أجل لقد أعطت قيادتنا الرشيدة المواطن أياً كان موقعه كل الحق في ممارسة حبه لوطنه بشتى الوسائل المتاحة.. دفاعاً تارة وإبرازاً لدور تارة أخرى.. دفاعاً عندما يتعرض هذا الوطن ديناً وكياناً لحملات مغرضة هدفها الأول صدنا عن ديننا والهدف الآخر إحداث الفرقة بين القيادة والشعب.. وإبرازاً لدور عندما تُغمَط حقوقنا، ويُشكَّك في قيامنا بدورنا القومي الإسلامي والعربي.
لقد قال ولي العهد في أكثر من حديث: إن على المواطن أن يقوم بواجبه تجاه دينه ووطنه ولا يحتاج إلى إذن من أحد في ممارسة هذه الفضيلة؛ كما هو حديث الأمير سلطان بن عبدالعزيز دائماً الداعي إلى أن نكون جميعاً خداماً لهذه العقيدة جنوداً بواسل في الدفاع عن حياضها.
وهذا ما يؤكده في كل مناسبة وزير الداخلية الأمير نايف في أن المواطن هو الحصن المنيع لكل تيار وافد وأن كل مواطن يُعدُّ جندياً في حماية أمن هذا الوطن.
هذا الشرف العظيم الذي تدعو دائماً القيادة له كل صاحب كلمة.. كل صاحب قلم أن يكون مدافعاً وناصراً لقضايا دينه ووطنه يواجه بعض المعوقات بل يواجه بعض من يتهمه بتهم هو منها براء. هذه التهم توجه من أناس غير قادرين على أن يقوموا بممارسة هذا الشرف نتيجة قصور فكري أو بلادة حسية، وكثيراً ما يكون هؤلاء يرعون هؤلاء المبدعين.. هؤلاء المفكرين.. هؤلاء المبرزين في الدفاع عن قضايا أمتهم ووطنهم وقيادتهم.
* * في زاويته «التفكير بصوت مسموع» بجريدة المدينة كتب الدكتور عبدالله الطاير تحت عنوان قال لي فلان: مقالة شممت منها رائحة المعاناة خاصة له في بلاد الغربة، وهو مَن هو في حبه لوطنه ولقيادته وهو ذلك الرجل الأكاديمي الذي يسعى دائما للمشاركة في الندوات والمناقشات مدافعا وناصرا لقضايا وطنه يعيبه أنه وطني مخلص لا يجامل ولا يخفض صوته عندما يُنال من وطنه وقبله دينه وقيادته، ولهذا فكثيراً ما يخشاه من يعمل معهم ممن في قلوبهم مرض الغيرة وممن في أنفسهم مرض تضخيم ذواتهم. بعض هؤلاء يريدون منك أن تقول لهم كل شيء قبل أن تقوله ليأخذوا منه لأنفسهم؟؟؟ ولأفكارهم السقيمة لعلهم أن يصلوا.
إن ممارسة حب الوطن ليست لصاحب منصب دون غيره بل إنها من غير أصحاب المناصب أولى وأجدى وإن حب الوطن يجب ألا يخضع لتسلسل وظيفي فعندما يمنحني المولى سبحانه وتعالى فكراً ناضجاً وقلماً سيالاً، فإن الواجب عليّ أن أسخِّر كل ذلك في خدمة ديني ووطني ولا أحتاج إلى إذن من رئيسي حتى ولو كانت مرتبتي الوظيفية في أدنى السلم الوظيفي؛ فوظيفتي الفكرية فوق كل وظيفة.
ولكن بعض أصحاب الوظائف والمراتب العليا يرون أن الموظف ملكاً لهم حتى في فكره وأنه ممنوع من ممارسة هذا الحب إلا بإذنهم، وأن المطلوب منه أخذ الإذن قبل أن يقول أنا أحب وطني.
إنني أحمد الله على ممارستي حب وطني دون إذن، وأدعو الله أن يحمي كل مخلص لدينه وقيادته ووطنه من شرار خلقه المفلسين فكراً المتسلطين رئاسة.
* الرياض : 42111ص.ب: 858 |