Wednesday 6th February,200210723العددالاربعاء 23 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القوات الأمريكية في الفلبين بين تشابك المصالح والحرب ضد الإرهاب
باسيلان بين مخالب واشنطن وأنامل مانيلا

  * القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن:
بوصول القوات الامريكية الى الفلبين ضد جماعة ابو سياف، تكون الاسئلة مطروحة حول سيناريوهات الحرب الامريكية ضد الارهاب ومحطاتها المقبلة حول العالم، ، صحيح ان الهدف المعلن للادارة الامريكية هو مساعدة الفلبين في محاربة ابو سياف الا ان ذلك لاينفي وجود اهداف امريكية لم تعلن، وربما لاتعلن حول طبيعة مسار وجودها في الفلبين وسيناريوهاته المحتملة لخدمة المصالح الامريكية، فما هي سيناريوهات الحرب ضد الارهاب في الفلبين، وماذا عن مدى تزايد القوات العسكرية الامريكية هناك؟ وماهي حسابات واشنطن على تخوم روسيا والصين؟
ابو سياف
تستقر جماعة ابو سياف المسلمة في جزيرة باسيلان جنوب مانيلا العاصمة الفلبينية، ويقدر تعدادها بنحو الف مقاتل، قامت بعدة اعمال عنف وشغب طوال السنوات الماضية، كان آخرها منذ تسعة اشهر حيث احتجزت رهينتين امريكيتين وثالثه فلبينية، ونتيجة لذلك نشرت الحكومة الفلبينية خمسة الاف مقاتل في محاولة لتصدي لتلك الجماعة، ولكن فشلت ومازالت جماعة ابو سياف تسيطر على جزيرة باسيلان التي يقطنها اغلبية مسلمة،
كان بداية عداء ابو سياف للحكومة قد بدأ في اعقاب تخلي القوات الامريكية نهائياً عن قواعدها العسكرية في الفلبين عام 1992م، وقد واكب ذلك تزايد لاعمال العنف بين الحكومة والجماعات المحلية الاخرى غير ابو سياف، مثل جماعة نور مسيواري حاكم جزيرة ميندنا السابق، الذي ابرم مصالحة عام 1996م مع الحكومة الفلبينية للتخلي عن العنف، لكن سقطت تلك المصالحة قبل اسابيع قليلة، مع دخول القوات الامريكية مؤخراً للبلاد، وعادت الصراعات تدور من جديد في جزيرة ميندنا وجزيرة جولو المجاورة، بعد ان عرفتا طعم السلام لعدة سنوات، هذا بجانب ظهور متمردين باسم جماعة «الجيش الشعبي الجديد» الشيوعية المتمركزة في لوزون الجبلية شمال البلاد، والتي تعارض الانزال الامريكي للجزيرة، الامر الذي خلق غضبا شعبيا ضد الحكومة،
مانيلا وواشنطن
كانت الفلبين مستعمرة امريكية منذ عام 1898، حتى عام 1947 عندما خرج الامريكان، ولكن ظلت بعض القواعد العسكرية في الجزر الفلبينية، مقابل مبلغ كانت تتقاضاه الحكومة الفلبينية سنويا حتى عام 1991م، حيث صدر قرار بانهاء تأجير الولايات المتحدة للقواعد العسكرية في تلك الجزيرة، وبعد اعلان امريكا حربها على الارهاب، وافقت الحكومة الفلبينية بقبول دعم واشنطن لها في حربها ضد جماعة ابو سياف، واعلن مجلس الامن القومي الفلبيني موافقته على الانتشار الامريكي، واعلنت مانيلا ان الهدف هو تدريب القوات الفلبينية وتقديم الدعم الفني والاستشاري لمحاربة الارهاب، الامر الذي يراه البعض انه ليس اكثر من غطاء رسمي يلزم اللجوء اليه، بسبب الحساسية التي تقترن بوجود قوات تشارك في معارك ضد افراد او جماعات محلية، حيث يحظر الدستور الفلبيني تواجد قوات اجنبية في البلاد مالم يكن ذلك لاغراض التدريب، وهو ما اعلنته الحكومة في ظل الغضب الشعبي الشديد،
وتأتي موافقة حكومة مانيلا على وجود تلك القوات ضمن تعاون عسكري مع واشنطن في اعقاب خروج الولايات المتحدة من قواعدها العسكرية في الفلبين منذ عام 1992م،
ويرى بعض المراقبين انه في ظل وجود القوات الامريكية على ارض الجزيرة، سوف يضيف منعطفاً جديداً في علاقة الحكومة بالشارع الفلبيني الذي بدأ غاضباً منذ نزول اول جندي امريكي في مانيلا فقد ثارت بعض الجماعات المحلية في الشمال والجنوب فاتهمت الحكومة بالخيانة وبدأت اعمال العنف التي كان آخرها محاولة اسقاط طائرة امريكية كانت تحلق فوق منطقة لوزون في شمال البلاد، الامر الذي قد تخسر الحكومة خلاله التأييد الشعبي، خاصة اذا ثبت فعلاً اشتراك القوات الامريكية في حربها ضد ابو سياف او اي جماعات محلية اخرى، وهو مايهدد وحدة الفلبين باعتبارها مجموعة من الجزر منفصلة عن بعضها، الامر الذي قد يجعلها معرضة للانقسام او الحروب الاهلية في اعقاب خروج القوات الامريكية منها،
وفي النهاية تشير الاحداث الى ان حرب امريكا ضد الارهاب ستمتد وتطول العديد من الدول الامر الذي يفرض على الدول العربية حشد امكانياتها السياسية والدبلوماسية لصد هجوم محتمل في مراحل لاحقة على اي دولة عربية، وتحديد استراتيجية عربية واحدة تجاه حرب امريكا على الارهاب،

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved