تفتخر الشعوب دائماً بتاريخها القديم قبل الجديد، وتسعى جاهدة إلى إثبات أن لها ماضياً جميلاً حتى وإن كان حاضرها«تعيساً» والأمة العربية من هذه الشعوب المفاخرة رغم قول شاعرها: ليس الفتى من قال كان أبي..
وقد حكى لنا القرأن الكريم قصصاً لكثير من الأمم أمثال عادٍ وثمود وأصحاب الحجر وأصحاب الأخدود.. وغيرهم كثير.
وقد اهتم الغربيون منذ قرون بمسألة الآثار وقاموا برحلاتهم الاستكشافية التي كانت تشوبها في أحايين كثيرة شائبة الاستخبارات ولكن رغم كل ذلك حققوا كثيراً من النصوص التاريخية المهمة في وقت كانت الأمة العربية الاسلامية ترى أن الاهتمام بتلك الآثار مضيعة للوقت في أحسن الأحوال إن لم يكن تمجيداً للأوثان..! وفي العقود المتأخرة تحديداً منذ مالا يزيد عن ثلاثة عقود بدأت المملكة العربية السعودية الاهتمام بهذا الجانب التاريخي الثقافي المهم.
وحققت نتائج ملموسة من أهمها إيقاف الرحلات الغربية الاستكشافية الحقيقية والمزعومة للجزيرة العربية. وقد سعدت بحضور محاضرة قيمة القاها المؤرخ الشيخ/أحمد حسين شرف الدين في «أربعانية» الدكتور/ أنور عشقي حول هذا الموضوع وقد أجاد وأفاد وقدم معلومات جد مفيدة لكل مهتم وغير مهتم بل إن هذه المحاضرة قد غيرت لدي كثير من المفاهيم الخاطئة.
وقد عقب على المحاضرة سعادة الأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن الأنصاري الذي يعد أول من أولى اهتماماً بالغاً بمسألة الآثار وأنفق من جهده ووقته الكثير.. الكثير ليصل إلى معلومة في قمة جبل أو في قعر واد. وكان لتعقيبه فائدة جلى ومما أثلج صدور الحاضرين ربط الآثاريين السعوديين بحوثهم وحفرياتهم بما ورد في القرآن الكريم حتى أن بعض الرحلات الاستكشافية لا يكون لهم هادياً إلا نص قرأني كريم.
لقد بهرت حقاً بما قدمه الأستاذان الكريمان وأزددت إعجاباً لكون هذه الأمة ترجع إلى كتاب ربها في كل عمل تقوم به حتى وإن كان عملاً دنيوياً صرفاً.
ان المفاهيم قد تغيرت إلى الأحسن بعد أن عُرِف الهدف وحدد من هذه الرحلات التي لا تعد كونها قراءة للتاريخ فقط وليس هناك تمجيد لأثر وثني ولا عبادة لصنم ولو كان عربياً.
وإن كان لي من رأي في مسألة رصد تلك الآثار فهو الدعوة إلى أن يبين الرأي الشرعي عن تحرير المعلومة المرتبطة بأثر وثني. تلك أحرف أردت من نثرها المشاركة لا المطارحة فلست إلا طالب علم مازال في المعهد. والله المستعان.
|