* جدة الرياض صالح الفالح الأمم المتحدة العواصم واس الوكالات:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مكتب سموه بالديوان الملكي في قصر السلام بجدة أمس معالي الأستاذ عمرو موسى الأمين العام للجامعةالعربية الذي يزور المملكة حالياً.
وجرى خلال الاستقبال بحث الوضع في منطقة الشرق الأوسط والأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي القوات الإسرائيلية من حصار وتقتيل، وكذلك الرؤى والأفكار التي طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط إضافة إلى مجمل الأوضاع الراهنة على الساحات العربية والإسلامية والدولية.
وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد.
وتهدف محادثات موسى مع القيادة في المملكة إلى «تعزيز التنسيق بين الجانبين من أجل ضمان الحصول على الدعم العربي الكافي للأفكار وكيفية طرحها على جدول أعمال القمة» العربية التي تعقد في بيروت في 27 و28 الشهر الحالي، حسبما ذكرت مصادر في الجامعة.
ويبدأ فخامة الرئيس السوري د. بشار الأسد اليوم «الثلاثاء» زيارة رسمية إلى المملكة.. وأبلغ الوزير المفوض والقائم بأعمال السفارة السورية بالرياض محمود عبدالكريم «الجزيرة» أن زيارة الأسد.. للمملكة.. تأتي في إطار التشاور والتنسيق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية في مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية وفي كل ما يهم البلدين الشقيقين.. وأشار إلى أن الرئيس السوري سوف يلتقي خلال زيارته للمملكة.. مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني موضحاً بإنه سيتم بحث مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين وسبل تعزيزها إلى جانب استعراض القضايا الدولية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة وعملية السلام المتعثرة.. كما سيتم مناقشة مبادرة سمو ولي العهد القائمة على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية.. المحتلة بما فيها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية مقابل تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية.. إضافة إلى تناول مسيرة الأوضاع المتردية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وسبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني: إنه سيتم قريبا تشكيل لجنه خاصة لبلورة المبادرة التي طرحها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لطرحها أمام القمة العربية القادمة في بيروت.
وقال شعث: إن الأمير عبدالله أبلغه لدى استقباله أول أمس في جدة أن الهدف يتجه نحو تحويل المبادرة السعودية إلى مبادرة عربية توضع من أجلها كل الجهود والطاقات العربية لانجاحها . وأضاف أن سمو الأمير عبدالله أبلغه أنه سيبحث هذا الأمر خلال استقباله للسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ومع الرئيس السوري بشار الأسد الذي سيلتقيه اليوم الثلاثاء في جدة.
وحول الموقف الأمريكي من المبادرة قال شعث: إن المملكة العربية السعودية تواصل اتصالاتها مع الادارة الامريكية لحملها على اتخاذ موقف جدي وفاعل.
وأعرب شعث في حديث لراديو صوت فلسطين صباح أمس عن أمله في تحسن الموقف الامريكي تجاه المبادرة والذي يقتصر الآن على مجرد الترحيب بها.
وفي واشنطن صرح السيناتور الأمريكي البارز جون ماكين الليلة بأن الخطة التي طرحها سمو ولي العهد لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي يمكن أن تكون بمثابة إطار عمل لمفاوضات جادة . ونقلت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الأمريكية عن السيناتور ماكين قوله: إننى أعتقد أن طرح خطة الأمير عبد الله في هذا الوقت أمر يستحق الاشادة لأن هذه الخطة يمكن أن تكون إطار عمل لمفاوضات جادة .
وأضاف أن هذه المبادرة جاءت من المملكة العربية السعودية في وقت يستلزم فيه الموقف في المناطق الفلسطينية إيجاد حل بطريقة ما لأنه اذا لم يحدث ذلك فإن الموقف سينفجر .
وحذرالسيناتور الأمريكي من أن تزايد أعمال العنف وما ينجم عنها من ضحايا على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من شأنه أن يجعل الموقف خطيرا ولذلك فإن الوقت حان لاتخاذ اجراء.
وفي طهران قال كمال خرازي وزير الخارجية الايراني انه لم يطلع على تفاصيل الخطة التي اقترحها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لحل القضية الفلسطنية. لكن خرازي أكد في تصريح بثه راديو طهران صباح امس انه «لا يشك في نوايا الأمير عبدالله الخيِّرة إزاء فلسطين».
وشدد على أن نجاح أي مشروع لحل أزمة الشرق الأوسط والتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم ينبغي أن يمر عبر تحرير كامل الأراضي المحتلة وعودة اللاجئين وحق تقرير المصير .
وأضاف ان التجربة أثبتت أن الكيان الصهيوني يتلاعب حتى بالمشاريع والقرارات الدولية ويماطل في تنفيذها وهو ينتهج سياسة التوسع.
من جهة أخرى يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاثنين والثلاثاء المقبلين اجتماعا في جدة وستشكل المبادرة السعودية للسلام في الشرق الأوسط أكبر محاوره.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس. قال مصدر دبلوماسي خليجي الذي طلب عدم كشف هويته: إنه بات من «شبه المؤكد» ان يعتمد الاجتماع الدوري الاول في هذا العام لوزراء الخارجية الذي يسبق القمة العربية المقبلة في بيروت. قرارا «بتبني المبادرة» السعودية.وقال المصدر الدبلوماسي الخليجي: إن وزراء الخارجية
سيناقشون «القضايا التقليدية» على جدول الأعمال
وخصوصا الوضع في الأراضي الفلسطينية وفي منطقة الخليج.وحول العراق. توقع المصدر نفسه أن يصدر المجلس بيانا يدعو فيه العراق الى «الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والسماح بعودة المفتشين لتجنيب المنطقة وخصوصا الشعب العراقي العواقب الوخيمة للتهديدات الأمريكية».
من جهة أخرى أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أمس الاثنين ان مقترحات سمو ولي العهد لتسوية النزاع الاسرائيلي العربي «تبقى مفيدة وينبغي متابعتها».
وقال انان في تصريح للصحافيين اثر اعمال عنف اسفرت عن عشرات القتلى ان «الوضع المأساوي ينبغي ان يدفعنا إلى مواصلة البحث عن حل».
وأضاف الامين العام انه «حين تكون المجازر جارية. تزداد الحاجة للسعي إلى السلام، ان افكار سمو ولي العهد تبقى مفيدة جدا وينبغي متابعتها». واعتبر انان ان «ما يحصل ينبغي الا يحول انتباهنا عن البحث عن حل دائم والسعي لاعادة الطرفين إلى طاولة» المفاوضات.
|