البطالة ظاهرة عالمية، سلبياتها معلومة للجميع، الا ان التعامل معها يختلف من مجتمع لآخر، كما ان مدى خطورتها يتباين من دولة لأخرى.
ورغم عدم وجود دراسات علمية الا انه يمكن القول ان المجتمع السعودي هو احد اكثر المجتمعات في العالم تضرراً من البطالة للأسباب التالية:
1 عدم وجود اي برامج للضمان الاجتماعي ضد البطالة كما هو معمول به في الدول الغنية.
2 حداثة نشوء الظاهرة حيث لا يتجاوز عمرها عشر سنوات ومع ذلك تنامت بمعدلات قياسية وأصبح من النادر وجود اسرة لا تعاني من بطالة احد افرادها.
3 غياب الاحصائيات الدقيقة لخط سير هذه الظاهرة والتحليل العلمي لها بما يساعد في صيانة استراتيجيات مكافحتها.
4 من المعلوم ان عمل النساء يمثل نسبة هامشية في المجتمع ووفقاً لاحدى الاحصائيات فإنها لا تتجاوز 5% من اعداد النساء وبالتالي فإن العائل الوحيد للأسرة هو الرجل فإن لم يجد عملاً أصبحت الاسرة دون اي مصدر مشروع للدخل!!
5 من المعلوم وفقاً لنظرية «المحاكاة» الاقتصادية ان البيئة التي يعيش فيها الانسان تؤثر بصورة كبيرة على سلوكه الاستهلاكي، فالإِنسان محدود الدخل حين يعيش وسط مجتمع فقير غالباً ما يكون راضيا بمستواه المعيشي اما حين تحيط به بيئة غنية فسوف يشعر بالحنق حين يرى فرقاً هائلاً في الدخل وبخاصة بالنسبة للشخص في سن المراهقة وبداية الشباب والذي قد يجد نفسه فجأة بعد تخرجه عاجزاً عن توفير اساسيات الحياة الكريمة بينما يرى بعض زملائه من الاسر الغنية في مستوى مادي مرتفع كما ان لديهم غالباً «الواسطة» القادرة على توفير اعمال لهم.. وهكذا يستبد بذلك الشخص العاطل الحنق ولا يعلم الا الله كيف يمكن ان يعبر عنه؟!
ونظراً لتلك الاسباب فإنه وفقاً لدراسات مجلس القوى العاملة فإن البطالة هي السبب الرئيسي لادمان المخدرات وسرقة السيارات ومن المتوقع ان يؤدي تناسيها إلى ظواهر اكثر خطورة على استقرار المجتمع.
KalFerayan@Ayna.Com |