جميل جدا ان نشاهد عدداً من الزائرين يتسابقون ويتهافتون على معرض الاتصالات بالرياض هذا التسابق والحضور لمشاهدة فعاليات المعرض دليل على حب الزائرين للتقنية الاتصالية الحديثة ودليل اخر على رغبة صادقة بكسب الجولة والاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد في علم الاتصالات والتقنية والمعرفة المعلوماتية.
وامام تلك الاغراءات والجذب المتنامي خرج البعض من الزوار عن إطار التقليدية والمشاهدة العابرة الى اطار البحث والاطلاع والتدوين في محاولة منهم للوصول الى المعالم والرموز والمخترعات مع الانصات والاستماع والاخذ بمعالم المضامين التي تعرض على هامش المعرض من خلال الندوات والمنتديات التقنية واحتراق الذات من اجل الوصول الى غاية وافاق المخترعات الجديدة وبحوث الاتصالات وهذا بطبعه مهم لكل من يمتطي الصهوة والجلوس على طاولات المشاركين للسؤال والاستفسار عن كل جديد وحديث.
وحسبي هنا ان الاغلبية التي تملك طموح المواجهة والتعمق في دراسة المستجدات الاتصالية هي ا لوحيدة المستفيدة من اقامة مثل هذه المعارض كونها تدرس وتحلل وتستجيب للنتائج.
وعلى النقيض هنا اجد ان البعض وليس الكل يحضرون الى المعرض بحثا عن معلومة هامشية او هدية عابرة او مطبوعة تنتهي مهمتها وصلاحيتها بعد الخروج من ابواب المعرض.. فللاستدراك كان حريا بهؤلاء وغيرهم المجازفة بطرح التساؤلات على المختصين وكذلك حضور المنتديات والعروض المصاحبة للفعاليات اليومية واختزان المعلومات بذاكرة الحاسوب او التدوين والسعي نحو اكتشاف الجديد بالتقنية والاتصالات والخروج من بوتقة الزيارات العابرة لاثراء العقل والفكر معا.
ويظل السؤال يطرح نفسه: متى يكسر حاجز الزيارات الروتينية بزيارات اكثر فاعلية يكون مردودها على الزائرين قويا وثريا بالمعلومات والمعارف بعيدا عن التزاحم على المعارض واستلام النشرات والمطبوعات؟! وهنا الاجدر والافصل والاحق ان تكون الزيارة ذات عمق تفاعلي مع الاحداث والفعاليات والبحث العلمي المفيد للخروج في نهاية المطاف بخبرات جديدة وفاعلة في نفس الوقت.
والله من وراء القصد.
|