*كتب محمد العيدروس:
كفكفت أم سعودية دموعها، وجاهدت للسيطرة على مشاعرها بعد فقدان ابنها ذي العشرين عاماً في افغانستان.
وروت في اتصال هاتفي اجرته مع «الجزيرة» تفاصيل فقدان ابنها زبن قائلة..
«هذا المسكين لا علاقة له بطالبان او القاعدة او خلافهما.. ولم يكن يحمل جواز سفر ولم يسبق له ان غادر المملكة على الاطلاق..»
فجأة اختفى عن المنزل واخبرنا انه ذاهب إلى مكة المكرمة ومن ثم انقطعت اخباره
وفوجئنا به على شاشات الفضائيات (اسيراً) ولا نعلم من غرر به..
ويقول شقيقه الاكبر فهد.. : شقيقي زبن يعمل مؤذناً في احد المساجد واخبرني انه ذاهب إلى مكة المكرمة لحفظ القرآن الكريم، وفجأة انقطعت الاتصالات به، ولم نعلم بالنبأ الفاجعة الا عبر الMBC وانه معتقل هناك.
سألنا شقيقه.. ولماذا ذهب إلى افغانستان في اعتقادك؟
لا اخفي عليك.. سبق وابدى رغبته لنا بالذهاب إلى افغانستان للتدريب على السلاح فقط، كما أنه حينما ذهب إلى هناك لم تكن هناك حرب او مواجهات.
وهل بدت عليه بوادر التزام أو تشدد ديني في تصرفاته؟
يقول شقيقه: اطلاقاً .. حياته عادية تماماً وكان مؤذناً متعاوناً بعد ان حصل على الشهادة الثانوية العامة.
اذاً.. ما الذي حدث؟
لا اعلم.. هي مفاجأة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تخيل... صبي شاب تقوده الظروف إلى ما آلت اليه. هو شقيقي وانا اعرف الناس به..
لا يعرف قاعدة أو طالبان أو تنظيم.. ذهب ببراءة المراهقة والطيش إلى هدف التدريب،
وتم ضبطه في كابل وحتى حينما سأله المراسل التلفزيوني ؟ لماذا انت هنا؟ قال ..(اتيت للتدريب).
بمعنى لا ناقة له ولا جمل.
وليس له اصدقاء ولا أحد يعلم كيف ذهب ومع من.
وماذا عن وضع اسرتكم حالياً؟
والدي متوفى.. ووالدتي ستجري عملية مرارة بعد تدهور حالتها الصحية وفقدانها اخي زبن.
وبعد.. هذه قصة الشاب زبن بن ظاهر الشمري ذي العشرين عاماً، والذي غرر به للذهاب إلى مجهول لا يعلم هو، ولا اهله.. أي مآل مكارثي ينتظره.
|