* الرياض/ واس:
استقبل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء السبت الماضي في مكتبه بالرئاسة نائب رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني الدكتور عبدالرحمن اليحيى ومجموعة من الضباط المشاركين في الدورة الشرعية التي ينظمها جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني. وقد ألقى سماحة المفتي العام كلمة رحب فيها بالضباط وقال سماحته ان قطاع الحرس الوطني قطاع أمني مهم ومن القطاعات الأمنية النافعة التي يعتمد عليها بعد الله فالقطاعات العسكرية مثل الأمن العام والدفاع والحرس الوطني كلها تعد قطاعا واحدا بالنسبة لحفظ أمن الأمة وسلامتها والقيام بالواجب نحو هذا البلد في أمنه واستقراره وطمأنينته وهذا البلد بلد الإسلام ولا أظن بلدا تحكم شرع الله كما تحكمه هذه البلاد فهذه البلاد بلاد الإسلام ومأوى الحرمين الشريفين والبلد التي شرفها بالإسلام وأعزها به وهي الآن المتصدرة للدعوة الى الله ونشر دينه فهي قبلة المسلمين فلها في عنق كل مسلم حق ولاسيما أبناء هذا البلد.
وأشار سماحته الى أن الدورات العلمية لتثقيف رجال الأمن هي دورات مؤثرة ونافعة لأن رجل الأمن يتعامل مع فئات مختلفة فلابد أن يضاف الى ثقافته العسكرية ثقافة دينية تكمل ثقافته وتزينها وقال: إن الدين بعلومه الشرعية زينة للفرد لأنه نور الله الذي اذا أشرق في القلب استقام القلب وصلحت الجوارح وانبعث الخير من الإنسان وعندما يفقد القلب هذا النور فكل العلوم لا تؤثر شيئا فرجل الحرس الوطني الذي يعول عليه ويعتمد بعد الله عليه في المهمات عندما يكون مثقفا عسكريا ثم هو أيضا مثقف دينيا له صلة بشرع ربه وبكتاب ربه وبسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مرتبط بتاريخ سلفه الأوائل في انتظامهم وفي أدائهم لواجبهم وفي حرصهم على أداء الأمانة الملقاة على عاتقهم عند ذلك تصلح الأمة. وأضاف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كون العسكري جندياً إسلامياً معه علم شرعي قرأ الكتاب والسنة وتفقه في دينه له نشاطه وله حيويته وله مشاركة شرعية لاشك ان هذا من الأمور المهمة التي ننشدها وندعو إليها فقد كان سلفنا الصالح وهم خيار الأمة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم رجال الميدان وهم في مقدم العسكر وهم المنازل للعدو مع الدين والتقوى فكانوا أسودا بالنهار رهبانا بالليل.
وقال سماحته: إن الجندي المسلم يتميز بأمور منها أنه ذو طابع ديني محافظ على الصلوات وملتزم بالواجبات ومتأدب بالآداب الشرعية واقف عند الحدود كما يتميز الجندي المسلم بحفظه للأمانة الملقاة على عاتقه في حفظ سر مهنته وتميز بانضباطه في الوقت وانضباطه في أداء العمل وإخلاصه لله في عمله ويتميز بتقواه لربه ومنفعته للآخرين هذا الجندي المسلم أي ثغر وضع وفيه فانه العامل النافع وأي ميدان نزل فيه فإنه الجندي المكافح لكنه خاضع لأحكام دينه منفذ للأوامر التي تصدر إليه من قادته.
وأكد سماحة المفتي العام للمملكة أنه يجب على الجندي المسلم أن يكون مخلصا لدينه ثم مخلصا لهذا البلد لان إخلاصه لبلده من تعاليم دينه الذي يفرض عليه حفظ البلد وأمنها وإذا أهمل الجندي المسلم وظيفته أو تساهل فيها أو استخف بها فان ذلك نقص عليه وعلى أمنه.
وأشار سماحته الى أننا في زمن تكاثرت فيه وسائل الإعلام وانتشرت فيه القنوات الفضائية وبثت علينا كل ما تحمله من خير وشر ولا يسع المسلم حيال هذه الأمور إلا أن يتمسك بدينه قبل كل شيء ويزن كل الأمور الواردة عليه بميزان العدل فما رأى منها ما يوافق الشرع قبله وما يراه مخالفا للشرع رده وعطله. وشدد سماحته على أن الجندي المسلم مسؤول عن أمن هذه الأمة على قدر منصبه وكلما علت مرتبته عظمت مسؤوليته وطلب منه العطاء على قدر تلك المرتبة التي وصل اليها.
ورأى سماحته أن التحلي بالتقوى والصدق وأداء الأمانة والتحلي بالإخلاص زينة الجندي المسلم تميزه عن سائر جنود الأرض كما قال الله تعالى «الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا».
وأكد أن الجندي المسلم في هذا البلد أخذ على عاتقه الدفاع عن الدين والدفاع عن الحرمين الشريفين والدفاع عن قيادة مسلمة له دور فعال في نصرة هذا الدين وطمأنينة هذا البلد واستقراره واستمرار أمنه ونعمته وان قيادة هذه البلاد قيادة رشيدة حكيمة بتوفيق الله لها أدت جهدا كبيرا ولا تزال جهودها متواصلة دفاعا عن الأمة والمقدسات. وفي ختام كلمته أوصى سماحة المفتي العام أبناءه الضباط بتقوى الله والتزود بالعلم الشرعي والتثقف بالثقافة الدينية والبعد عن أي مؤثرات سيئة وعن الأخلاق الرذيلة وإن الجندي المسلم يجب أن ينأى بنفسه عن رذائل الأخلاق والأعمال لأنه جندي في سبيل الله يجب عليه أن يسير الى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال وإلى كل خير بعبادته لله والمحافظة على الصلاة والتزامه بالواجبات وبعده عن المحرمات. وأجاب سماحته في نهاية المقابلة على أسئلة الضباط الذين أبدوا سعادتهم بلقاء سماحة المفتي العام والاستماع إلى توجيهاته القيمة. ثم قدمت إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة لكل ضابط مجموعة من مطبوعات الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء.
|