غازل الحبُّ قلبه فتوارى
يحسب الحبَّ في ربى الشامِ عارا
كان يُبدي تجلُّداً.. ثمَّ إذ ما
جت دلالاً غمازتاها انهارا
لست تلقى إلا هوىً وترى النا
س «حيارى» وما همو«بحيارى»
إن أشهى معزوفةٍ أبدعت حي
ن تناغي قيثارةٌ قيثارا
غزلٌ بين غادةٍ ووسيمٍ
موجُه يرمي اللثمَ منه مَحَارا
وحديثٌ.. بالثغر يُسمع، رطْبٌ
كالخلاخيل طوَّق الأشجارا
غيمةَ الحسن.. تهطلين مواعي
د فأنمو ترصُّداً وانتظارا
يا دمشقُ التي تنفَّسُ عطراً
وغناءً، أنوثةً، واخضرارا
باختياري أزمعتُ عنك رحيلاً
فاعذريني، فما عشقتُ اختيارا
إن عصفوريَ الذي جاء من نجدٍ
«لحسناءَ» غازلَتْه فطارا
لبِسَتْ فاغم العرار، وَطُهْراً
ودَلالاً، وموعداً، واحْوِرارا
نجدُ يا نجُد، بَحَّ شوقي غريباً
فاحضنيني خطيئةً واعتذارا
حينما البحرُ أغدق الجدبَ ثَرّاً
صار أندى من البحار الصحارَى
فاجرحيني جُرحاً كشوقي طويلاً
لا يطيق الحنينُ منك اختصارا
حلوتي نجدُ، جئتِ طوفان أشوا
قٍ أعاني لغير بحرٍ دُوارا
مثلَ طفلٍ أتيتُ يمتلكُ الدنْ
يا بعين لا تعرف الإيثارا
جئت عندي قصيدتا غزلٍ في
ك تعالي نُلَوِّن الأفكارا
كالصدى عدتُ، كاشتياقات قيسٍ
مُتعَباً عاد أتعبَ الأسفارا
مثل عينيك جئت مكتنزاً بال
حب كالغيمِ يعزفُ الأمطارا
مثخنٌ بالغناء، وحدَكِ حسنا
ئي تصبَّي واستنزفي الأوتارا
اسمعيني فذكرياتُك لما
هزها الشوق فيَّ طارت هَزَارا
حينما كنتِ في الهوى قدري يا
نجدُ، أرضى وأشكرُ الأقدارا