Sunday 10th February,200210727العددالأحد 27 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جهاد المرأة طاعتها لزوجها

يفرض الإسلام آداباً متبادلة بين الزوج وزوجته وهي حقوق كل منهما على الآخر وذلك لقوله تعالى «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة» المطلوب شرعاً من الزوجة طاعتها لزوجها بالمعروف في كل شيء مالم يكن في معصية إلا أنه قد ورد التأكيد على بعض صور الطاعة الهامة والتي تكاد تكون من الأهداف الرئيسية للحياة الزوجية ولحسن محافظة الزوجة على علاقتها مع زوجها ومثابرتها على تأدية واجباتها نحوه وحسن طاعته وعشرته يعتبر جهاداً في سبيل الله تعالى فقد روى ابن عباس رضي الله عنه: إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :«يا رسول الله أنا موفودة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال: فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنامن ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أبلغي من لقيت من النساء إن طاعة الزوج اعترافاً بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعله وإذا كانت الزوجة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه فالزوج ايضاً مأمور بالاحسان إلى زوجته واللطف بها والصبر على ما يبدو منا من سوء خلق أو تقصير لما يحتمل ما عليها من ضغوط نفسية والعشرة بين الزوجين مصطلح بينهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أيما رجل صبر على سوء خلق امرأته اعطاه الله الأجر مثل ما أعطى أيوب عليه السلام بلائه وأيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله من الأجر مثل ما أعطى آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون الجميلة لقول رب العزة والجلال «وعاشروهن بالمعروف» ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيراً ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً.. الخ» وعن معاذ بن جبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تؤذي المرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله: ويا بنية الويل لامرأة تعصى زوجها.. ولما لإرضاء الزوج من الأهمية كما بينه الحديث فإن على الزوجة المسلمة أن تسعى لتحصيل رضاء وجهاد ادخال السرور على قلبه اذا جاء منزله فتستقبله متزينة متنظفة وتجل اهتمامها بنفسها ومنزلها وحسن استقبالها لزوجها فهي انما تحتسب به وجه الله تعالى ولابتغاء أجر من زوجها فهي متحرية بذلك إدخال السرور إلى قلب زوجها ولحق الزوج قالت عائشة رضي الله عنها «يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدم زوجها بخدها أو وجهها والحقيقة أن الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها جوهرة ثمينة يجب أن تصان فهو يعطيها من الحقوق على زوجها ما يكفل لها هذا الحفظ ويكلفها من الواجبات ما لا يتعارض مع هذا الحفظ في تناسق وتوازن جميل يقيم بتنفيذه أحسن مجتمع ومثل رائع ذلك أن الإسلام حين رسم سياسة الأسرة في توزيع الحقوق والواجبات على أساس من العدل والمساواة والمرأة بما ذكر في محكم التنزيل أحد الجنسين من الذكر والانثى من نوع الإنسان وهما جنس الرجال وجنس النساء ولكن للرجال على النساء درجة وهي درجة في التكليف وليس التشريف قال تعالى «ولهن مثل الذي عليهن بالمعرف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم» ولفضل طاعة الزوج قال صلى الله عليه وسلم «نساؤكم من أهل الجنة الودود التي إذا أذت أو أوذيت أتت زوجها حتى تضع يدها وكفه فتقول لزوجها لا أذوق غمضاً حتى ترضى» وروي عنه صلى الله عليه وسلم يستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير في الهواء والحيتان في الماء والملائكة في السماء والشمس والقمر ما دامت في رضاء زوجها... إذاً يا معشر القراء فإذا لم يذكر الزوج إلا نفسه ولا تذكر الزوجة إلا نفسها فقد ذهب هذا الرباط المقدس وجعلا نفسيهما كشريكين كل واحد منهما يريد أن يربح على حساب الآخر فانه شقاء ما بعده شقاء إذاً لا أعتقد أن في الحياة الزوجية سعادة تفوق سعادة الإنسان في بيته ولا شقاء يعادل شقاءه مع أهله فمن كان بيته سعيداً عاش مع الناس سعيداً مبتهجاً دمث لاخلاق ومن كان في بيته كان منغصاً فطبيعة الحال يفقد الهدوء النفسي والتوازن العقلاني عاش مع الناس سيىء الخلق متبرماً بهم المشاكل الزوجية سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر فقد يكون الزوج حاد المزاج شديد الاحساس يتأثر لاقل الاشياء التي يراها في نظرة مخالفة لذوقه فإن من الزوجات من لا تراعي ولا تبالي بزوجها فأنا اقول هذه مكابرة منها ومغالطة لنفسها مما يلحق بها سوء العشرة بينهما وبطبيعة الحال فإنها لا تبالي بالزوج فهذا ناتج عن سوء خلقها وتقديرها له وكم ثارت في البيوت من مشاكل بسبب سوء الخلق. قال الاصمعي «دخلت البادية فإذا امرأة حسنة لها بعل قبيح فقلت لها كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا الرجل؟ فقالت اسمع ياهذا لعله أحسن فيما بينه وبين الله خالقه فجعلني ثوابه ولعلي اسأت فجعله عقوبتي» إذاً عليكن يا معاشر الزوجات طاعة أزواجكن وتقديم العون لهم ومخافة الله في أزواجكن وإلى غير ما هنالك من الأخلاق الفاضلة الكريمة التي من شأنها توثيق الروابط الأسرية وبها تنشأ الاسرة المتحابة المتوادة المجتمعة في الدنيا تحت سقف واحد على حب وتفاهم واخلاص لما عرف بأن الزوجين ضلعان متوازيان وساعدان لكل منهما يشد من أزر الآخر ولكل من الزوجين قبل الآخر حق احترامه وتقدير مشاعره وظروفه في اطار من التواد والتراحم والمودة قال تعالى.. «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» هذا واسأل الله أن يرزقنا الاستقامة على دينه والسعادة في الدنيا والآخرة اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين إماما وللقراء مزيد من فائق التحية والاحترام.

فهد بن عبدالله العون
باحث قضايا بمقام امارة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved