* لقاء وسيلة محمود الحلبي:
لماذا يخاف الأطفال من الأطباء بشكل عام ومن طبيب الأسنان بشكل خاص.. هل هو لأثر عام في جو الأسرة.. أم أنه خوف ووهم من الأدوات الموجودة عند الطبيب أو أن لباس الطبيب يشعر الطفل بالخوف فيجعله يصرخ ويبكي: لا أريد الدكتور.. وإن الطبيب بشكل عام وطبيب الأسنان بشكل خاص يتطلب منه أن يتحلى بالصبر والهدوء ويدرك مراحل تطور الطفل ونفسيته فيجعل زيارته الأولى له «خبرة سعيدة» «ومكاناً مألوفاً».. كأن يقدم له لعبة صغيرة تعبيراً عن الحب والرضا والصداقة مع ابتسامة عريضة لا تفارق محياه.. حول هذا الخصوص التقينا دكتورة الأسنان نورة الزواوي، وأخصائي الأسنان الدكتور وائل محمد عبدالجليل الحواري، لنتعرف على رؤيتهما حول خوف الأطفال من زيارة عيادة الأسنان.
فقالت د. نورة الزواوي: إن العناية بأسنان الأطفال تبدأ قبل بزوغها حيث تبدأ في النمو والتطور مبكراً، فالأسنان اللبنية تبدأ من الأسبوع السابع من المرحلة الجنينية الرحمية حيث تشكل براعمها وتستمر في النمو والتكلس تدريجياً مع نمو الجنين إلى ما بعد الولادة.. وتبدأ الأسنان الدائمة بالتشكل اعتباراً من الشهر الخامس من الحياة الجنينية وتنمو أيضاً وتتطور وتتكلس تدريجياً وتتسلل في البزوغ في الحفرة الفموية للطفل حسب العمر والنضوج.
ويبدأ بزوغ الأسنان المؤقتة في الشهر السادس من العمر بدءاً بالثنايا السفلية أما الأسنان الدائمة فتظهر بين السنة السادسة والسابعة.
* وسألتها وكيف نحافظ على أسنان الطفل؟
فقالت إن نظافة الفم من نظافة الجسم عامة والفم هو وسيلة الاتصال والتعرف الأول للطفل على العالم المحيط به وتحمل الأم مسؤولية نظافة فم طفلها من أول رضعة بمسحه بشاشة معقمة بعد الرضاعة.
ثم تناول الطعام بعد ذلك، ومع بزوغ الأسنان وبدء استيعاب الطفل للمعلومات حول نظافة الأسنان نبدأ بتعليمه كيف ينظف أسنانه بالفرشاة مع العلم أنه يعتمد في ذلك على مساعدة أمه في بادئ الأمر ومن ثم نتركه ليقوم بهذا العمل لوحده مع المراقبة المستمرة إلى أن تكون لدى الأم الثقة الكاملة بمقدرته على القيام بهذا العمل بشكل متكامل، وتذكيره دائماً بضرورة تنظيف الأسنان بالفرشاة ثلاث مرات يومياً وخاصة قبل النوم.
وحول معرفة أول زيارة لطبيب الأسنان للطفل قالت د. الزواوي:
لابد من مراجعة طبيب الأسنان مع اكتمال بزوغ الأسنان اللبنية في عمر السنتين من عمر الطفل للوقوف أمام مشاكل الأسنان الموجودة منذ بدايتها وقبل استفحالها وللقيام بالإجراءات العلاجية الوقائية للأسنان اللبنية لحمايتها من التسوس.
* وكيف تخلصين الطفل من مخاوفه من زيارة عيادة الأسنان؟
الطفل بحاجة إلى الرعاية والحنان والدفء والاهتمام من قبل أهله والآخرين ليشعر بالتالي بالاطمئنان والسعادة لذلك كان لردة فعل الطفل تجاه علاج الأسنان دور هام في نجاحه ولا ننسى تأثير الوالدين في تصرف الطفل فالوضع العائلي غير المستقر والعلاقة المضطربة بين الوالدين تخلق عند الطفل مشاكل سلوكية سيئة تنعكس على تصرفاته في عيادة طبيب الأسنان، و من الأطفال من يكون مدللاً ضعيف الشخصية لا يتحمل إزعاج المعالجة، ومنهم من يكون ذا مزاج عصبي عنيف يقاوم ويبدي الرفض لمختلف المراحل العلاجية، ولشخصية الطبيب في جميع الحالات وثقته بنفسه وقدرته على تقييم وضع الطفل الأمني والعقلي والنفسي دور هام فعال في نجاح العلاج وجذب الطفل إليه.
فاستقبال الطفل بهدوء ولطف وابتسامة ومناداته باسمه وتوجيه كلمات الإطراء نحوه تبعث في نفسه الثقة والطمأنينة وتشعره بأنه ليس غريباً عن العيادة ويفضل أن تقتصر الزيارة الأولى على التعارف وتعريف الطفل على العيادة والأدوات وتشبيهها بأشياء مألوفة له يتعامل معها في حياته ويشرح له عمل إبرة التخدير، وما تفعله من تنويم للسن وأنها مجرد وخزة بسيطة، أما تكييف الطفل ذي المزاج العصبي فليس بالأمر السهل. فقد يلجأ الطفل إلى ضرب رأسه أو يتقيأ أو يفتعل السعال، فالأطفال الذين نجحوا سابقاً بافتعال هذه الأساليب للتخلص من المواقف التي لا يريدون التكيف معها يعتقدون أنهم سينجحون في تطبيق هذا السلوك للتخلص من العلاج. لذا لا بد من السيطرة على الموقف بقوة لإخضاع هؤلاء الأطفال للعلاج.
الدكتور وائل محمد الحواري أخصائي أسنان أوضح أن أول زيارة لطبيب الأسنان لابد أن تكون عند بزوغ الأسنان اللبنية وهي السنة الأولى من عمر الطفل إلى سبع سنين.
* وحول الطفل المشاكس والخائف وكيفية التعامل معه ليكون عجينة لينة في يد الطبيب؟
قال د. الحواري: الطفل المشاكس والخائف عادة يكون صعب المراس ويصعب التعامل معه، ولكن مع تقدم العلم فقد ظهر أسلوب جديد في التخدير وهو «الغاز الضاحك» وبذلك يكون وضع الطفل بعد التخدير به مريحاً جداً للطبيب وباستطاعة الطبيب حينذاك عمل كل ما يلزم من علاجات لأسنان الطفل بكل بساطة وهدوء وتقبل من الطرف الثاني «الطفل».
* وسألنا الدكتور وائل حول خوف الأطفال من طبيب الأسنان وهل فيه شيء من الإحراج أم أنه خوف طبيعي؟
فقال إن خوف الطفل من طبيب الأسنان طبيعي وعادي وهذا يرجع إلى رؤية الطفل الإبر والمعدات.. وفي حال كون الطفل متألما فإن رؤية هذه الامكانيات بالعيادة تزيد من قلقه وتنعكس على نفسيته فربما يزيد الألم.. ولكن مع تعامل الطبيب بشكل جيد ولطيف مع الطفل ممكن أن يزول ذلك الخوف تلقائياً.
* واستفسرنا منه أخيراً عن كيف نحبب الطفل بالتردد على عيادة الأسنان؟
فقال: هناك طرق عديدة حيث الأسلوب الذي يستخدمه الطبيب أولاً. ثم أسلوب الأهل مع الطفل هل يزرعون الخوف في قلبه من الطبيب، هل يشرحون للطفل أن هذا الطبيب إنسان عادي وينزع الألم ويجعل الطفل يضحك ويأكل ويلعب وينام دون ألم.
لذلك لا بد أولا أن يراعي الطبيب نفسية الطفل.. وأن ابتسامة وإعطاء الطفل هدية وتعريفه بالأدوات قبل استخدامها يعطي الطفل الأمان والهدوء النفسي ويجعله عجينة لينة بين يدي الطبيب.. وتربط بينهما صداقة جميلة.
ودور الأهل يتوقف على إعطاء الطفل معلومات مسبقة وتحبيبه بزيارة عيادة الأسنان مع أمه وإخوته وأن فيها ألعاباً يحبها وطبيباً يحبه أيضاً ويتعامل معه بلطف فهذا جسر للطريق إلى العيادة دون خوف وتردد.
|