* واشنطن كابول الوكالات :
قال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يوم الاثنين إن القوات الأمريكية ربما قتلت قوات أفغانية «صديقة» في غارة شمالي قندهار الشهر الماضي لكنه رفض التعقيب على انباء ان القوات الامريكية اعتذرت بالفعل ودفعت تعويضا.
وقال في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة مازالت تتحرى الامر لمعرفة.. هل قتل الجنود الأمريكيون نحو 15 من أنصار الحكومة الجديدة في كابول في الغارة وليس مقاتلين من تنظيم القاعدة أو حركة طالبان كما زعم الجيش في بادىء الامر؟.
وقال رامسفيلد «التحقيق لم يكتمل بعد».
ويشرف على التحقيق الجنرال تومي فرانكس رئيس القيادة المركزية الأمريكية المسؤول عن الحملة العسكرية في أفغانستان.
واستدرك رامسفيلد بقوله انه من المحتمل ان هجوم القوات الأمريكية على مجمعين في 24 من يناير كانون الثاني نتج عنه «لسوء الحظ قتل أو جرح بعض الافراد ربما كانوا أصدقاء لنا».وقالت تقارير اعلامية أمريكية من المنطقة في الايام الاخيرة ان الجنود الامريكيين عادوا الى المنطقة ووزعوا تعويضات قدرها ألف دولار لعائلة كل من قتل من المقاتلين المعادين لطالبان.واعترف رامسفيلد ان رئيس الحكومة المؤقتة لافغانستان حامد قرضاي آثار مسألة التعويض خلال زيارته لواشنطن الاسبوع الماضي لكنه قال انه لا علم له بأي تعويضات دفعت.ورفض ايضا التعقيب على أنباء ان الجنود الامريكيين اعتذروا للسكان المحليين لكنه قال انه يأمل ان القوات الأمريكية «ستعرب عن الاعتذار» اذا تبين ان الغارة على المجمعين كانت خطأ.وكانت شبكة التلفزيون «اي بي سي» نقلت مساء الاثنين ان ألف دولار دفعت كتعويض لكل عائلة قتيل سقط خطأ بنيران القوات الأمريكية. وكان مسؤولون محليون وقرويون قالوا انه لا أحد ممن قتل ينتمي الى شبكة القاعدة أو حكومة طالبان المخلوعة.
وقالوا ان من بين القتلى انصار لقرضاي كانوا يحرسون أسلحة تم الاستيلاء عليها من مقاتلي طالبان.
وكان البنتاجون نفي في بادىء الامر ان قوات معادية لطالبان قتلت في الغارة.وفي كابول أفاد صحافي من وكالة فرانس برس ان رئيس الحكومة الافغانية الانتقالية حميد قرضاي رفع بنفسه أمس الثلاثاء فوق القصر الرئاسي في كابول العلم الافغاني الجديد. الاسود والاحمر والاخضر ودعا مواطنيه الى التعاضد لإعادة اعمار البلاد.وقال الزعيم الافغاني الجديد قبل ان يرفع العلم فوق القصر الرئاسي للمرة الاولى منذ تسلم الحكومة الانتقالية مهامها في 22 كانون الاول/ديسمبر «ان هذا اليوم بداية عهد جديد للبلاد» معربا عن الامل «في ان تنعم بلادي بالسلام الدائم».وأضاف «لقد واجهنا نحن الشعب الافغاني الكثير من المشاكل وعلينا ابتداء من اليوم ان نشبك الايدي في إشارة أخوية لإعادة اعمار بلدنا».والعلم الافغاني هو الذي اعتمده دستور البلاد عام 1964 بعد قيام الملكية البرلمانية في عهد الملك ظاهر شاه وقررت الحكومة الافغانية الانتقالية التي تشكلت اثر انهيار نظام طالبان العودة اليه. وكتب على العلم «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
ويحل هذا العلم محل العلم الذي كان قد تبناه الرئيس برهان الدين رباني في بداية التسعينات والمتكون من الاسود والابيض والاخضر وهو العلم الوحيدالذي كان معترفا به في الأمم المتحدة.وتنص اتفاقات مؤتمر بون بين الفصائل الافغانية المبرمة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر على ان تعمل الادارة الجديدة المؤقتة طبقا لدستور 1964 الذي كان ساريا في عهد الملك ظاهر شاه (1933 1973) باستثناء البنود المتعلقة بالملكية وكذلك القانون المدني والجزائي الذي كان قائما في عهد رئاسة محمد داوود (1973 1978) الذي أطاح بابن عمه وأسس الجمهورية الافغانية.
على صعيد آخر أعرب الرجل القوي للهزارا جات كريم خليلي زعيم حزب الوحدة الشيعي الافغاني الموالي لايران عن تحفظات إزاء المواقف الايرانية الاخيرة في الوقت الذي تتهم فيه واشنطن طهران بمساعدة اعضاء حركة طالبان وتنظيم القاعدة على الفرار الى ايران.
وقال خليلي في حديث مع وكالة فرانس برس «ان ايران تعارض سياسيا حرب الأمريكيين ضد القاعدة وطالبان ونحن نقف الى جانب الأمريكيين في هذه الحملة وهذا يدل على أننا لسنا على رأي واحد مع ايران».
وأضاف «ان ايران لا تقيم علاقات خاصة معنا (والهزارا من الشيعة كالايرانيين) ولدينا علاقات مع ايران شبيهة بالعلاقات التي نقيمها مع جميع البلدان على غرار ما تفعل الحكومة الانتقالية. فنحن اعضاء في هذه الحكومة (التي تضم ستة من الهزارا) ونعمل بأوامرها».
واتهم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الاحد ايران بمساعدة الطالبان الافغان واعضاء القاعدة على الفرار الى ايران فيما اعرب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عن قلقه من وجود عسكريين ايرانيين في غرب البلاد.
ومعروف ان ايران دعمت حزب الوحدة خلال سنوات الحرب الطويلة التي مزقت افغانستان. وحتى عام 1998. قدمت ايران دعما اقتصاديا وعسكريا لباميان وبنتجناحا في مستشفى المدينة. كما اعلنت مصادر غربية.الى ذلك أفاد مصدر رسمي أفغاني ان وزير الدفاع البريطاني جيف هون التقى أمس الثلاثاء في كابول رئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد قرضاي وبحثا بشكل خاص مسائل امنية ومستقبل قوة السلام الدولية في أفغانستان.وكان هون وصل في وقت سابق الى كابول في زيارة لبضع ساعات قبل ان يتوجه الى باكستان حسب ما أفاد الكولونيل ريتشارد ايتون المتحدث باسم قوة السلام الدولية في أفغانستان (ايساف).وكان قرضاي طلب خلال زيارته الاسبوع الماضي الى لندن من رئيس الوزراءالبريطاني توني بلير زيادة عدد القوة الدولية وتوسيع مهمتها لتشمل مجمل افغانستان بدلا من كابول فقط كما هو حاصل اليوم.وتعمل القوة الدولية حاليا تحت قيادة بريطانية في مهمة من ثلاثة أشهروسيصل عددها في منتصف الشهر الجاري الى 4500 رجل بينهم 1800 بريطاني.
وكان هون صرح الشهر الماضي ان عدد الجنود البريطانيين المشاركين في القوة الدولية «سيخفض بشكل كبير» بعد ان تنقل بريطانيا قيادة القوة الى دولة أخرى يرجح ان تكون تركيا.والتقى الوزير البريطاني قرضاي في القصر الرئاسي بعد انتهاء الأخير من رفع العلم الأفغاني الجديد فوق القصر الرئاسي.
|