* حوار حميد العنزي:
أكد استاذ علوم وتقنية الاغذية بجامعة الملك سعود الاستاذ الدكتور حسن بن عبدالله القحطاني ان عدم تفريق المستهلك بين تقنية التشعيع بهدف الحفظ والتلوث الاشعاعي تعتبر من أهم معوقات انتشار تقنية تشعيع الاغذية.
وأوضح الدكتور القحطاني ل(الجزيرة) ان الطاقة المستخدمة في تقنية تشعيع الاغذية اما ان تكون من النظائر المشعة التي تنتج أشعة جاما او ان تكون من شعاع الالكتروني الذي تولده ما كينات او معجلات الكترونية تعمل بالطاقة الكهربائية العادية وهي الكترونات مولدة من مصادر الكترونية تعمل عند مستوى طاقة 10 ميقا اليكترون فولت واقل، وهناك ايضا تقنية تشعيع من مصادر للاشعة السينية (XRay) من شعاع موجه الى أشعة سينية عند مستوى طاقة 5 ميقا الكترون فولت فأقل، وعن أفضل هذه التقنيات اشار الدكتور حسن الى ان تشعيع الاغذية باستخدام الإلكترون Electron beem هو الافضل والدليل على ذلك انتشار استخدام هذه التقنية تحت مسمى البسترة الالكترونية في معالجة الدجاج واللحوم ومنتجات غذائية اخرى وخصوصاً في الولايات المتحدة الامريكية حيث كان لشركة سوربيم الامريكية قصب السبق في امتلاك هذه التقنية.
وحول جدوى التشعيع في القضاء على السالمونيا في الدجاج اوضح الدكتور القحطاني ان التشعيع احد الطرق المستخدمة للقضاء على الممرضات مثل السالمونيلا والليستيريا وغيرها من مسببات التسمم الغذائي الميكروبي مشيراً الى ان ظروف بيئة الانتاج والشؤون الصحية في مزارع الدواجن تجعل من الصعوبة بمكان خلو الدجاج المبرد او المجمد تماماً من السالمونيلا وتشترط المواصفة القياسية السعودية والخليجية ان الحدود الميكروبيولوجية للسلع والمواد الغذائية خلو الدواجن ومنتجاته المعاملة بالتمليح او التدخين او الطبخ من السالمونيلا، في حين بالنسبة للدواجن المبردة او المجمدة يسمح بوحدة واحدة من بين خمس وحدات في العينة التي يجب تحليلها، مؤكداً ان الابحاث التي اجراها وزملاؤه قد اكدت ان معالجة الدجاج بالتشعيع لا يقتصر على القضاء على الممرضات بل يطيل ايضا فترة صلاحية الدجاج المبرد الى أكثر من ضعف المدة.
وعن رأيه في تردد بعض المستثمرين في تجارة وتربية الدواجن في استخدام تقنية التشعيع قال إن المستثمرين في دول تستخدم تقنية التشعيع منهم المعارضون ومنهم المؤيدون ومفهوم المعارضة هو الخوف من ردود فعل المستهلك السلبية وهو في الغالب المستهلك الذي ليس لديه خلفية أو معلومة صحيحة عن التشعيع وفوائده ولكن في الآونة الاخيرة ومع برامج تثقيف المستهلك حيال هذه التقنية والتوصيات الايجابية من قبل العديد من الهيئات العالمية المحايدة في بلدان كثيرة مثل الولايات المتحدة مثل المجلس الامريكي للعلوم والصحة والجمعية الامريكية للحمية والجمعية الطبية الامريكية للصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية.. فهذه الجهات التي يثق بها المستهلك فولدت لديه الاهتمام والاطلاع واصبح لديه وعي وتقبل للمنتجات الغذائية والزراعية المشععة اما بالنسبة للمستهلك السعودي بالذات ومن خلال بحث قمت به قبل سنتين فإن بوادر تقبله للاغذية المشععة مشجعة ولكن في نفس الوقت يحتاج الى معرفة المزيد عن هذه التقنية من خلال البرامج التثقيفية.
واشار الى ان تقنية التشعيع في الوقت الحاضر غير الزامية ولكن في ظل تزايد حالات التسمم الغذائي وتزايد الشكوك حول سلامة الكيماويات المستخدمة في الاغذية بل وتحريم بعضها مثل البروميد ثنائي الايثيل وبروميد الميثيل ذات الخطورة ليس على صحة الانسان بل ايضا على طبقة الاوزون والسياسات الزراعية لمنظمة التجارة العالمية، كل ذلك يجعل من هذه التقنية ضرورية أو شبه الزامية، فالابحاث التسويقية أكدت ان المستهلك لديه الاستعداد على دفع مبالغ ان كانت هناك مبالغ اضافية على المنتجات الغذائية المشععة وهذا يشجع المستثمرين على تبني هذه التقنية حتى يكونوا على مستوى منافسيهم في السوق.
وتمنى الدكتور القحطاني في نهاية حديثه ان يتهيأ لهذه التقنية مستثمرون وعاملون مخلصون يتحملون امانة وثقة المستهلكين ويتعاونون مع الجهات الحكومية المعنية بكل شفافية وتجرد.
|