تستعد أسود الكاميرون التي لا تقهر اليوم «الاحد» لتحقيق إنجاز لم تسبقها إليه دولة إفريقية أخرى من قبل. ألا وهو الاحتفاظ بكأس الامم الافريقية للمرة الثانية على التوالي. ولا يقف حاليا في طريق أسود الكاميرون سوى أسود السنغال الضارية وكلها أسود والتي حققت مفاجأة بالتغلب على النيجيريين أو النسور الخضر الاكثر قوة وشهرة.
لكن ما يجعل انتصار السنغال على نيجيريا ملحوظا بدرجة أكبر هي حقيقة أنها لعبت معظم زمن المباراة بعشرة لاعبين فقط بعد تعرض صانع ألعاب الفريق بابا سار للطرد في الدقيقة 34 من الشوط الاول.
أما الكاميرون فقد فازت في مباراة الدور قبل النهائي بعد أداء رشيق قوي وفوز مستحق تماما حيث تغلبت على الدولة المضيفة مالي أو الصقور بنتيجة ثقيلة 0/3 في مباراة من جانب واحد شهدها عبر المدرجات60 ألف متفرج كانوا يشجعون فريقهم بجنون من أجل تحقيق الفوز وهو ما لم يحدث.
وكانت تلك نقطة مهمة لم يغفلها المدير الفني الالماني لمنتخب الكاميرون فلفريد شافير. فقال: تأثرت للغاية بشجاعة فريقي الذي لم يخيفه شيء.. قبل المباراة تعرض مساعدي للضرب. لكن اللاعبين نجحوا في رمي ذلك من وراء ظهورهم وألقوا بالكرة في ملعب الماليين.
وكان شافير قد فضل عدم الزج بأحسن مهاجم لديه في مباراة مالي وهو باتريك مبوما الذي كان يعاني من إصابة في فخذه.
وكانت السنغال أو الاسود الضارية قد تأهلت مرتين فقط إلى الدور قبل النهائي في اثنتين من بطولات كأس الامم الافريقية السابقة. لكنها احتلت المركز الرابع في كلتيهما بعد أن خسرت صفر/1 أمام منتخب كوت ديفوار في بطولة عام1965 وأمام زامبيا بنفس النتيجة في بطولة 1990، لكن نجاحها في الوصول إلى المباراة النهائية من بطولة 2002 التي تستضيفها مالي، يعني أن السنغاليين تفوقوا حتى على أحسن أداء لهم في كأس الامم. بل وأصبحوا يأملون الان في المضي قدما في طريق الانتصارات حتى النهائية.من جهة أخرى فإن المديرالفني للاسود الضارية سيخسر «جهود سار» صانع ألعاب الفريق والمحترف في لينز الفرنسي، والذي يعاقب بالايقاف بعد أن تعرض للطرد في مباراة منتخب بلاده أمام النسور الخضر في الدور قبل النهائي، وربما يحل صانع الالعاب سيلفاننداي محل سار. وكان نداي المحترف في ليل الفرنسي قد لعب بالفعل مع السنغال في مباريات الدور التمهيدي. لكنه خسر مكانه فقط في مباراة الدور قبل النهائي أمام نيجيريا. ويحظى منتخب السنغال بميزة وجود جمهور غفير من المتوقع أن يؤازره. فإلى جانب المشجعين الذين سافروا معه من السنغال إلى مالي منذ بداية البطولة. تدفق على مالي عدة آلاف من عشاق كرة القدم السنغاليين لمتابعة فريقهم في مباراته النهائية الحاسمة ضد الكاميرون اليوم «الاحد». وقبل بداية مباراتها الحاسمة مع مالي. وجهت اتهامات لاسود الكاميرون بممارسة أعمال السحر والشعوذة لجلب الحظ لها.
ويقينا فإن السنغال التي اقتحمت الكرة الافريقية عن جدارة واستحقاق. ربما تكون فائزاً محتملاً بأول بطولة إفريقية في تاريخه. ونظرا لتأهلها المؤثر إلى نهائيات كأس العالم 2002 على حساب كل من المغرب ومصر. فإن السنغاليين لديهم الان فرصة إضافة بعد آخر مهم إلى قصتهم المثيرة مع كرة القدم.وسواء أكان ذلك كافيا بالنسبة للسنغال لتفجير مفاجئة أخرى بالتغلب على الكاميرون المرشح الاول للفوز بالمباراة النهائية. فإنه لا يزال هناك فسحة من الوقت لانتظار نتيجة لقاء السحاب الافريقي.
وقف مدرب الكاميرون
على صعيد آخرأعلن الاتحاد الافريقي لكرة القدم عن انه لن يسمح للالماني وينفريد شافير مدرب المنتخب الوطني الكاميروني لكرة القدم بالجلوس على مقاعدالفريق داخل الملعب خلال المباراة النهائية في بطولة كأس الامم الافريقية بين الكاميرون والسنغال اليوم الاحد بعد وقفه مباراة.واوقف شافير بسبب اهانته مراقب المباراة المغربي سعيد بلخياط خلال احداث غاضبة سبقت فوز الكاميرون على مالي في الدور قبل النهائي في باماكو يوم الخميس.
ورفض شافير المضي قدما في المباراة بعد ان قامت الشرطة المالية بضرب توماس نكونو مدرب حراس مرمى الكاميرون ووضع الاصفاد في يديه في الملعب قبل 90 دقيقة من بدء المباراة.
وفازت الكاميرون في نهاية الامر على مالي 3/صفر لتصل الى النهائي أمام السنغال اليوم الاحد.واحتج شافير بقوة على ما تعرض له نكونو. ووقف شافير خارج غرفة ملابس الفريق رافضا المضي قدما في المباراة الى ان تدخل مسؤولون كاميرونيون بعد مناقشات مع مسؤولين عن المباراة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم.
|