* الأحساء رمزي الموسى:
تتميز محافظة الاحساء بكثافة نخيلها التي تبلغ (2،45%) من مساحة المنطقة الشرقية الاجمالية ووفرة اعيانها وتدفق المياه منها منذ القدم مما ميزها عن باقي مناطق ومحافظات المملكة واقامة احد اضخم المشاريع الزراعية بالمملكة كمشروع الري والصرف ومصنع للتمور ويبلغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة.
وما يلاحظ خلال هذه الفترة هو انتشار عدد الاستراحات مشكلة بذلك ظاهرة تتسع رقعته يوماً بعد يوم.
فهل هذا البديل ظاهرة افتراس أم هو اعادة تنظيم وتطوير لنخيل الاحساء؟.. ولاهمية هذا الأمر في إحدى اهم مدن المملكة الزراعية كان ل«الجزيرة» استطلاع مع اصحاب ومرتادي تلك الاستراحات.
فيقول ناصر الصويقر صاحب احدى الاستراحات بالمحافظة:
تعرف الاستراحة بأنها جزء أو كل من مزرعة يستبدل فيها النخيل ببناء قاعة كبيرة بها ركن مرتفع لاقامة مسرح ومجهزة بطاولات ومقاعد اضافة إلى انشاء بركة للسباحة بمساحة متوسطة وتوفير مدخل خاص للنساء وآخر للرجال مع وجود حارس بصفة مستمرة. ويضيف في حديثه أن فكرة انشاء الاستراحة هي فكرة ابداعية قام بها بعض اهالي الاحساء الذين يملكون قطعة زراعية، وقد لاقت نجاحاً واقبالاً متزايداً من مرتاديها مما شجع الكثير من مالكي النخيل على اعادة تنظيم نخيلهم من ارض زراعية قطعة استثمارية تعود عليهم بالفائدية المادية ناهيك عن خدمة الكثير من الاشخاص سواء للذين لا يملكون مزارع او لزوار محافظة الاحساء مستمتعين بالاجواء الطبيعية وبرك السباحة، كما انها خدمت الكثير من العوائل باقامة العديد من المناسبات العائلية كالافراح وغيرها من المناسبات السعيدة التي تتطلب مساحة كبيرة او قاعة.
اما رأي علي العبدالله صاحب احدى الاستراحات فيقول:
ان استراحته مساحتها صغيرة لذلك كان اكثر مستأجريها من العزاب بحيث يجتمع الاصدقاء على وجبة معينة ويتبادلون الاحاديث والاستمتاع بالسباحة في البركة حيث كان لها الفائدة الترفيهية على الشباب والتقليل من الظواهر الاجتماعية السيئة كالتسكع في الشوارع أو التهور في قيادة السيارات مما يجعل لها نسبة في التخفيف من الحوادث.
أما عن كيفية تأجير الاستراحات فيقول:
ان سعر التأجير يتراوح ما بين (100 ريال إلى 500 ريال) حسب مساحة الاستراحة وتنظيمها أما الاستراحات المجهزة لاقامة الافراح فيتراوح سعرها ما بين (1000 ريال إلى 7000 ريال) ويكون التأجير اما للعزاب أو العوائل عن طريق بطاقة الاحوال وتسجيل البيانات كاملة في دفتر خاص والفترة الزمنية للتأجير وكذلك بطاقة العائلة بالنسبة للعوائل.
وعند سؤاله عن انتشار الاستراحات فيقول إن الكثير لا يملك مزرعة أو أن مزرعته غير مهيأة لاقامة حفل لمناسبة ما أو حتى لا يستطيع تأجير صالة للافراح بسبب ارتفاع سعرها فاصبحت متنفساً للكثير من اهالي المحافظة أو زوارها.
وحول سؤالنا عن سبب تحويل مزرعته إلى استراحة اجاب انها فكرة استثمارية جيدة رأى العديد من اصدقائه قد استفادوا من هذه الفكرة عند تطبيقها فنوى أن يفعل مثلهم.
وحول أهم ما يجذب المستأجر فيقول محمد الناصر مالك لإحدى الاستراحات إن وجود بركة للسباحة نظيفة ومنظمة وبمساحة جيدة من أهم العوامل التي تجذب المستأجر، فيقوم بتعبئة البركة بالماء كلما استأجرها شخص ثم بتفريغها من الماء بعد أن ينصرف المستأجر.
وتبلغ مساحة البركة لديه (30 م3) أي (3000) لتر من الماء وبفرضية انه يقوم بتأجيرها مرة واحدة في الاسبوع فيكون الماء المهدر (144000 لتر) في السنة الواحدة في ظل أن محافظة الاحساء تعاني من جفاف في المياه وانخفاض مستوى مياه الآبار فيها.
وكان للمستأجرين رأي حول أهمية الاستراحات فيقول عبدالعزيز الصالح انه استأجر هذه الاستراحة لزفاف ابنه بمبلغ (2500) ريال وهو سعر مناسب مقارنة باسعار صالات الافراح وصعوبة حجز الصالة التي قد تصل إلى عام قبل الزواج. فيعتبرها خدمة لاهالي محافظة الاحساء.
اما احمد الجاسم فينظر إلى الاستراحات نظرة ايجابية وذلك بالاستفاة منها مع اصحابه الذين اعتادوا على استئجار استراحة كل شهر مرة على وجبة عشاء لتكون بينهم صلة مستمرة حيث عادة ما تكون الاستراحة مجهزة بتنور للطبخ بدل الغاز مما يضفي طعماً مميزاً وشهياً للطعام اضافة إلى أن المكان المغلق ببوابة خاصة يعطي نوعاً من الخصوصية بدل الجلوس في الشوارع أو بعض الحدائق التي تكاد أن تكون نادرة في محافظة الاحساء وخصوصاً بعد اغلاق عدد من الحدائق العامة.
اما نايف الخالد وهو احد اصحاب المزارع فله نظرة مختلفة عن سابقيه حيث انه لا يؤيد فكرة الاستراحات بتاتاً ويعتبرها فكرة قاتلة للنخلة مستشهداً بقول الرسول الاكرم (أكرموا عمتكم النخلة) حيث إن الاستراحات تتطلب بناء قاعة كبيرة وبركة سباحة وعدة دورات للمياه واماكن لغسيل الايدي ومطبخ كبير ومواقف للسيارات كل هذه الامور تتطلب ازالة جزء كبير من النخل والاشجار فمن يدخل استراحة لا يشعر بلذة مشاهدة المناظر الطبيعية والجلوس تحت ظل النخيل وسماع تغريد البلبل الذي اعتاد اهل الاحساء على تعايشه في نخيلهم.
وقد ايد هذه الفكرة صاحب استراحة النخيل محمد العلي فيقول انه ندم على استبدال مزرعته باستراحة حيث لاقى الكثير من المتاعب مع المستأجرين من حيث التخريب وعدم الاهتمام بالنظافة وحرق السجاد بالدخان او الشيشة والكتابة على الجدران وقلع بعض الشجيرات والورود التي وضعها بدل النخيل.
موضحاً في حديثه انه لا يستطيع ارجاع المزرعة كما في السابق لانه يحتاج إلى هدم المبنى لتوفير مساحة لزرع نخيل واشجار جديدة فذلك يكلفه مبلغاً كبيراً من المال.
|