العيش في أجواء المشاعر الجميلة ومع مجموعة مختارة كلها مشاعر فياضة وأحاسيس مرهفة وقلوب مفعمة بالحب وعقلية ناضجة واعية تتقبل كل ماهو جميل وتفتح لك قلوبها لتأخذ منك وتأخذ منها على أساس اكتساب المنفعة المتبادلة الخيرة والجميلة وبالذات في كل مايتعلق بالمشاعر الإنسانية وتنميتها والرقي بها عالياً والبعد بها عن كل مايسيئ إليها أو يدنسها أو يحاول التقليل منها. كل تلك الأجواء التي تعيشها مع هذه الفئة المختارة تجعلك ومن دون ان تدري تندمج في عالمها الخاص وقيمها المثلى ومبادئها السامية وتعيش أجواءها الرائعة وتبادلها المشاعر بمشاعر أصدق والحب بحب أعمق، لالشيء سوى أنك وجدت فيها نفسك التي كنت تبحث عنها منذ زمن ووجدت من خلالها إجابات مقنعة لتساؤلاتك الحائرة التي ظلت ربما لسنوات وسنوات تبحث عن إجابات مرضية.
لاتشعر وأنت مع هذه الفئة التي تقدر المشاعر أو تلك الأجواء الرائعة إلا وكأنك تمشي بجانب شاطئ بحر لازودي حافي القدمين تداعب رجليك ذرات الرمال الناعمة وتلعب بها بكل براءة الأطفال التي لا ينقصها سوى ان تجلس على محاذاة ذلك الشاطئ النائي عن أعين الناس والبعيد عن مخلفات الحضارة المدنية ومن ثم تجد نفسك وأنت تبني قصوراً من رمال لاتلبث ان تزول وتمحى معالمها حين يأتي المد والجزر فتصبح تاريخاً ومع ذلك تحاول الكرة من جديد لأنك تشعر ان الأجواء أجواء أمل وتفاؤل وحب وطموح وان النظافة هي ماتبقى لك وأن الطهر هو ما يجب ان تتمسك به وتحافظ عليه وتتعامل معه في هذه الأجواء النقية الصافية المتمثلة في الشواطئ البيضاء النظيفة التي لم يعد يوجد منها سوى اسمها هنا وهناك أما صفاؤها ونقاؤها ونظافتها فشيء أضحى من الصعوبة بمكان ان لم يكن مستحيلاً في الأجواء القريبة منا وفي الوقت الذي نريد.
ان المشاعر قد تكون مجرد كلمة حلوة نسمعها من هنا وهناك ومن كل إنسان ولكن حلاوتها وعذوبتها وجمالها يكمن فيمن يشاركنا إياها ويقدرها حق التقدير ويستبدلها بكلمات أصبحت عادية وتقليدية كأن تستبدل كل عام وأنت بخير إلى كل مشاعر وأنت بخير.
إنه مجرد مثال بسيط جداً يريك كم هي حلوة تلك الحياة حينما تكون المشاعر هي مشاعر من نحب وحينما تكون المفاجآت السارة هي مفاجآت من نعز وحينما تكون اللحظات الرائعة هي لحظات جلوسنا معه وتواجدنا بالقرب منه هو يتحدث ونحن نستمع إليه وهو يسأل ونحن نجيبه هو يطلب منا بكل ذوق ونحن لا نتردد لحظة واحدة في ان نلبي له طلبه، لأننا باختصار شديد لا نستمع سوى لأنفسنا ولا نسأل إلا أنفسنا ولانطلب إلا من أنفسنا فعلام الاستغراب إذن؟!
وإنك مع تلك المشاعر الحلوة أشبه ماتكون في حديقة غناء رائعة الجمال مليئة بالورود والزهور من كل شكل ولون وذات روائح زكية تختار من أي منها تقطف وعند أي منها تقف كي تستمتع بجمال تلك الورود الطبيعة!
فأنت بحق تريد ان تختار شيئاً منها ولكنك تحتار لأن كلا منها تستوقفك عندها وتنظر إليك بنظرة آسرة، وكأنها تقول لك: أنا الأجمل في كل شيء فلا تذهب لغيري خذني إليك واطلب ماشئت وماعليك سوى ان ترى ردي عليك. وهكذا هو الحال مع كل وردة وزهرة التي تمثل في كل واحدة منها مشاعر خاصة كما هي الفئة المختارة التي تعيش معها أجواء حلوة في كل شيء أما أنت فتكون الفائز.. دون منازع وانت من تكون المحظوظ بتلك الكوكبة الرائعة من المشاعر المتمثلة في حرصها وجمالها ورقيها وحسن تعاملها الذي نتمنى لو ان كل من حولك على تلك الشاكلة إذن لأزهرت الحياة وأصبح لها طعم مميز ومعنى آخر.
ان المشاعر الجميلة التي نتحدث عنها ونتوق إلى العيش معها لابد ان نفهمها بشكل جيد وان ننظر إليها من منظار واسع وبعقلية منفتحة تأخذ أبعاداً مختلفة وإلا فإن استمتاعنا بها سوف لن يكون بالدرجة الكافية التي نتمناها.
فشعورنا بالمصارحة مع أنفسنا مثلا من حين لآخر وإحساسنا اننا أخطأنا في حق غيرنا واننا على استعداد للعفو والتسامح عن كل من أخطأ في حقنا فكل تلك ا لمشاعر شيء رائع لايحدث في أي ظروف ولا في أي وقت بل في أجواء رائعة تجمعنا بمن هم على شاكلتنا وتجعلنا نتحدث معهم ونناقش عن المفهوم الحقيقي للمشاعر الإنسانية وكيف يمكن ان نفهمها بشكل صحيح وكيف يمكن ان نتعامل معها على نحو راق.
وما نحب ان نشير إليه ونحن نتحدث عن المشاعر ان لاينبغي علينا التسرع في الحكم الظاهري على الآخرين وانهم عديمو أو باردو المشاعر ونحو ذلك لأننا لانعرف الناس ولانعرف ظروفهم، فكثير من هؤلاء الذين نراهم يتحركون هنا وهناك ويضحكون مع فلان وعلان ويبدون وكأنهم طبيعيون إنما هم غير ذلك تماماً ذلك ان في دواخلهم هموم الدنيا وقسوة الزمن ولكن مايبدو منهم أمام الآخرين إنما هو وسيلة مقاومة ومواجهة لذلك التعب ا لنفسي الذي يشعرون به ولذلك القهر والظلم الذي يشعرون به ويعانونه حتى من أقرب الناس إليهم! وإلى هؤلاء وأمثالهم لانملك سوى ان نقول أعانهم الله وحفظهم من كل مكروه وخفف مابهم وأراح قلوبهم.
وكذلك الحال أيضا مع من لايفصح عن مشاعره، فهل هو عديم المشاعر مثلاً؟ أبداً كل مافي الأمر أحياناً ان الناس تختلف في التعبير عن مشاعرها منها من يلزم الصمت لأنه خجول بطبعه وليس لديه القدرة على الافصاح عن مشاعره أمام الآخرين، ومنهم من يستمع فقط ويهز رأسه ومنهم من يعجب بك بل الأكثر من ذلك انك قد تكتشف أحياناً ان أمثال هؤلاء الخجولين أكثر حساسية وشاعرية منك انت يا من يدعيها ويطالب بها. بل الأكثر من ذلك، ان المشاعر الحلوة هي ان نشعر بحق انه حتى في ظل وجود تنافس كبير مع غيرنا في جوانب معينة، إلا اننا نشعر بمشاعر حلوة تتمثل في ان هناك أوجه تشابه كبيرة وقواسم مشتركة كثيرة يمكن ان نلتقي حولها وان تكون مجالاً للتعاون فيما بيننا لا ان نظل وباستمرار ننظر للجوانب السلبية أو نقاط الخلاف وبالتالي نخسر الجو الأسري الرائع الذي كان بالإمكان ان يضمنا بين جنباته ويظللنا بدفئه ويحرسنا بأفراده الذين هم جزء منا وبهم نقوى بإذن الله وبهم نفتخر.
يا الله! نحن أحياناً لانملك تلك المساعدة الكبيرة التي يمكن ان يتوقعها الاخرون منا، ولكن مجرد إحساسنا اننا معهم، ومجرد إحساسهم اننا بجانبهم نشاركهم أفكارهم وهمومهم وتطلعاتهم، كل هذا يجعلنا نقتنع بان الانسان منا بيده الكثير والكثير جداً مما باستطاعته تقديمه للآخرين. أولئك ا لآخرون الذين يستحقون منا وقفة صادقة معهم ودعم معنوي لهم وجلسة أخوية معهم تشعرهم ان الانسان للانسان وان الخير لايضيع وان القليل يعني الكثير اذا كان خالصاً لوجه الله وان الحب الصادق لايتلاشى هكذا فجأة أو ينسى مع مرور الزمن.
المشاعر باختصار أحاسيس جميلة بالآخرين تتمثل في استشعار قيم سامية من شأنها ان ترتقي بذوقنا العام وتسهم في بناء مجتمع راق طموح لايفكر بما في يد غيره وحسب ويحرص على الحصول عليه أو يتأسف عليه، بقدر مايكون له إبداعاته المشاعرية الخاصة التي تجبر الآخرين على احترامه وتقديره. فالحب شيء جميل ولاشك. ولكن ماذا لو اقترن هذا الحب بالاحترام والتقدير والاحساس بالآخرين؟ ترى كيف سيكون؟ وكيف سنتقبله ونتعامل معه؟ وكيف ستكون مشاعرنا حينئذ؟!
قد تقول في نفسك الآن بعد ان تعرفنا على بعضنا البعض عن قرب قد تقول باننا نمطان مختلفان وأننا نسير في خطين متوازيين خاصة ونحن نهرول على شواطئ واحدة من حين لآخر ولكن دعني أقول لك ليس هناك من مشكلة تذكر، فنحن لم نكن يوماً متباعدين كما تظن ولم نكن نسير في خطين متوازيين من المستحيل ان يتلاقيا، أبداً بل اننا نسير نحو وجهة واحدة وهي المشاعر الراقية صحيح قد يصل أحدنا قبل الآخر ولكننا حتما سنلتقي بإذن الله، وقد سبق ان التقينا في مشاعرنا حينما حاولنا ان نرتقي وننميها وان نعيش في أجواء رائعة، ألا تذكر بل إلا تذكر حينما شعرت باحساس غريب وكان مشاعرك طائر مغرّد قام يشدو بالألحان لحظة ان رأى الأغصان مخضرة ونضرة؟ أو وكأنه انسان شعر بالأمان الحقيقي وبلمسة دفء تخالج داخله إذن مانريده ومانحتاجه هو ان نفخر بمشاعرنا ولاننظر إليها نظرة عجز أو قصور أو كوني انا وأنت إنسان حساس فلم تكن الحساسية يوماً عيباً بقدر ماهي شفافية وتلمس احتياجات الآخرين حتى قبل ان يبوحوا بها.
إذن لاتقل أبداً أين مشاعري ؟ هل هي غير موجودة؟
وإن كانت موجودة فأين هي؟ لاتقل ذلك أبداً فمشاعرك هي أنت، هي ذاتك هي مايراه الناس منك. هي ماتقدمه للآخرين. هي ماتحسه حتى لو عارضك الآخرون وأنكرها عليك، هي الطريقة التي تتحدث وتكتب بها لتوصل ماتريد؟
ما أريدك ان تدركه جيداً أنك لست في موضع مقارنة مع الآخرين ولن تكون لأن لكل منا منهجه وأسلوبه وطريقته وهذا لايهم، المهم ان نصل إلى نفس الهدف السامي المشترك بيننا وهو المشاعر الحلوة ألا تتفق معي؟
ولندرك انه إذا كان قدراً كافياً من المشاعر يضيء الحياة كما تظن فما بالك بسيل منهمر من تلك المشاعر تتساقط عليك زخات زخات من علٍ ليغمرك من رأسك إلى أخمص قدميك فكيف ستكون الحياة حينئذ؟
لنفتح أيدينا للحياة ولنقبل عليها ولنثق ان مالدينا من جمال لايقل عن جمال الحياة نفسها، لما لا ونحن الحياة بكل مشاعرها الحلوة وأحساسيها الشفافة ولنتذكر ان الله معنا طالما حفظناه من داخلنا.
وكل مشاعر وانت بخير وكل مشاعر وانت تجسد المشاعر بالكلمات والعبارات والتصرفات، وكل مشاعر وانت ترسم أجمل لوحة في حب الوطن والولاء له والوفاء لأعز من على قلبك وأقرب الناس إليك.
همسة
يا لتلك المفاجأة الجميلة..
التي سمعت فيها صوتك
لأول مرة..
ومن بعيد..
بعد ترقب طويل..
وانتظار قاتل..
لايعلمه إلا الله..
* * *
ويالتلك المشاعر الحلوة..
التي تحركت بداخلي..
فأيقظت أشياء وأشياء..
بشكل لايوصف..
حينما أيقنت حقاً..
ان المتحدث هو أنت..
ولا أحداً سواك..
* * *
ويا لتلك اللحظات الرائعة..
التي جعلتني لا أتمالك نفسي..
من شدة فرحتي برؤيتك..
وبشكل جعلني..
أسعد إنسان في الدنيا..
* * *
وتخيل..
كل هذا فقط..
لأنني سمعت صوتك..
كما كنت أتمنى..
كما كنت أحلم..
في وقت ساورني فيه اليأس..
بأنني لن أسمع صوتك..
ولن أراك أبداً.
* * *
ولا أخفيك..
أنني كنت أتوقع السعادة
حينما أحدثك
ولكن ليس كتلك السعادة
التي أشعر بها الآن..
وأنت معي..
* * *
إنها بحق سعادة مختلفة..
لم أعهدها من قبل..
سعادة من نوع آخر..
لم أتذوقها من قبل..
* * *
يا الله..
فقد أحسست حينها..
أنني أولد من جديد..
ولأول مرة..
أحسست انني إنسان آخر..
اكتشفه لأول مرة..
لقد كنت حلماً بالنسبة لي..
كنت أملي في يوم ما..
وكنت أتعطش شوقاً..
لذلك اليوم..
الذي أكحل عيني برؤياك..
كي أشعر بحق..
أنني مع الإنسان الذي أريده..
والذي اختاره قلبي..
كي أرتوي وعلى مهل..
من تلك المشاعر الحلوة..
التي طالما تعودتها منك..
كي أرتوي من حنانك الدفاق..
الذي أغدقته على الجميع..
ومن لمساتك الحانية
التي طالما احتجت إليها
* * *
فكم ذبت مع كلماتك الحلوة..
مع همساتك الساحرة..
مع نغماتك العذبة..
كم رحلت معها في أجواء رائعة..
في أحلام وردية..
وكم طارت بي في عنان السماء..
وكم حلقت بي عالياً..
فوق هام السحب..
إلى عالم ليس فيه..
سوى أنا وأنت..
* * *
وكم أشعرتني..
بحالة من اللاتوازن..
بغيبوبة طويلة..
تمنيت ألا أفيق منها..
وللأبد..
طالما هي معك..
وبرفقتك..
* * *
يا إلهي..
كم هي حلوة الحياة..
حينما تكون مع من نحلم..
مع من يريده قلبنا..
ويرتاح إليه..
ومع من يختاره رفيق دربه..
ص.ب: 75395 الرياض: 11578 |