* الرياضابراهيم الماجد:
الطريق نحو الكومبيوتر الذي «يفكر» أو الرجل الآلي وحتى الذكاء الاصطناعي لا يزال طويلا. إلا ان الاكتشافات والحلول الجديدة التي تطلقها الشركات تشير الى امكان تقديم حلول ثورية في عالم الكومبيوتر وبرامجه اليوم قبل الغد.
من هذه الحلول ما تحاول تسويقه اليوم شركة IBM العملاقة في مجال الاجهزة والبرامج والمشروع يأتي تحت اسم «مبادرة eliza». ومنذ اطلاقها هذه المبادرة تحاول IBM جمع شركات وشركاء آخرين للمشروع الذي تقول انه سيؤدي الى الاقتراب من «معجزات» معلوماتية.
ويبدو ان هذه «المعجزات» التي تتحدث عنها IBM ستكون بالفعل اولى الخطى في اتجاه اجهزة كومبيوتر وانظمة معلوماتية تدير نفسها بنفسها (Self Managing).
مجموعة المشاريع تقول IBM ان اشكال التكنولوجيا على ذاتها سيشكل بداية عهد جديد بين البشر والآلة التي تحافظ على نفسها وتقدم للبشرية الخدمات دون مشكلات تذكر.
وتقول الشركة ايضا ان هذه الخدمات ستتضمن انظمة معلوماتية على علاقة بالعمليات الالكترونية الخاصة بالاعمال التي تتصل بالتجارة والشركات والحسابات. واذا صح ما تقوله. فإن هذه الانظمة ستدير العمليات بنفسها دون تدخل من البشر.وستعمل على تحليل الحالات المختلفة التي تطرأ على الاعمال. ثم تبدي رد فعل وتقدم النصائح والتوقعات. وكل هذه العملية ستحدث مباشرة.
بمعنى انه بمجرد حصول تطور سيتفاعل البرنامج ويقدم تقارير تساعده على اتخاذ قراره بنفسه.
وعلى سبيل المثال. سيتمكن البرنامج الجديد الخاص بالبورصة مثلا. من مراقبة حركة تغير الاسعار بدقة شديدة تؤهله للتصرف مع كل حالة على حدة. فاذا وجد البرنامج ان سعر سهم شركة ما معرض لهزات عنيفة في غضون ايام يطلق تلقائيا التحذيرات. وينبه الى خطورة تداول هذا النوع من الاسهم. وستتيح المراقبة الدائمة له ايضا الشراء والبيع من تلقائه (اذا سمح له بذلك) متخطيا تحليلات الخبراء.
«برنامج الشركاء»
البرنامج الثاني التي ذكرته الشركة يتعلق بما تسميه «برنامج الشركاء». ويربط هذا النظام البائع بالمشتري سواء كان فردا أو مؤسسة. ثم يتيح للجميع ادخال المعطيات الخاصة بالتكنولوجيا المطلوبة للسوق.
وينشر ذلك ربما في اطار الاتجاه نحو نظام يوفر على المختبرات والشركات ونقاط البيع تطور امور لا يحتاجها السوق. فاذا خطر لاحد المختبرات فكرة تصنيع هاتف جوال يتضمن شاشة اكبر من المعتاد. سيتدخل البرنامج هنا ليوصي مثلا بعدم التصنيع لأن السوق لا تحتاج الى شاشة بهذه المساحة.
في التحليل
هذه التطورات وغيرها هي جزء من مشروع eliza الذي يحاول انشاء ادارة ذاتية للانظمة المعلوماتية خفضا للتكاليف والتعقيدات في المنتجات التكنولوجية. وقد تكون هذه الخطوة اول المظاهر التي تدل على ان الشركات قد احست اخيرا بالخوف من الكوارث التي تحل بها تباعا. فقد سبق ان ذكرنا في هذه الصفحة قبل نحو عام ان المستهلك سيختار في النهاية حاجته فقط من السلع والاجهزة. ولن يكون في مقدور الشركات فرض منتجات ليست ضرورية وتحاول اغراء المشتري واقناعه بأنها ضرورية.
كومبيوتر يعتني بنفسه
ورغم ان مشروع eliza كبير ومبهم. يبقى ان فيه بعض الامور المفيدة فعلا للمستهلكين.
فمجرد وجود كومبيوتر يدير نفسه ويصلح مشكلات برامجه الداخلية. سيثير مخيلات الكثيرين لان الكومبيوتر يحتاج دوريا الى الاصلاح وتحديد المشكلات المتعلقة بخلل في البرامج. ولذلك فالافراد والشركات يدفعون مبالغ طائلة لقاء صيانة برامج الكومبيوتر.
فضلا عن ذلك فإن من فوائد مشروع eliza اعتراف شركات التكنولوجيا بالتقصير تجاه المستخدم. فالاعوام العشرة الماضية حملت معها الغث والسمين في التكنولوجيا حتى بات المستخدم تحت رحمة التعقيدات والتكاليف الكثيرة. واليوم للمرة الاولى نشهد مع eliza بداية للتعقل والمنطق والحكمة لدى شركات التكنولوجيا.
|