Wednesday 6th February,200210723العددالاربعاء 23 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مُعَلَّقةٌ في هوى الانكسار..!
إبراهيم عبدالرحمن التركي

(1)
** أنتَ في صمتِك مرغم
أنت في صبرك مُكْره
فتكلم... وتألَّمْ
وتعلَّمْ كيف تكرهْ
كامل الشناوي
***
** أنا لم أمت.. أنا لم أزلْ
أدعوك من خلف الجراح
معين بسيسو
***
لنصنعْ مثل «سارتر» الذي عدّ «فلوبير» و«غونكور» مسؤولَيْن عن حركة القمع التي تبعت حكومة «الكومون» لأنهما لم يكتبا سطراً للحيولة دونها.
عبدالله عبدالجبار
(2)
** رمى فَرَمَتْه العادياتُ سعيرا
وأمسى لترديدِ القصيدِ سَميرا..
كذا كان عصفُ الريح في هدأةِ الدجى
لتجمع كيلاً حالكاً.. وزئيرا
وتسألَ مسلوبَ الإرادةِ عن جوىً
مُسَطرُه كأسُ الغوايةِ نورا
فيرنُو للون الشمس في أُفْقِ سادرٍ
ويرسمُ إشراقَ العدالةِ زورا
ويحيا «مَضيعاً» ما افتراهُ معزّراً
فيبنيَ من دون التحرُّرِ سورا
ويشرب «صادٍ» من سرابٍ «معتَّقٍ»
ويشقى «أسيرٌ» بائساً وكسيرا
(3/1)
** في كتابه (الاستشراق) ـ الصادر عام 1978م ـ أشار (إدوارد سعيد) إلى أن العالم العربي يمثِّل تابعاً «فكريّاً»، و«سياسيّاً» و«ثقافيّاً» للولايات المتحدة..!
** لا جديدَ في قوله لو لم يُضف: «إن هذه العلاقة لا تبعثُ على الأسى بحدِّ ذاتها، ولكن الشكل المحدد الذي تتخذه علاقة التبعيَّة هذه هو الذي يبعثُ على الأسى...».
** لا جديدَ كذلك إلا الأسفُ «المكثَّف» للدور «الخانع» الذي ارتضتْه «الأمة» وبرَّر له «الفكر»، ولم يتجاوز ما أشار إليه أحد أرقامِ «السياسة العربيَّة» في تصريحٍٍ له (أواخر شهر يناير «كانون الثاني» 2002م)، وأكد فيه أن لا أملَ للعرب إلا «بالتوسل» للولايات المتحدة لحلِّ مشكلاتهم مع «يهود».
(3/2)
** هو «واحدٌ» لكنه «رقم»، وهنا تتضاعف «المأساة والملهاة»، حين يتفقُ على «الرؤية» المستكينة «رقمان» مهمان، يُؤطر أولهما «المسار» ويصنعُ ثانيهما «القرار»..
** ويبقى الطرفُ الثالث «المسكين» وهو الإنسانُ العربي البسيط الذي لن تأذن له «إمكاناتُه»، كما لن ترتقي به «مكانتُه» لأنه يتجاوزَ دور «المتحرِّك» الموجّه ضِمْنَ بقية أفراد «القطيع»..!
** لا بأس «بالتبعيَّة»، ولا وسيلةَ إلا «بالتوسُّل»، وبعدهما لا معنى لبحثٍ «الضحيَّة» عن «مخرج» داخل نفقِ «الجلاّد».
** وإذن فهي «ثلاثيةٌ» يتداخَلُ فيها «منتجُ الأفكار» مع «متخذ القرار» لرسمِ مستقبل المكبَّلين «خلف الأسوار»..!
إنها لعبة «الكبار» « بالصغار»..!
***
(4)
** يُطلق «ونستون تشرشل» على «أفَّاكي» السياسة: «جهلة» لأنهم لا يعلمون جزءاً مهماً من «الحقيقة»، وكان يرى الحقيقةَ درةً غاليةً يلزمُها جيشٌ من الأكاذيب لحراستها والدفاع عنها..!!
** هكذا رأى أحد عُتاة «المحتلّين» في أوجِ جبروته، ومثله عرَّف «ديغول» «الخونة» بأنهم من فاتهم التعلق بالوطن..!
** في اللعبة «العالمية» يعشقُ «الكبارُ» تحطيم «الصغار»، ويلذُّ لأولاء «المستضعفين» التسابق في «الإنجاب» «لتفريخ» «لُعبٍ» أخرى حتى لا يبقى «السادةُ» دون «عبيد»، ولكيلا تخلو الساحة من «أحجار» يدحرجُها «الأقوياء» وسط تصفيق «المقهورين»، و«المسحوقين»، و«الأغبياء»..!
** أما «الحقيقة»، وأما «الوطن» فشعاراتٌ تُعوِّض «المغلوبين» حين ينشغل «الكبار» بألعابهم فيجدون هاتين «المفردتين» منطلقاً لجدلٍ وتلاعبٍ وعبثٍ..!!
** يشتركُ الجميعُ في اللعب، ويزهو الجميعُ بالانتصار، وتتوهم النتيجة «تعادلاً» أو «سجالاً» وتُواجهها «فعلاً» تعقُّلٌ في مقابل «صوتٍ» يستجدي، و«محترفٍ» يعتدي وأمامه «ظهرٌ» عارٍ و«إرادةٌ» غائبةٌ!
** سجّلوا النتيجة كما شاءها «اللاعبون»: تبعيةً «مطلقةً» فلا يزالُ فينا من يرى هذا الدور حقيقة مفروضة ـ كما السياسيّ ـ، أو «وطنية» معقولة ـ كما المفكِّر ـ، أو «مساراً» أحادي «التوجُّه» تساقُ اليه جوقة «الرعيّة»..!!
***
(5)
** نتجاوزُ «مشاعرهم» ويهتفون «لشعاراتنا»..! ونأبى «مشاركتهم»، ويقدرون «شراكتنا»..!! ونفترضُ أننا «الأعلى»، تسبقُنا «تهنئاتُهم»، وتستذكرنا «احتفاءاتُهم»، فكما «رمضان» عيدا «الفطر» و«الأضحى»، وموائد الإفطار، ومجاملة الكلمات حول «الإسلام» و«القرآن»، ونحسبُ أننا «رقمٌ» خاصٌ في المعادلة «العامة» مكتفين بأننا لا نُهنئهم، ولا نشاركُهم، فليكن «التميُّزُ» و«التفوق» قصراً على مَنْ تسعى إليه «الأقدامُ»، ولو كانت غايتُها «ركلة» و«طردة»..!!
** لهذا ـ ربما ـ مجَّدنا (ونمجِّدُ) «الكرة»، فنحنُ مثلها، تتقاذفنا الأرجلُ وسط ضجيج «الجمهرة»، ونسعدُ بالتصفيق ولو كان الهدفُ «تسللاً»، و«الأهدافُ» مُباعة، و«الكأس» في مزادِ «النخاسة»!
** لا فرقَ بيننا وبين «الكرة» فنحن وهي «دائريون» لا تعرف لنا «وجهاً» أو «قفا»، «مُدارون» لم نتعوْد على السير بذواتنا، «مُدارون» لا نرومُ «وجهة» أو «توجهاً» ولا غرو بعدها إن سكنتنا «المدارات»، وأسكتنا «الدوار»..!!
(6)
** في مؤشراتِ «التبعيَّة» أن «ننقاد» و«لا نقود»، وفي «مرساتِها» تتوارى نزعات «التحرر» من القيودِ «الكولونياليَّة»، فرغم أنه زمن «الريادة» و«الاستقلال»، فإن الإيمان بذلك لا يتجاوزُ «عزفاً» منفرداً على أنغامِ «المبادىء» المعلنة من «السائد» «للمسود» بحقِّه المطلق في «السلام، العدل، التوازن، الأمن، الرخاء، الأرض، الدولة» وفقاً لاتفاقات التفاهم والحوار وإعلان حقوق الإنسان..!!
** يئِدُ هذه الصور من «يُعلِّقها» أو يغني لها، ولم يستطع الشارعُُ العربي «المسكين» الدخول إلى تناقضات «الساسةِ» و«السياسة»، فهو يسترجع ـ دون أن يفسِّر ـ الأسباب التي تدعوه إلى مناوءة الخطاب «المعولم» فهو من تبنى «دولة يهود»، وهو من دعمها بلا حدود، وهو من أقام الجسور «الجويَّة» والقواعد «الأرضية» في حرب 67 و73، ولم يختلف في نظر هذا الشارع البسيط شكل «جونسن» عن «نيكسن»، و«فورد» عن «ريغن»، و«كلنتن» عن «الأب» أو «الابن»، ولم يجدْ تبريراً أمامه سوى معادلةِ «السيّد المتسلط» للتابع «الغريب» وردد ـ دون أن يتردد ـ رفضه للفكر «التسويغيّ» الذي يتحدث عن «الشراكة» وينسى «العبوديَّة»، ويرسمُ «التحالف» ويتجاهلُ «العمالة»، ويُحيل «الحلم» إلى «يباب»، في دور جديدٍ يلعبُه «العقلُ المعتقل»..!!
***
(7 )
** في عام 1960م ألقى المفكر الإسلامي(مالك بن نبي) محاضرة في «حلب» بسوريا تحدث فيها عن تبدل علاقات الاستعمار بحيث حلت محلّها «القابليّة للاستعمار»، ولم يغيِّر «نصفُ قرن» من لوْن هذه الصُّورة، ولم يأذن الزمنُ سوى بتكريس الوضعِ المتردي في استمرار «ثنائية» السيَّد والمسود، والقوي والضعيف، وهي ما وصفها بالحوار بين «متحضر» دون مستوى الإنسانية «الأخلاقي» و«متخلف» دون مستوى الحضارة «الاجتماعي».
** لذا لم يحقق إنساننا (من جاكرتا إلى طنجة) «وضعاً عاماً يتفق مع الشروط الفنية التي من شأنها أن تخوله الضمانات الاجتماعية التي يتمتع بها إنسان المحور الشمالي فيتغير بذلك وضع الحياة البشرية «لدينا» وتتغير معه كل القيم الحضارية، وينتج بالتالي تغيير كلي في طبيعة العلاقات ذاتها بين المحورين..
(تأملات، مالك بن نبي ط/ الرابعة 1979 ص 114، 115).
***
(8)
** يروي مفكرنا مالك بن نبي ـ في كتابه السابق ـ عن (رويد يارد كبلنج ـ شاعر النزعة الاستعمارية والتفرقة العنصرية ـ) أنه لم يتصور أن قرداً يستر عورته بقطعة من قماش سيصعدُ يوماً درجات السلم المرمري الأربعين الموجود في مدخل قصر نائب جلالة ملك إنجلترا في «نيودلهي» ليطالب بحقوقه..!
** كان يُشير إلى «... غاندي»، وهو مثل في زمن، و«مانديلا» مثل آخر في زمن، وسواهما أمثلة أخرى في أزمان متفاوتة ممن رفضوا «الإقامة» الدائمة في مدار «الجنوب» «المتخلف» «المستكين» «المفتقر» إلى فضلات «الشمال» «القادر»، «القاهر»، «المسيطر» «المتصدر»..!
** ويبدو أن كمَّ السنين لم يغيّرْ مفهومَ الالتجاء إلى «الكفيل» الشمالي بمنطق «السياسة» مما يهون أمام منطق «الفكر» المرجف المؤسف..!
***
(9)
** سنظُّل ننظر لمفهوم «الخلاص» دون أن تتواكب معه فضيلةُ «الإخلاص»..! وسيأتي ـ بعد السنين ـ مَنْ يأسى لأن لغةَ «الاستقلال» لم تتبلور في واقعٍ «مُعاشٍ» وإنما في «أوراق» و«أعلام» و«بروتوكولات»، ولأن «الأمة» لم تنفلت ـ بعدُ ـ مِنْ مرض «القابلية للاستعمار».. وهو ـ كما سيرى جيل الغد ـ مرض مزمن ينقلُه «الأجداد» «للأحفاد»..!
** «الجنوب» لا يتحرك «شمالاً»..!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved