* حائل فهد العليوي:
احتلت منطقة حائل موقعاً استراتيجياً متميزاً بالنسبة للعالم القديم اذ أكدت الدراسات الجغرافية والأثرية ان منطقة حائل ولاسيما الجزء الشمالي منها الذي غمرت معظمه كثبان النفود كان واحداً من اولى مناطق التحضر في العالم حيث توجد العديد من المواقع في كل من بلدة جبه وام القلبان والخطه وبقعاء كما توجد مواقع تعدينية قد تكون هي اول المواقع على وجه الارض فمدينة حائل نفسها يعود بناؤها الى ازمان ما قبل التاريخ وعندما ظهر الاسلام كانت حائل تشكل احدى اهم المناطق في جزيرة العرب بسبب طرقها التجارية مثل طريق مكة الحيرة الذي كان يمر بالمنطقة وقد اكتسب هذا الطريق التجاري اهمية كبيرة في صدر الاسلام كممر لجيوش الفتح ومعبر للبريد بين المدينة والكوفة فقد سلك هذا الطريق سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه بحشود العرب الى موقعة القادسية.
محطات تجارية
وتشير المصادر الكثيرة الى تألق العديد من المحطات التجارية الواقعة في المنطقة التي يمر عليها هذا الطريق مثل فيد وسميراء وغيرها من المحطات والاسواق التجارية التي يتجمع فيها الناس من المناطق المجاورة في اوقات معينة للمبادلات التجارية مع الحجاج وقد ظلت هذه الاسواق رائجة لقرون عديدة، وقد اشار الرحالة العربي ابن جبير في كتابه الى الحركة والنشاط في محطات هذا الطريق حيث يجلب السكان كل مالديهم من منتوجات محلية لبيعها على الحجاج الذين يعرضون ما يكون معهم من امتعة قد احضروها للتجارة بها ولكن الطريق المعروف آنذاك بدرب زبيدة قد طرأ عليه بعض التعديل عندما يصل الى اطراف منطقة حائل وذلك من مطلع القرن الثالث عشر الهجري عندما صارت منطقة حائل تشكل احدى المقاطعات الهامة في الدولة السعودية الاولى فبدلاً من مروره بالاجفر ثم التيم، ثم مدينة حائل التي صارت، عاصمة اقليمية واهم محطة تجارية لهذا الطريق.
ومن حائل يأخذ طريق المدينة ماراً ببلدة الغزالة بدلاً من بلدتي فيد وسميراء.
وهناك طريقان آخران لكنهما ليسا من الاهمية مثل طريق عمان واخر الى الكويت هذا اضافة الى الطرق المحلية التي تربط منطقة حائل بمختلف مناطق جزيرة العرب.
وهناك طريق يربط بين الرياض ومصر ويمر بمنطقة حائل وقد اشار الى هذا الطريق المستشرق الفنلندي جورج اوغست والين وبواسطة هذا الطريق كانت تنطلق بعض القوافل التجارية لتصدير الخيول العربية التي كان عباس باشا والى مصر مولعاً بها، وايضاً هناك القوافل التجارية وهي مجموعة من الابل والسيارات المسافرة من مكان الى مكان فالبعض ينضم الى القافلة ببعير واحد او بعيرين او ثلاثة لتموين بيته والبعض الآخر ينضم بعشرين بعيراً او اكثر بقصد التجارة
بداية سوق حائل
شهدت مدينة حائل نمواً سكانياً وتطورات منذ بداية القرن الثالث عشر الهجري ففي البداية ظهر حيَّان هما مغيضة ولبدة اكبر حيين سكنيين ثم ظهر حي برزان ثم حي العلياء فكان السوق والساحة المركزية تتغير تبعاً لهذه القفزات والتطورات العمرانية حتى صار المسحب والمبيعة في حي برزان هما السوق المركزي في المنطقة بوجه عام.
واول سوق في مدينة حائل هو المسحب ويبلغ طوله 250 ياردة وعرضه 25 ياردة وبعد هذا السوق تبدأ السوق الرئيسية وتسمى المبيعة وهي استمرار للمسحب طولها 200 ياردة وتحتوي على 140 دكاناً يستأجرها الاهالي ويقع المسجد الرئيسي في الطريق الجنوبي من المسحب. وهذا السوق هو ما يعرف الآن بسوق برزان وهو اهم اسواق مدينة حائل الذي يقع فيه قصر برزان المعروف.
ان مدينة حائل واحدة من المدن النجدية التي تعتبر رمزاً لكرم الضيافة العربية الاصيلة فجميع الذين يفدون اليها يحلون ضيوفاً على اهلها، فهذه هي شخصية التاجر الحائلي ولذلك فان معظم اهل السوق هم من خاصة الاهالي ووجهائهم فكانوا متمسكين بالعادات والتقاليد في معاملاتهم الخاصة والعامة مما شكل انطباعاً حسناً جداً للمستشرق الفنلندي والين الذي ذكر ذلك في كتابه صور من شمال جزيرة العرب.
المصادر والمراجع
* التجارة في منطقة حائل سعد العفنان
* حائل وعبقرية المكان
* رحلة ابن جبير
* صور من شمال جزيرة العرب
* نبذة تاريخية عن نجد
* دليل الخليج القسم الجغرافي
آثار حائل
|