا في مجتمعه.
وأكد معاليه ان المسلمين في بريطانيا لهم اهميتهم ووزنهم ومكانتهم سواء من الناحية التاريخية أو الحاضرة حيث انهم من أقدم الجاليات الاسلامية التي انتقلت الى دول أوروبا .
وعبر عن ارتياحه لمستوى الجالية المسلمة في بريطانيا وقال: «اننا نشعر ان مستوياتهم متقدمة وقد اتضح ذلك من خلال تعاوننا معهم كما أن علاقاتهم قوية مع المسلمين الاخرين ».
وأكد الدكتور التركي في كلمته أن لقاء اليوم «أمس» في مدينة لندن هو امتداد للقاءات السابقة التي كانت تقوم بها الرابطة أو في مجالات تعاون الرابطة مع غيرها .
وقال: «إن الرابطة لا تزعم انها المؤسسة الوحيدة في العالم الاسلامي أو في العالم ككل فيما يتعلق بأهدافها» مبينا ان مهمة الرابطة تنسيقية وتعاونية وتناقش القضايا الكلية.
وأكد ان الرابطة تركز على القواسم المشتركة وعلى القضايا الايجابية وتنسيق الجهود سواء كانت من منظمات شعبية أو جهود حكومات أو دول اسلامية بالدرجة الاولى أو جهود دول غربية لها مواقف ايجابية من الاسلام والمسلمين معتبرا ان الرابطة ترعى مثل هذه الاعمال وتنسقها وتتعاون مع القائمين عليها.
وأوضح الدكتور التركي ان نشاط الرابطة في هذا الصدد قائم منذ زمن وهي ليست وليدة أحداث 11 سبتمبر .. بل إن للرابطة علاقاتها ومؤتمراتها وندواتها وأبحاثها ودراساتها في مسألة التنسيق والتعاون ومسألة التكامل فيما ينبغي ان تكون عليه الاقلية الاسلامية في أي من الدول الغربية من حيث التعاون والاندماج في المجتمع والحرص لأن تكون الجالية ملتزمة باسلامها منتجة فعالة متعاونة مع محيطها ومجتمعها.
وكشف الدكتور التركي النقاب أن المؤتمر الفقهي للرابطة قرر عقد ندوة كبرى متخصصة في دراسة المشكلات التي تواجه الاقليات الاسلامية على مستوى العالم اجمع مبينا ان لهذه الاقليات مشاكلها الخاصة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية.
وأكد معاليه ان الهدف من دراسة هذه المشكلات هو تقديم العون لهذه الجاليات الاسلامية على تجاوز مشاكلها وان تكون احوالها مستقرة.
ودعا ابناء الجاليات الاسلامية في المهجر والعقلاء الذين يهمهم مصائر البشرية ان يتذاكروا في معرفة الاسباب التي أدت الى الاخطاء الكبيرة في فهم الاسلام رغم مرور السنوات الطوال على العلاقة بين المسلمين وغيرهم.
وطالب معاليه المسلمين في بريطانيا ان يقوموا بواجبهم في بيان واظهار الاسلام على حقيقته وتصحيح الصورة عن الدين الاسلامي وتبيان الصورة الحقيقية للاسلام والمسلمين مشيرا الى ان أي خلل أو خطأ في هذا المجال يؤثر على علاقة المسلمين بغيرهم.
وقال: «ينبغى ان ندرس بعناية ما يجب ان تقوم به الدول الاسلامية والشعوب الاسلامية لتقديم العون للجاليات الاسلامية في الغرب وتصحيح أوضاعها ومساعدتها على فهم الاسلام حق الفهم وتحقيق تعاونها مع محيطها في غضون ذلك وصف مدير المركز الثقافي الاسلامي في وسط لندن الدكتور أحمد بن محمد الدبيان زيارة وفد رابطة العالم الاسلامي برئاسة الدكتور عبدالله التركي الى بريطانيا بأنها فرصة للتعارف والتواصل والتآخي وقال «ان هذا الوفد ضم رجالا نحسبهم من المخلصين في قضايا أمتنا ومن العاملين فيها».
واستعرض الدكتور أحمد الدبيان مواقف الرابطة المشرفة ومتابعتها لقضايا الاقليات الاسلامية وشؤونها ومشاريعها الخيرة في أكثر بلدان المعمورة في مجال الدعوة والاغاثة والتعليم ونشر الكتاب ولقاءات التفاهم والحوار وقال «ان المسلمين في الغرب بحاجة الى مثل هذه المواقف بعد ان صارت التجمعات الاسلامية هنا جزءا لا يتجزأ من بنية المجتمعات الغربية».
وقال في هذا الصدد «صار أمامنا فرصة لعرض الاسلام من خلال العمل الصالح والقدوة الحسنة والتعامل الكريم حيث أخذ الاسلام الآن يمتد ويكسب مع مطلع كل شمس اعضاء جدد يفيؤون الى ظله ويلقون أيديهم الى حبله المتين وعروته الوثقى».
وتمنى الدكتور الدبيان «ان تكون زيارة وفد رابطة العالم الاسلامي لبريطانيا لبنة ترصف في طريق المسلمين نحو الخير وان تحقق المزيد من التفاهم وتزيل ما علا بعض العيون في الغرب خاصة من غشاوة وما لصق بها من غبار وقائع الدهر فتبرز لنا صورة الاسلام ناصعة خالصة كما انزلها الله تعالى».
من ناحية أخرى عبر الأمين العام السابق للمجلس الاسلامي البريطاني اقبال سكراني عن ارتياح المسلمين في بريطانيا لقيام وفد رابطة العالم الاسلامي بهذه الزيارة التاريخية لبريطانيا في وقت تتعرض فيه الجالية الاسلامية والاسلام لكثير من الحملات الاعلامية الظالمة.
ودعا الى العمل والتعاون البناء مع وسائل الاعلام لنقل الصورة الصحيحة عن الاسلام لأن الاعلام بمقدوره التحدث الى كافة شرائح المجتمع.
وثمن عاليا ترؤس الدكتور التركي الوفد وقال «ان وجودكم على رأس هذاالوفد ومن دولة كبيرة مثل المملكة العربية السعودية يريح الجالية الاسلامية في بريطانيا لانها دائما ما تشد من أزرنا».
وحضر الاجتماع الذي انعقد في المركز الثقافي الاسلامي ممثلون عن المراكز والمنتديات والمساجد الاسلامية وممثلون عن الجاليات الاسلامية في الاقاليم البريطانية والمهتمون بالعمل الاسلامي في بريطانيا ورجال الاعلام والصحافة ووكالات الانباء.
| 