.. من كلام للإمام الشافعي رحمه الله:
(رأيي صواب يحتمل الخطأ. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب).
الظهور.. يقصم (الظهور) يا (هذال)..!!
.. ظهر علينا قبل أسبوعين من قناة (الجزيرة) القطرية، وعبر برنامجها الثلاثائي، الاتجاه المعاكس، محاور من المملكة، هو الأخ (عبدالله بن متروك الهذال)، الذي قدمه المذيع، على أنه من منسوبي (وزارة الشؤون الإسلامية)، وتبع ذلك، أن جهر الأخ (الهذال) بوجهات نظر غريبة وعجيبة، تم احتسابها عند الرأي العام الإقليمي والدولي، على وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة، وعلى الشعب السعودي بطبيعة الحال.
.. ومع أن المحاور السعودي على ما يبدو، ما جاء إلى الدوحة، إلا ليقول عبارتين حفظهما عن ظهر قلب، وراح يرددهما طوال وقت البرنامج، مع التذكير بأركان الإسلام الخمسة الذي حفظها في المدرسة الابتدائية، وفحوى هاتين العبارتين هو :(أن الهجوم الإرهابي الذي وقع على مدينتي واشنطن ونيويورك، أفاد الإسلام والمسلمين..؟! وأن المدعو «ابن لادن»، رفع راية الإسلام عالياً بمثل هذه الأفعال)..!
.. إن وجهة النظر هذه وغيرها، تبقى حقاً مشروعاً للمتفوه بها، لو أنه قال بأنه لا يمثل إلا نفسه، وأن هذه وجهات نظر خاصة به.
.. أما وقد فرض نفسه كمتحدث باسم مؤسسة دينية رسمية في المملكة، فإن ما تفوه به في البرنامج المذكور، أصبح محسوباً علينا كشعب وامة في هذه البلاد، التي تنبذ الإرهاب والعنف، بل وتحاربه بشتى الوسائل المتاحة.
.. لقد ساد انطباع عام لدى كثير من الناس بعد هذه المواجهة البائسة مفاده: أن وزارة الشؤون الإسلامية، هي التي رشحت هذا المحاور ليقول ما يقول باسمها، وأنه أفضل الموجود في كوادرها الدعوية، وبالتالي، ذهب الظن ببعض هؤلاء الناس، إلى أن سكون الوزارة رغم مرور أكثر من أسبوع على اذاعة الحلقة، هو علامة على رضاها عن نسبة المذيع نفسه إليها، وتحميله ما قال عليها، وعلى الشعب السعودي بأكمله.
.. هناك فريق آخر له تحليل مغاير يقول: بأن واحداً من اثنين من البرنامج دلس على الآخر، إما أن (القاسم)، تعمد التدليس في التعريف بالمحاور السعودي، لاضفاء أهمية على برنامجه، والاساءة إلى الشعب السعودي من خلال أقواله وآرائه، لأن مذيع البرنامج، يعرف ما سوف يقوله ضيفه مسبقاً، فبلغ الأخ (الهذال) هذا الطعم اللذيذ..! أو أن (الهذال) نفسه، دلس على (القاسم)، بأن أملاه معلومات مغلوطة، لغرض في نفس (يعقوب) الهذال.. فبلغ القاسم هذا الطعم الذي يبحث عن مثله في كل حلقة، حتى ينال من المملكة، ومن شعبها مثلما هي عادته..!
.. لقد انجلى الموقف في هذه الاشكالية متأخراً، أي بعد أسبوع من هذه الحلقة الهزيلة في برنامج الاتجاه المعاكس، حين نشرت جريدة (الوطن) السعودية، بعددها الصادر يوم الثلاثاء، الخامس عشر من شهر ذي القعدة 1422ه، معلومات قالت الجريدة: بأن مصادر في وزارة الشؤون الإسلامية، هي التي قالت بها. ومنها :(أن الأخ عبدالله بن متروك الهذال)، كان مبعداً عن قطاع الدعوة في الوزارة لعدم صلاحيته، وأنه ليس لديه مؤهلات شرعية، وأن ما عبر عنه من آراء في هذا البرنامج، لا يمثل المنهج الدعوي لوزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
.. هذا التوضيح على أهميته، جاء متأخراً. لقد كنا ننتظر أن تقوم الوزارة بإصدار بيان صبيحة اليوم التالي للبرنامج، يبث عبر وسائل الإعلام، ومنها قناة الجزيرة نفسها، ويقول لكل الذين أصيبوا بالصدمة من أقوال المتروك، أنه لا يمثل إلا نفسه، ولا يقول إلا ما يعتقده هو.
.. ومع احترامي لشخص الأخ (الهذال)، الذي كاد يفصح عن عزمه، القيام بهجوم (ارهابي) جديد بالطائرات، حتى يقدم خدمة للإسلام، ويرفع راية جديدة له إلى جانب راية المدعو (ابن لادن)، أقول: أخي (عبدالله بن متروك الهذال) ماذا فعلت..؟ رويدك يا أخي.. رويدك.. ما هكذا تورد المنابر الإعلامية، ولا تنس أن (الظهور)، يقصم (الظهور) في أحيان كثيرة.
يا أيها النمل.. ما فعلت بكم البلدية..؟!!
.. بعدما كتبت عن البلديات، يوم الأحد قبل الفارط، الموافق للثالث عشر من شهر ذي القعدة 1422ه، زارني في مكتبي، الأخ (سعيد بن مسعود المالكي) من سكان حي (وادي النمل) بالطائف، وقد تأبط اضبارة مليئة بالصكوك والمستندات والخطابات، الذي منها، عرض مفصل منه، يلخص قضية شائكة لأكثر من (15 ألف نسمة) هم سكان هذا الحي، أولئك الذين تقوم علاقتهم بالبلدية على ما يبدو على خصومة عمرها من عمر الحي نفسه، أي خمسة وعشرين عاماً.
.. وعندما ذهب محرر (الجزيرة) إلى حيث حي وادي النمل، ليستجلي حقيقة الموقف على الطبيعة، تحلق حوله مئات الناس من السكان، حتى سدوا شارعاً بأكمله، تحيط به دور بائسة، وعشش وصنادق، تأوي هؤلاء البشر المهددين بالطرد في أية لحظة، ونظرة واحدة إلى سجلات المستودع الخيري، وبيانات بعض الجمعيات الخيرية في الطائف، تكفي لمعرفة الحال المعيشية لهذه الأسر الفقيرة، المطالبة اليوم بمبالغ هائلة تدفع للبلدية، حتى تبقى في مساكنها.
.. ماذا تريد بلدية الطائف، من هذا النمل في وادي النمل..؟!
.. إن قضية سكان (حي وادي النمل)، كما جاء في خطاب من السيد سعيد المالكي موجه إليَّ، تتلخص في الآتي:
(أن هذه البقعة كانت من اطراف الطائف، ووقع عليها اعتداءات مثل عشرات غيرها منذ أكثر من (25 عاماً)، ثم ظهر بعد ذلك بعشر سنوات تقريباً، من يدعي ملكية الأرض وكانت الافراغات وخدمات الكهرباء والماء والهاتف، تتوقف على الدفع نقداً لهذا المالك. ثم اضطر السكان وهم يواجهون هذه الضغوط، إلى دفع ملايين الريالات، ظناً منهم أن المشاكل سوف تتوقف عند هذا الحد. لكن.. ما أن تم ذلك، حتى اختفى المالك بأموالهم، وجاء دور البلدية، التي رجعت في كلامها، وقالت هذه المرة بأن المالك الذي أيدته بالأمس، ليس مالكاً ولا ما يحزنون..! وكان هذا الموقف الجديد، هو موقف الجهة التي حررت في السابق، أذونات الافراغات من المالك السابق، واصدرت بموجبها صكوك الملكية للسكان. أما اليوم.. فليس أمام هؤلاء المواطنين، إلا الدفع مرة ثانية للبلدية وإلا.. إلا هذه، بدأت بإيقاف خدمة الهاتف، بناءً على رغبة البلدية، ولا ندري ماذا بعدها.
.. ما الحل..؟!
.. لابد أن يكون هناك حل يحفظ للناس حقوقهم، ويبين لهم صراحة ملكيتهم لما اشتروا من عقار، من مالك (كان) معترفاً به من الجهات القضائية والتنفيذية، وفي مقدمتها البلدية، وأن لا يظل (15 ألفاً) من مواطنيها، وهم من ذي الدخل المحدود، لعبة في أيدي من لا يقدر المسؤولية، ولا يحترم الحقوق الخاصة والعامة. واحسب أن الحل في هذه القضية الشائكة، بسيط وواضح، إذا توفرت العزيمة الصادقة لدى المسؤولين في البلدية، لأن بلدية الطائف، ليس من حقها اليوم مطالبة هؤلاء الناس بالدفع لها، بعد أن دفعوا قبل ذلك بطلب منها، وعليها اليوم، تقطع عنهم الماء والهاتف والكهرباء، ولا تقف حجر عثرة في طريق تملكهم لعقارهم، وتصرفهم فيما هو تحت أيديهم، بموجب ما لديهم من وثائق مصدرها كتابة العدل والبلدية نفسها، وأن تسعى هي بنفسها دون غيرها، وراء المالك الذي تقول اليوم بأنه لا يملك شيئاً، لتستعيد منه ما أخذه من هؤلاء المواطنين، من ملايين الريالات.
.. ربما يرى بعض المسؤولين الجدد في البلدية، أن ما حدث قبل مجيئه، هو مسؤولية من سبقه، وهذا خطأ فادح، بسبب أن الذي يجري مع هؤلاء المواطنين، إنما هو خطأ جهاز كامل بقديمه وجديده، ولا يمكن تحميل هذا الخطأ الجسيم، على أشخاص بأعينهم، وأن ما بني على خطأ سابق، سوف يبقى خطأ آنياً ولاحقاً حتى يتم تصحيحه.
.. هذا عرض موجز أتوجه به إلى كافة المسؤولين المعنيين بهذا الأمر، وإلى معالي وزير الشؤون البلدية ولاقروية على وجه الخصوص للتأكد من صحته.
.. وأن سكان هذا الحي، في انتظار تفهم المسؤولين في الدولة لقضيتهم هذه، والتدخل الفوري لحلها. وعسى أن يكون ذلك قريباً.
خيرية سعودية.. في مهب الريح..؟!
.. نشرت هذه الجريدة، بعددها الصادر يوم الجمعة، الموافق لليوم الثامن عشر من شهر ذي القعدة 1422ه، قصة رجل وافد، اتخذ من مظاهر التقوى والصلاح، وادعاء خدمة الإسلام والمسلمين، وسائل يتحايل بها لجمع الأموال لنفسه.
.. الرجل قبض عليه من قبل فرقة لمكافحة التسول في الطائف، أثناء طوافه على المساجد، وعرضه لأوراق رسمية وشرعية من بلده لهذا الغرض، يستجدي بها المحسنين في المساجد والأماكن العامة والخاصة، بعد أن دخل البلاد بصورة غير مشروعة.
.. إذن.. هذا استغلال واضح لخيرية الخيرين، وحسنة المحسنين في المملكة، تحت ستار من التقوى والدعوى، قوامها مظاهر صلاح واستقامة مزيفة، وادعاءات كاذبة، بالعمل من أجل الإسلام وشعائره.
.. كم من الوافدين غيره، وعلى شاكلته، لم تصل إليهم فرق المكافحة..؟!
.. عدد كبير بدون أدنى شك.
.. لكن.. هل الوافدون وحدهم، هم الذين يتبعون هذه الطرق الملتوية، في سبيل الاستحواذ على خيرية هذه البلاد، واستغلالها لمصالحهم الشخصية، أو تحريفها إلى جهات أخرى لا نعلم ماذا تفعل بها..؟
.. إليكم هذه القصة الواقعية، الذي يتندر بها المجتمع في محافظة سياحية كبيرة منذ عدة أشهر، ثم قولوا رأيكم بعد ذلك.
.. دأب بعض الأشخاص وما زال، بمبادرات شخصية، على الاتصال ببعض المحسنين من الموسرين ورجال الأعمال، وما نحي الخيريات، ويجتهد هؤلاء، في عرض صور لما يدعون أنهم يقومون به من مشاريع إسلامية وانسانية في بعض الدول الإسلامية، ويشجعون هؤلاء المحسنين، على تخصيص خيرياتهم لهذه الأعمال التي يتولاه هذا النفر دون غيره. وظل كثير من المحسنين وبشكل دوري، يثق بهؤلاء النفر، فيعطيهم مبالغ نقدية كبيرة، ومساعدات عينية متنوعة، كي ينوبوا عنه في ايصال هذه الخيرية إلى مستحقيها.
.. وفي إحدى المرات، انبهر أحد المحسنين ، وهو شيخ طاعن، بما رأى من صور (فوتوغرافية)، لمشاريع ومساجد وغيرها، قيل له بأنها نتاج لما قدم من خير. فطلب من هؤلاء النفر، مرافقتهم في الرحلة التالية، ليشهد بنفسه المشاريع التي قامت بأمواله، وليرى دولة لم يسمع عنها ولم يرها من قبل، خاصة وهو لم يغادر المملكة قبل ذلك، ولم يركب طائرة إلا بين مدينته والرياض. وقد وافق هؤلاء النفر على هذه الفكرة على مضض، بعد إلحاح منه، وتردد منهم.
.. طارت الطائرة بأخينا المحسن الكبير بصحبة رفقائه، وما إن حطت في المطار، حتى ذهب الرفاق في ردهات المطار، واختفى الصحبة عن الانظار، وظل الرجل الكبير بسنه وصدقه وحسن نيته، يبحث عنهم في الممرات والزوايا طيلة النهار، حتى يئس منهم، وأدرك المقلب الساخن الذي أشربه، فحجز وعاد إلى بلده، وهو لم ير من هذه الدولة، سوى جدران مطارها..!
.. عاد الرجل، وهي يغلي حنقاً وغضباً، وتتوزعه الهموم والشكوك، وبدأ في البحث والتحري والتقصي، ليقف على الحقيقة المرة. إن القائمين على هذه الخيريات بصفة شخصية منهم، يذهبون بها إلى تلك البلاد الجميلة، فيشترون بها القصور الواسعة، والفلل الجميلة المحاطة بحدائق الموز والكاكاو والورود والزهور، ويتزوجون من الفتيات الصغيرات الجميلات، ويعيشون عدة أشهر من العام، في أجواء من السعادة والمرح، ورغد العيش..!
Fax027361552 |