Sunday 10th February,200210727العددالأحد 27 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات
الإسلام وقيم العصر.!
2/3
عبدالفتاح أبو مدين

ونرجع البصر، بحثاً عن مناهجنا ثم مسارنا كيف يكون، وكذلك منطق خطابنا وتصوراتنا ومفاهيم خطابنا مع الآخرين، واسلوب حواراتنا، ثم الارتقاء بآليات تفكيرنا وأدائنا، لنصل إلى ذهن الآخر، وفهم خطابه، والتحاور معه، بنظرة ليست تلقائية.. ولا جامدة، لا تماشي متطلبات وعقلية الزمن.. الذي نحن مقبلون عليه.! ولن يكون ذلك كذلك، إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا، وارتقينا بتفكيرنا ومعارفنا، وخضنا حقيقة الحياة المعاصرة، وهي معارف المستقبل وآلياته.. وسبل التعامل معه.!
وقبل أن أمضي في حديثي.، أبادر إلى الاحتياط.. إلى أننا نحن المسلمين ينبغي أن نحافظ على ثوابتنا، وقيمنا الروحية، وهذا لا يمنعنا من الاجتهاد في تجديد ديننا، وفق معطيات الحديث النبوي.. الذي قدمت آنفاً، وليس كل ذي رأي وفكر.. يتصدر لهذه المهمة والمسؤولية، وإنما أهل الحل والعقد.. هم الذين ينهضون بالتجديد.. من منطلقات الدين الإسلامي السمح.!
إننا محتاجون إلى تطوير معارفنا ورؤانا إلى الحياة المتجددة، وما ينبغي لها من اعداد واستعداد، لكيلا نصبح متخلفين.. وبعيدين عن ركب متغيراتها. ذلك أننا إذا لم نجار ونلحق بعجلة التطور، وجدنا أنفسنا في تخلف مقيت، لأننا لم نفهم آليات العصر.. الذي نعيش فيه، ولم نعد له العدة، ولم نعمل، وإنما ركنا إلى سياسة ودعة، وجنحنا إلى الاتكالية، فلم نحقق لذواتنا سبل الارتقاء والعلو في الحياة الكريمة العزيزة، وإنما نحن اصحاب أمان واحلام.. لا تحقق شيئاً.! وليس ذلك روح الإسلام ولا منهجه، ولا ما يرجوه ويريد من اتباعه. إن الإسلام يريدنا أن نكون اقوياء، واعين وعاملين، نضرب في الارض، ونتعلم كل شيء ينفعنا، ويرتقي بحياتنا، وينهض بمجتمعنا، لنصبح من جديد «خير أمة».! وهذه الخيرية، ليست كلاماً يقال ويردد.. دون عمل وجد وصدق واخلاص وولاء.!
إننا مطالبون بالحفاظ على سلوكنا الملتزم وتحركنا ومنهج عملنا في حياتنا ومعارفنا، وأن نلحق بركب الحضارة المنطلق، دون تلفت للسادرين والقانطين، وذلك لنكون في مصاف الأمم التي سبقتنا، وقد كنا في غابر الأيام.. في مقدمة رسل الحضارات والرقي، ثم نمنا نوماً طويلاً، فتأخرنا وتخلفنا، على حين عمل من استثمر حضارتنا ومعارفنا فارتقى، وظللنا نحن عالة على غيرنا، لأنا فرطنا وهجعنا، ولم نعمل، وركنا إلى التواكل، رغم أن دستورنا يحثنا على العمل والجد والاخلاص فيه، قال تعالى :«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved