* حاوره: محمد العيدروس:
أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الباكستان الأستاذ علي عواض عسيري.. أنه لن يتم استقبال أي حاج أفغاني إلا من خلال اعتماده من وزارة الحج الأفغانية وليس عن طريق آخر.
وقال في حوار هاتفي أجرته «الجزيرة» معه من مقر إقامته في إسلام أباد يوم أمس.. إن السفارة قد تلقت 34 بلاغاً من أسر سعودية بفقدان أبناء لها في أفغانستان مشيراً إلى أنه لا يمكن التكهن بمواقعهم وهل هم أحياء أم ميتون.
وأشار السفير عسيري إلي أن سفارة المملكة في إسلام أباد لم تتلق أي بلاغ بايقاف مواطن سعودي في الباكستان. وقال إن وزير الداخلية الباكستاني نفى جملة وتفصيلاً أياً من التقارير والأنباء التي تتحدث عن ذلك.
وتطرق السفير السعودي في إسلام أباد إلى ما يقال حول وجود عائلات سعودية في كابل وفي مناطق حدودية.وقال: «سمعنا عن ذلك.. ونحن على اتصال بالحكومة الأفغانية لمعرفة ذلك والتحقق منه» وفيما يلي نص الحوار.
* ترددت أنباء عن وجود مفقودين سعوديين داخل أفغانستان.. هل تلقيتم فعلاً اتصالات من عائلات تبحث عن مفقودين لها؟
نعم.. تلقينا العديد من الاتصالات من عائلات داخل المملكة تبحث وتسأل عن أبناء لها وقد أولينا في السفارة هذا الموضوع جل اهتمامنا وعنايتنا وتم تخصيص أكثر من موظف لرصد جميع الأسماء المفقودة والإجابة على استفسارات من يتصل عبر هواتف وفاكسات تم تخصيصها لهذا الغرض.
المشكلة التي تواجهنا بصدق في وضع كهذا، أننا لا نعرف هل هؤلاء أحياء أم متوفون، ومعظمهم لا يحملون هويات وحتى أسماء الكثيرين منهم غير صحيحة ومن الصعب للغاية تحديد مواقعهم أو معرفة مصيرهم.
ولك أن تعرف أنه حتى الجهات الأمنية داخل أفغانستان تشير لهم على أنهم أفغان عرب فقط.. ولا أحد يعرف أو يفرق بين السعودي أو المصري أو اليمني أو الجزائري هناك سعوديون أحياء داخل أفغانستان ولكننا لا نستطيع حصر أعدادهم، ونسعى بكل جهدنا في اتصالات مستمرة مع الحكومة الأفغانية لتحديد مواقعهم وأوضاعهم بعد أن نتأكد من هواياتهم أولاً.
تلقينا اتصالات واستفسارات حول 34 سعودياً وفق معلومات دقيقة ولكن أين هم وما هي أوضاعهم.. لا أحد يعلم.
* سعادة السفير.. هل يمكن القول أن الوضع مقلق فعلاً في الباكستان وهل الذي يرغب الذهاب لهناك لعمل أو دراسة أو خلافه محل اشتباه؟
اطلاقاً.. الوضع الأمني ممتاز للغاية في الباكستان وليس هناك ما يدعو للخوف أو الريبة.
وهنا أيضاً العديد من السعوديين كطلاب وزملاء وموظفي أغاثة من الهلال الأحمر وصحفيين ومندوبي قطاعات حكومية في مهام متعلقة بالحج.
استطيع كسفير للمملكة العربية السعودية التأكيد أن الوضع في أجمل صورة والمواطن السعودي مكرم ومعزز أينما ذهب وتوجه.
* حسناً.. وهم يتم ابلاغكم كسفارة عن حدوث أي توقيف أو اعتقال لمواطن سعودي في أفغانستان أو الباكستان؟
إذا جرى التوقيف في الباكستان يتم تبليغنا، وهذا عرف دبلوماسي بين الدول.. فإذا تم توقيف أحد رعايا أي دولة يتم ابلاغ سفارته بذلك.
لعلك سمعت عن تقارير صحفية هنا وهناك تتناقض وتتحدث عن اعتقال وايقاف سعوديين، وهذه جمعيها غير صحيحة.
سبق والتقيت بوزير الداخلية الباكستاني وأكد لي شخصياً عدم وجود سجين سعودي في الباكستان.
أما عن الوضع في أفغانستان.. فالأوضاع لم تستقر حتى الآن.. والأفغان أنفسهم لا يعرفون مصيرهم.. ومن يعتقلهم ومن يوقفهم. وفي وضع كهذا يصعب رصد أي مواطن يتم ايقافه وما هي ملابسات ذلك ولماذا قدم وماذا كان يعمل وغير ذلك!
* وهل ما يقال.. سعادة السفير.. عن وجود عائلات سعودية (أطفال ونساء) داخل أفغانستان ومناطق حدودية بعد أن فقدن من يعولهن.. صحيح؟!
سمعنا بذلك، ونحن على اتصال بالحكومة الأفغانية لمعرفة ذلك والتحقق منه.
وهؤلاء قد يكونوا بحوزة رجال القبائل وقد لا تتمكن الحكومة الأفغانية نفسها من الوصول لهم، نظراً لما تشهده أفغانستان من عدم استقرار حتى الآن.
* برزت حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كحركة إصلاحية، إلا أنها تحولت عبر الساحة الأفغانية إلى العالمية كحركة أسيىء فهمها.. ما هو دور السفارات السعودية التثقيفية في اعتقادكم؟
للسفارات في دول العالم مهام عديدة، أهمها توضيح الحقائق واثباتها وعكس الصورة الحقيقية للبلدان التي تمثلها.
أما فيما يتعلق بحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهي حركة إصلاحية وليست مذهبا.
ومن الخطأ تسميتها كمذهب.
دورنا كسفارة هو تصحيح هذه الصورة الخاطئة، ونعتقد أن لوزارة الشؤون الإسلامية والدعاة الدور الأهم في ذلك.
* دعني اسألك سعادة السفير.. هل استقبلتم في السفارة أياً من الشباب السعودي المتواجد في أفغانستان.. يأتي للإبلاغ عن شخصيته (طوعاً)؟!
أبداً.. لم يأتنا أحد، نحن الذين نحرص على أن نذهب إليهم ونبحث عنهم.
وإذا وجدنا أياً منهم نطلب منه تصحيح وضعه..
استقبلنا أشخاصاً سعوديين منهم رجال أعمال ومرضى كانوا يتلقون العلاج وتم تسهيل مغادرتهم للمملكة.
* حسناً.. وإذا شعرتم بشكوك معينة تجاه وضعية أي منهم؟؟
نحن نحاول تسوية أوضاعهم أولاً وإذا كانت هناك أي مطالبات حولهم، فالباكستان دولة ولها قوانيها والحمد لله فالسفارة لم تمر بهذه التجربة، ويبقى دورنا توجيهياً وارشادياً.
* متى سيتم فتح السفارة السعودية في أفغانستان؟
تعلمون أن التوجيهات الكريمة قد صدرت باقامة علاقات مع أفغانستان والترتيبات قائمة لذلك.
* وهل وضعتم ترتيبات معينة للحجاج الأفغان؟
هناك ترتيبات لاستقبال قرابة ال15 ألف حاج وأوضاع الحجاج الأفغان تحظى بأولوياتنا في السفارة حالياً ونحن على اتصال وتشاور مع الحكومة الأفغانية لترتيب أوضاعهم وتم الاتفاق مع وزير الحج الأفغاني على أنه لن يتم استقبال أي حاج أفغاني إلا عن طريق اعتماد وزارة الحج الأفغانية ولن يتم أيضاً استقبال أي حاج أفغاني من داخل الباكستان.
وقد غادر المملكة وفد من وزارة الحج الأفغانية للتباحث حول أمور الحج مع المسؤولين في المملكة.
المملكة ولله الحمد كانت ولا زالت مصدر خير ودعم للأفغان ولم تتخل يوماً من الأيام عن الوقوف إلى جانب هذا الشعب وهم يقدرون للمملكة وقيادتها هذه المواقف الإسلامية الأصيلة.
| 