من أين يحتضن الوجود عذابي
في ظرف دوح أو صريف يبابِ
آمنتُ أن البيد ضد قوافلي
فسترت ركب الشعر تحت ثبابي
يا موت طالبتُ الحياة رزانة
ولقيتها في صمتك الجذابِ
أبصرت علم العالمين مسائلاً
فرجعت أسأل غايتي بجوابي
وطفقتُ من فوق الكثيب مُهللاً
حتى تهادى الغيث فوق ترابِ
يجري وترتشف الحياء بمائه
سودٌ غرابيبٌ وبيض هضابِ
وتسترتْ كلّ الوجوه مخافةً
في زيف أقنعة وخلف نقابِ
تلقى لأخيلة النفاق مكامناً
تندسُّ في شفةٍ وتحت رضابِ
فدعوت رب الكون يسجر بحره
ليطمَّ أفواه الردى بعبابِ
ما كنت يا سمح الخصال مداهناً
لنعيق وصل لقائنا بغيابِ
راضيتُ أمسية العتاب بلوعة
وطردت لوعة خاطري بعتابِ
وقبلت أن الذنب يلقى جرمه
في حدّ سيف أو بسوط عذابِ
أوما ترى الآثام يسحب بعضها
بعضاًَ وتهجر رحمة لعقابِ
أو ما ترى أن الهزائم أضرمت
في كلً حادثة فلول حرابِ
العين لو برد الكلام تدينها
بين العباد جريرةُ الأهدابِ
ماذا يزكّي من سلوك معاشرٍ
فسدت وما بلغت لربع نصابِ
لا تنقد الكلمات إن قوامها
ينساق بين الغدر شبه مذابِ
والفكر والأفكار ما شبهتها
إلا بملحٍ محكم بسرابِ
يطفو على طفح الوجوه وينتشي
رجسٌ من الأزلام والأنصابِ
لا تمدح الغيث الذي ما ظل قر
يتنا وما ستر الخلا بحجابِ
لا تشتم الطعنات في وجه الردى
كتبت بلحظ العين ألف مصابِ
مسحت خدود النور مما شابها
من ركض سابحة ولمع شهابِ
يا أيها العلم الذي أفضى بنا
لقواصمٍ من واجم مرتابِ
أقسمت لو تأتي خيول حروفِهِ
دُهْماً مجلجةً بدون ضبابِ
محفوفة بالشؤم فوق جباهِهَا
أنياب بومٍ أو جناح غرابِ
مشبوبة الزفرات تقذف سمَّها
ناراً بكلّ مغارة وشعابِ
لجعلتها قبراً يفوح غباره
وجزيتها جهراً شنيع حسابِ
وحميتُ في شرف النضال وصيةً
تمتد فوق صحيفة وكتابِ
ما ضمد الطعنات لو ضمدتها
عَوْدٌ الى الماضي وجرح سبابِ
جاءت منقبةُ القصيد تزورني
فخشيتُ منها أن يسيل لعابي
امتدَّ يا صوتي على هذا المدى
لتبث بعض عشاقتي وصبابي
امتدَّ واستجدِ القصائد صورةً
عنقاء .. أين رشيقة الأجنابِ
أو ما ترى الشعر الحديث مسالماً
حتى يمرَّ بغيرتي وشبابي
فتمور في الأسماء كلُّ حميةٍ
لتغارم الألقاب بالألقابِ
إن القصيد إذا تسامى قصده
أهدي لرشد من ذوي الألباب
يسعى على كفِّ الشروق بذاخةً
ويفوق حد الوصف والإعجابِ
أني سأحشد للقصائد قوةً
من دون لا عنف ولا إرهابِ
الشعر لا يقوى الظلام ليرتمي
في خفقة الإشراف خلف البابِ
ما دنَّس الشعر الرفيع بأصله
فحشُ الغنى وملاقةُ الطلاّبِ
لو تكشف الأشعار عن سيقانها
ذاب الحديد فكيف بالأثواب
هب لي من الرمل النفيس قراءةً
ترثي وجوه الحظ والأصحابِ
هب لي من النجم البعيد هدايةً
تمحو حدود حكاية الأغرابِ
مرآة أحلامي التي قابلتها
عكست على الصمت القديم خطابي