كم أنتِ تسترين عيوبنا أيتها التقنية، تريد الدليل؟ انظر إلى التصرفات الهوجاء الرعناء لمجموعة من السائقين عند إشارة ضوئية توقفت عن العمل فجأة، بل انظر كيف يتصرف جمهور من المراجعين يقفون أمام موظف تعطل فجأة جهازه الحاسوبي. عندما أشاهدكِ أيتها التقنية تقفين على ثغورنا الأمنية ازداد ثقة بك وايماناً بأنك لا تجلبين لنا الأمن والرخاء فقط، بل وتمنعين عنا بفضل الله أصحاب النوايا الخبيثة الذين يتربصون بنا. ورغم أن لكِ من الجبروت والقوة ما قد يهز كوكبنا هزاً إلا أن هناك من الأمم (والبشر) من لا يزال يصر على استغلال قدرتك تلك ليدمر مكتسباتنا الحضارية!.
أيتها التقنية، تتسابق الأمم اليوم لتتملك ناصيتكِ ولتستنبتك على أرضها، ومن يفشل في استنباتك يدفع المال ليجلبكِ من موطنكِ. لقد بلغ شغفنا بك أن اقمنا مدينة باسمك يقف عليها وزير، وأعدنا النظر في مناهجنا التعليمية آملين أن تخرج اجيال من ابنائنا قادرة على دمغك بمهرنا الوطني واستثمارك من أجل خير ورفاه الوطن والمواطن.
أيتها التقنية، هناك من الساسة والقادة من لا يزال للأسف يصرُّ على اختصارك إلى مجرد شعارات ولافتات يتم إلهاؤنا بها، فينشر قشورك على ارضنا تاركاً لبَّكِ حيث جلبك لنا، ويزداد الأمر سوءاً عندما يستخدمك الأكادميون أنفسهم لمجرد تحسين أوضاعهم المعيشية ورفع مراكزهم الوظيفية.
وقفة:
خرجت من منزلي في الصباح الباكر لأحضر لقاء تقيمه (ادارة) في إحدى الأجهزة الحكومية. ولقد لفت انتباهي وانتباه كثير من المواطنين تلك اللافتات الضخمة عن اللقاء والتي توشح بها الطريق في أكثر من موقع (تصلح لتكون إعلاناً عن ترشيد المياه) . وعندما وصلت إلى الموقع الواسع المتعدد المباني الذي يقام فيه اللقاء وجدت عدداً من المعنيين باللقاء تائهين يبحثون ولو عن لوحة صغيرة ترشدهم إلى مكان اللقاء، إنه أحد أعراض مرض الشعارات المدمر.
كلية المعلمين بالرياض |