Sunday 10th February,200210727العددالأحد 27 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير نايف وأبعاد الجائزة
د. موسى بن عيسى العويس

* استهلال:


حكمنا فكان العدل منا سجيّة
ولما حكمتم سال بالدم أبطحُ
فلا عجباً هذا التفاوت بيننا
فكل إناءٍ بالذي فيه ينضحُ

* شاء الله أن تكون هذه الأمة التي ننتسب إليها خير أمة أخرجت للناس، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، قائمة بالعدل، وأن تكون رسالة نبيها خاتمة الرسالات السماوية، وأعظمها إعجازاً، وأكثرها شمولاً، وأكملها بياناً.
* وقد نالت مصادر التشريع الإسلامي اهتماماً من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ومن سار على نهجهم، فحفظوها ودوّنوها، وأشبعوها بالدرس وجعلوها أُسّاً لمعاملاتهم وسائر سلوكهم وأخلاقهم.
* وظلت هذه المصادر محفوظة بحفظ الله، مصانة من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، قائمة ما شاء الله لها القيام، وستظل بإذن الله كذلك، قوية خالدة، ما دام لهذه الأمة قوة ومكانة، ووجد من أبنائها من يحمل الغيرة لدينه، والحرقة لما يصيبه، أو يعتري مسيرة حضارته.
* ومنذ فجر الإسلام، وقوافل الدول تسير وفق المشيئة الإلهية، فتنتصر دولة، وتدول أخرى، تصديقاً لما جاء في محكم التنزيل {$ّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ پنَّاسٌ} [آل عمران: 140].
وتظل أسباب الهزيمة، وعوامل الانتصار مرهونة في غالبها بمدى التمسك بتعاليم هذا الدين، أدرك هذه السنن الإلهية من أدركها من الأمم، وجهل من جهل. والله غالب على أمره، يعز من يشاء، ويذل من يشاء.
* ومن هذه البلاد المقدسة، مهبط الوحي، ومبعث النبوة شعت حضارة الإسلام، مفجرة ينابيع الخلق والإبداع، ومشتتة باطل الوهم، ومبددة حالك الظلام الذي ضرب بأطنابه على جنباتها حيناً من الدهر. وقد هيأ الله لها من العلماء والقادة والمفكرين من حمل مشكاة الدين، وحمى حوزته بالنفس والمال.
* وتأتي جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز لخدمة السنة النبوية متمّة للمسيرة، ومتوِّجة للتحالف الديني والسياسي الذي قامت عليه هذه الدولة منذ أن بزغ فجرها، معلنة الولاء لدين الله ونصرة أوليائه.
* وقد أقرت هذه الجائزة في عصر، بل في عالم تموج فيه الفتن، وتسوده القلاقل، وتختلف فيه المفاهيم، وتختلط الحقائق بالأباطيل. فكانت هذه الالتفاتة الموفقة من سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى الهدي النبوي الذي لا يأتيه الباطل، إدراكاً منه أن هذا المصدر الثَّر قد تناول معاملات الناس وصلاتهم المادية، وسياسة الحكم، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وقواعد العدالة الاجتماعية، والعلاقات الدولية بين الأمم على اختلاف النحل والملل والمذهب في أيام السلم والحرب.
فالحديث بيَّن أحكام الشريعة، وصوّرها عملياً، كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بأقواله وأفعاله، وبخاصة أن القرآن الكريم جاء مجمل الأحكام، فكان الرجوع إلى هديه صلى الله عليه وسلم ضرورة فيما يعرض من حوادث، قد لا يكون لها حكم في القرآن.
* إن هذه المشاريع الخيرية التي تنطلق من هذه البلاد ويتنافس فيها الحاكم والمحكوم ما هي إلا رسالة أخرى للحضارة الإسلامية إلى الغرب الذي ينفق أمواله، ويجنِّد شعوبه في سبيل مصادرة حريات الشعوب، واستباحة دمائها وأموالها وأعراضها بغير حق. فأي مقارنة بين هذه الحضارة، وحضارة سامية في تعاليمها، وظّف قادتها أموالهم لبناء فكر الإنسان، وتهذيب وجدانه، وتنويره بأسلوب الحياة والتعامل مع نفسه ومع الآخرين، إيماناً منهم بأهمية الإنسان في عمارة هذه الأرض، وأحقيته بالخلافة عليها.
إدارة التعليم بمنطقة الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved