Tuesday 5th March,200210750العددالثلاثاء 21 ,ذو الحجة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العدوان الإسرائيلي يعكس عجز شارون على إنهاء المقاومة الفلسطينيةالعدوان الإسرائيلي يعكس عجز شارون على إنهاء المقاومة الفلسطينية
رئيس الوزراء الإسرائيلي مشلول وسط الجحيم

* القدس من تيموثي هريتيج رويترز:
كشف تصاعد اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية عدم قدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على انهاء الانتفاضة الفلسطينية وزاد الضغوط عليه لوضع سياسة متماسكة لإنهاء اراقة الدماء.واظهر استطلاع جديد للرأي تراجع شعبية شارون يوم الجمعة الماضي حتى قبل مقتل 21 اسرائيليا في اقل من 24 ساعة في عمليات تفجير في القدس المحتلة يوم السبت وفي هجمات في الضفة الغربية وقطاع غزة يوم الاحد.
وشارون بين شقي الرحى يحاول استرضاء الساسة اليمينيين الذين يطالبون بعمل عسكري اكثر شدة واليساريين الذين يريدون محادثات سياسية مع الفلسطينيين وانسحاب من الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
ويقول المحللون السياسيون ان انهاء العنف تزداد صعوبته باستمرار حيرة شارون بين الجانبين، لكنهم يقولون كذلك انه اذا اسرع بحسم موقفه سيسرع كذلك بانهيار ائتلافه الحاكم الهش.
وقال جوزيف الفر استاذ العلوم السياسية الاسرائيلي: انه لم يلتزم بتعهداته الانتخابية وليس هذا فقط بل يمكن القول كذلك انه في فترة ولاية شارون تفاقم الوضع الامني وتدهور الوضع الاقتصادي.
واضاف: الحكومة التي ترسل الجيش للمخيمات الفلسطينية لاستئصال المهاجمين يجب ان تكون قادرة في الوقت نفسه على اخراج نفسها من هذا المأزق.ولكن شارون لم يتمكن من ذلك حتى الآن وليس هناك بوادر على انه سيقدر، قال تشيمي شاليف المعلق السياسي في صحيفة معاريف الاسرائيلية: الحكومة ستظل غير قادرة على اتخاذ قرار حاسم بشكل او بآخر وستظل متمسكة بسياسة يتنامى فشلها يوما بعد يوم لذلك نجد انفسنا مشلولين وسط جحيم.
واثارت اعمال العنف في مطلع هذا الاسبوع شكوكا بشأن اساليب شارون العسكرية التي شملت استخدام طائرات هليكوبتر مسلحة وسفن حربية لقصف اهداف امنية بعد الهجمات الفلسطينية.
وتزايد توغل القوات والدبابات في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية في غارات تقول اسرائيل انها تهدف لاستئصال المسؤولين عن الهجمات على الاسرائيليين، ويقول الفلسطينيون ان هجماتهم جاءت انتقاما لقتل الفلسطينيين في الغارات الاسرائيلية.
وابلغ مروان البرغوثي احد الزعماء الشبان في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رويترز في مقابلة اجريت معه بعد هجمات يوم الاحد ان الجيش الاسرائيلي تلقى عددا من الضربات الموجعة في الاراضي المحتلة، وقال: ان على شارون ان يتحلى بشجاعة الاعتراف بالفشل.
وفي هجمات وقعت الشهر الماضي قتل مقاومون فلسطينيون ستة جنود اسرائيليين عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية ودمروا دبابة اسرائيلية في قطاع غزة في كمين قتل فيه ثلاثة جنود.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان شارون ارتكب خطأ بارسال القوات الى مخيمين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية الاسبوع الماضي بحثا عن نشطاء لان الهجمات عززت المقاومة الفلسطينية.
وقال مصطفى البرغوثي الذي كان ضمن المفاوضين الفلسطينيين في مؤتمر مدريد للسلام قبل عشرة اعوام ويرأس حاليا اتحاد لجان الاغاثة الطبية الفلسطينية ان الغارات اظهرت مدى افلاس السياسة العسكرية لشارون.
وأمام شارون وهو قائد عسكري سابق عدة خيارات، يمكنه اللجوء الى استخدام اقوى للقوة العسكرية وسيحظى بذلك بإشادة اليمينيين الاسرائيليين لكنه سيغامر باغضاب المجتمع الدولي وبهز التأييد الامريكي.وسيغامر كذلك باغضاب تيار يسار الوسط المتمثل في حزب العمل بمن فيه وزير الخارجية شمعون بيريس الذي قد يترك الائتلاف الحاكم بين اليمين واليسار.قد يبحث شارون كذلك الميل الى اليسار بتخفيف ردوده العسكرية وسحب قواته من اجزاء من الاراضي المحتلة في اطار فصل من جانب واحد بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
ويقول منتقدون ان ذلك قد لا يوقف الهجمات داخل اسرائيل وقد يعني ترسيم الحدود الامر الذي يقاومه الساسة الاسرائيليون لانه قد يعني التخلي عن اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.
والتخلي عن المستوطنات الامر الذي عارضه شارون بشدة على مدى طويل سيكون خطوة لا تتفق مع سياق سياساته، وسيعارض الاعضاء اليمينيون في الائتلاف هذه الخطوة وقد تدفعهم للاستقالة.
وسار شارون بضع خطوات على طريق الفصل بقوله الشهر الماضي ان اسرائيل ستقيم «مناطق امنية» حول الاراضي الفلسطينية لكن لم يورد تفاصيل للخطة.ولكن لا يوفر اي من هذه الخيارات طريقا سهلا لشارون للخروج من الازمة، غير ان الخطورة تتمثل بالنسبة له في ان فشله في اتخاذ اجراء قد يؤدي لسقوطه.
واظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف يوم الجمعة الماضي ان 53 في المئة من المشاركين غير راضين عن اداء شارون مقابل 42 في المئة، وهذا هو اضعف تقييم له منذ توليه السلطة في العام الماضي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved