Wednesday 6th February,200210723العددالاربعاء 23 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة لم يحملها البريد
المرأة الفلسطينية وكرنفال الاستشهاد
وسيلة محمود الحلبي

ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدد المتوجهين للاستشارة النفسية من الإسرائيليين سجل ارتفاعاً بعشرة آلاف حالة خلال العام الماضي بسبب الذعر الموجود بين صفوفهم، ولسبب ضعف الحالة الاقتصادية.. هذا ما أكدته الجمعية الإسرائيلية (عيرات) حيث أكد مديرها (ديفيد كورن) أن عدد المتوجهين لطلب المساعدة يزداد بعد كل عملية تفجير خاصة بعد المنطقة القريبة من موقع حدوث العملية.
وأشار ديفيد كورن أن الأمهات الإسرائيليات يعبرن عن خوفهن على أولادهن الذين يذهبون للمدرسة دون مرافق.
هذا رائع أليس كذلك؟
وذكرت مصادر أخرى أن العمليات الفدائية الاستشهادية التي تقع في العمق الإسرائيلي التي استهدفت حافلات النقل العام أدت إلى عزوف الإسرائيليين عن ركوبها حيث اتجهوا إلى القطارات حيث سجل عدد مستخدمي القطارات ارتفاعاً ملحوظاً بلغ عام 2001م (15) مليون راكب أي بزيادة بلغت 19% عما كانت عليه عام 2000م.
وسجل أكبر عدد للركاب في خط بئر السبع حيث وصل عدد مستخدمي هذا الخط 1.7 ملايين راكب ويشكل ذلك ارتفاعاً بنسبة 125% مقارنة مع عام 2000م. في حين بلغ عدد مستخدمي الخط الواصل بين اشدود وتل أبيب 2.5 ملايين راكب أي بارتفاع بلغت نسبته 33%.
وأشارت المصادر إلى أن عزوف الإسرائيليين عن ركوب الباصات أجبر العديد منها على إلغاء العديد من هذه الخطوط والتنازل عنها لصالح شركات أخرى نظراً لقلة عدد المسافرين على متنها ولاسيما الخطوط الموصلة بين حيفا وتل أبيب والقدس.
وهذا أروع أيضاً ولعل الذعر يجعلهم يهرعون إلى البحر لتأكلهم أسماك القرش أيضاً..
هذا الذعر الذي يدب في قلوب الصهاينة الأنذال من العمليات الاستشهادية الرائعة التي يقوم بها الأبطال الفلسطينيون ما هي شاهد على ضعف حجتهم في احتلال أرضنا المقدسة وشاهد على أن أهل الحق الأصليون لا يهابون الموت ولا يهابون قنابل الصهاينة ودباباتهم وجرافاتهم وطائراتهم وحصارهم وضربهم وبطشهم للأبرياء أصحاب الحق الشرعي في فلسطين، انظروا إلى هذا الذعر الذي دبَّ ويدب يومياً في قلوب الصهاينة الأوغاد..
عمليات استشهادية أخافتهم.. وجعلت الكثير منهم يفكر في الرحيل بعد أن كانوا يعتقدون أن شارون سيعطيهم الأمان النفسي، والأمان الاقتصادي، ولكن تبين لهم العكس.. فكيف يعطي الأمان مَنْ في دمه الإرهاب والحقد والقتل والدمار..؟!
وكيف يعطي الأمان من ينتهك حرمة المقدسات ويقتل الأطفال ويحرق الزرع ويهدم البيوت فوق الرؤوس الآمنة.
فأي أمان هذا لهم في بلد اغتصبوه، وعاثوا فيه الفساد؟ فليرحلوا مع الشيطان.. وليخافوا حتى الجنون والموت بإذن الله.
وستبقى تلك العمليات الاستشهادية نبراساً على رأس كل عربي، وثورة حتى النصر لا تنخمد، ولا تتقهقهر، ولا تقل.. بل ستزيد يوماً بعد يوم حتى النصر.. فها هي الشهيدة الفلسطينية وفاء إدريس تسجل صفحات من بطولة المرأة الفلسطينية وهي ما زالت في العقد الثالث
من عمرها في حين تفكر غيرها من النساء بالزواج والبيت والأسرة.. فهي فكرت في أنَّ لا حياة هانئة إلا بالنصر، ولا نصر إلا بالشهادة لنصرة الحق الفلسطيني. فقد سطرت وفاء إدريس أروع صور البطولة وأعطت الصهاينة درساً لا ينسوه بأن النساء هن شقائق الرجال.. وأن المرأة الفلسطينية تدافع عن أرضها وعرضها ومقدساتها وإسلامها حتى الشهادة، فقد أعطت شارون اللئيم والإرهابي الكبير ومصاص الدماء درساً لن ينساه طوال عمره المتبقي له بأن انتبه يا شارون ها هي المرأة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع الرجل في قضية الحق الفلسطيني.. فلن تخاف على نفسها بعد اليوم كما لم تخف على أبنائها واخوانها وزوجها حيث سبقوها إلى الاستشهاد والبطولة.. ولم تختبىء أبدا في حجر، كما يختبىء الفئران الصهيانية داخل حصونهم من رمية حجر فلسطيني من طفل بطل لأنهم يدركون تماماً (وهم جبناء) أن الحجر يعادل الصاروخ، وأن الحجر يعادل الدبابة وان الحجر يعادل المعدات الحربية الصهيونية بأكملها ويدركون (وهم البلهاء) أن الحجر وحامله على حق وهم ومعداتهم على باطل.. وانهم ينفذون أوامر شارونهم الفاسد دون اعتراض.
وجاءت الشهيدة وفاء إدريس لتصافح سناء محيدلي المناضلة التي نفذت عملية استشهادية جنوب لبنان وجاءت وفاء إدريس لتصافح المناضلة جميلة بو حريد التي حاربت الفرنسيين في الجزائر وجاءت وفاء إدريس لتعيد للذاكرة العربية تاريخها الحافل في الفداء والنضال والاستشهاد والانتصار..
وجاءت وفاء إدريس لتصافح أطفال فلسطين الشهداء الذين قتلهم شارون اللعين؛ محمد الدرة، وأشرف وبلال عبدالمنعم، وإيمان حجو، وعائشة، وفاطمة، وعمر، وخالد، وأمجد، وغيرهم كثيرون ممن اضاؤوا باستشهادهم تاريخ العرب والمسلمين..
وجاءت وفاء إدريس لتصافح (682) شهيداً وتلئم جراح (29) ألف جريح.
وجاءت وفاء إدريس لتعمر (6193) منزلاً هدمه رفاق شارون اللعين وجاءت لتزرع (400) ألف شجرة زيتون عوضاً عن التي حرمتها واقتلعتها يد الغدر البربرية الشارونية.
وجاءت وفاء إدريس لتعانق الأرض، وتصافح التراب الذكي، ولتريق دمها الطاهر على أرض فلسطين الغالية. ولتقتل شارون ومن وراءه بسهام تجعله كالمجنون يهرع إلى اجتماعاته المعهودة، وإصدار قراراته العشوائية والعدوانية المرجوجة، وليؤكد للعالم أجمع أنه أول وآخر إرهابي وقاتل وسفاح في العالم.
حقاً إن العمليات الاستشهادية في فلسطيننا الغالي وفي العمق الصهيوني المعتدي نبراس ووسام شرف يضعه الشهداء على صدر كل فلسطيني وكل عربي يرفع كلمة (لا إله إلا الله محمداً رسول الله) ويدافع عنها.
*وبعد:
فليدُبُّ الذُعر في قلوب الصهاينة
وليذوقوا مرارة الفقدان بقلوب دامية
وليتوهوا ثانية في سيناء الغالية
أبداً لن تخور قوانا
وسنمزق خططهم البالية
وسنزرع الزيتون والنخيل العالية
وستولد كل يوم وفاء إدريس ثانية
حتى نقهر شارون اللعين ابن الغانية
وتعود لنا فلسطين الغالية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved