العلاقات السياسية والاقتصادية السعودية الأمريكية علاقات كانت قوية واعتقد انها سوف تظل قوية اذا فهمت الولايات المتحدة الأمريكية الخصوصية السعودية في مختلف الحياة اما اذا تعاملوا مع المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول فإنهم لا محالة سوف يصطدمون بموقف قوي ثابت غير قابل للتحول ضد هذه الخصوصية والتي منها رفض المملكة العربية السعودية للهيمنة الصهيونية على فلسطين والمباركة الأمريكية للسياسة العدوانية للكيان الصهيوني على حساب المصالح الفلسطينية والعربية والإسلامية. هذه حقيقة لابد من ادراكها والتعامل معها كإحدى ركائز السياسة السعودية الثابتة منذ وحد بلادنا الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله الى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين. العلاقات السعودية الأمريكية كانت وينبغي أن تكون في الحاضر والمستقبل على تبادل المصالح والتعاون فيما فيه خير الشعبين السعودي والأمريكي وبالتالي خير الشعوب العربية والإسلامية ومن ثم الإنسانية.
إن حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء لصحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» جاء واضحاً وصادقاً ومعبراً عن الموقف السعودي العام بكل أطيافه فالمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً حريصة بقدر الحرص الأمريكي حكومة وشعبا بتقوية المصالح والعلاقات بين البلدين.
لقد مرت المملكة العربية السعودية في مرحلة من مراحل حياتها بهجوم إعلامي وسياسي شرسين من قبل بعض الدول العربية النافذة والمعسكر الشيوعي عندما كان الاتحاد السوفييتي في أوج قوته عبر الدول الحليفة له في الشرق الأوسط وكانت توصف في كل المحافل في هذه الدول بالرجعية وتعرضت لشرورها. نحن كشعب سعودي نعرفها وبالقطع الولايات المتحدة الأمريكية تعرفها وكان ذنب المملكة العربية السعودية الوحيد هو علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه الدول في الشرق الأوسط تعرف حق المعرفة وتدرك حق الادراك ان المواقف السعودية تجاه قضية فلسطين وقضايا الأمة العربية والإسلامية من النصاعة والقوة الداعمة لتكريس حقوق الأمة وردع المعتدين بالمال والإعلام والمواقف السياسية.
كان في امكان المملكة العربية السعودية ان تتوسع في علاقاتها السياسية والاقتصادية مع المعسكر الشرقي الى جانب علاقاتها القوية بالولايات المتحدة الامريكية وسوف تجد الترحيب الكامل من هذا المعسكر.. وسوف ترحب ابواقه في الشرق الأوسط ولكن لأن بلادنا بوجه واحد ترفض سياسة المزايدة والتلون ثبتت على موقفها تجاه المعسكر السوفييتي المندثر وأثبتت الايام ان هذا المعسكر لا يريد دولاً تحترم سيادتها ولكن يريد دولاً تسير في أذياله وبسقوطه سقطت رؤوس واستقلت دول وراحت تنضم للولايات المتحدة الأمريكية.
المملكة العربية السعودية في علاقاتها مع امريكا تحكمها خصوصيتها ومصالحها وعقيدتها ولا يمكن في حال من الاحوال التخلي عن هذه المحددات وتلك المرتكزات.
المملكة العربية السعودية كما قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كان واضحا عندما قال: كانت صداقة المملكة لأمريكا من القوة وفي وقت لم يكن يرغب فيها أكثرية الدول العربية.. ومع عمق هذه العلاقة فإن السياسة الخارجية الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني تجعل دولة بحجم المملكة العربية السعودية ترفض تأييد الصلف الأمريكي أو حتى السكوت عليه.
أما الإرهاب فهو مرفوض في كل الأديان وبلادنا هي أصدق الرافضين والارهاب لا جنس له ولا وطن فكما أن هناك ارهابيين عرباً ومسلمين فإن هناك أمريكيين واوروبيين إرهابيين وقد تعرضت المملكة العربية السعودية لعمليات أرهابية على أيدي سعوديين وأوروبيين كما أن أمريكا قد تعرضت للارهاب على أيدي أمريكيين أصوليين مثل الإرهابي تيموثي ماكفي الذي فجر مبنى المباحث الفيدرالية في أوكلاهوما وكذلك الجمرة الخبيثة التي تجمع التقارير الإعلامية أن صناعها وضحاياها من الأمريكيين فماذا يسمى هذا؟
أم أن الإرهاب الغربي والأمريكي حلال والإرهاب الذي يحدث من قبل قلة من العرب أو المسلمين حرام وشامل..؟!
ينبغي على أمريكا أن تعيد حساباتها تجاه الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي وأن توقف عجلة الاندفاع الأعمى الذي سوف يغرقها لا محالة فجنون القوة هي أخطر على أصحابها بالمطلق.
|