Thursday 31th January,200210717العددالخميس 17 ,ذو القعدة 1422

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الأعماق
الضحية!!
أحمد المطرودي

في كل منافسة يدخلها منتخبنا الأخضر يقع ضحية للإعلام وللتحليلات الرياضية غير المنطقية التي لا تعتمد على أساسيات مقننة وعلمية ومدروسة لكنها تحليلات إنشائية هدفها الإثارة وجذب أنظار الجماهير وتحقيق أكبر قدر ممكن من المتابعة وبالتالي تحقيق مكاسب مادية للقناة.
وجاءت تحليلات بعض الإعلامين للأسف الشديد لترضي رغبات وطلبات أصحاب هذه القنوات التي ينشدون الإثارة.
ولأن الكرة السعودية تحظى بالاهتمام والمتابعة الجماهيرية الكبيرة فقد كان الجمهور السعودي هو المطلب الأكبر لهذه القنوات في محاولات تنافسية لجذبه وجعله صديقاً مستمراً.. وهذا انجاز كبير تحققه القناة.. لأن أكثر المعلنين هم من المؤسسات والشركات السعودية ورجال الأعمال السعوديين.
كل تلك الأمور للأسف جاءت ضد الكرة السعودية وضد منتخبنا الأخضر وضد نجومه ومدربه الوطني.
فالإثارة في التحليلات قللت من انتصارات الأخضر.. وهضمت إبداعات المدرب الكبير ناصر الجوهر وانتقصت من الدور الكبير الذي يلعبه كابتن الفريق سامي الجابر.. كل هذه الأمور جاءت باسم«النقد الهادف» ولأنه نقد لم يبن على أساسيات علمية فقد جاء«ممجوجاً» وغير مهذب.. حتى في النقد لم يكن منطقياً.. ولم يستفد المنتخب من هذه الانتقادات التي لا يمكن أن نطلق عليها انتقاداً لأنها جاءت بصورة الهجوم بطريقة استفزازية.. فإذا كان هؤلاء يدّعون الحرص على مصلحة المنتخب.. فلماذا يتم التوجيه بهذه الطريقة؟! والغريب أن هؤلاء وباسم النقد هاجموا المنتخب دون أن يعرف أحد ما هي الأخطاء الفنية التي وقع فيها لاعبوه!!
وكذلك لم نعرف من هجومهم ما هي أخطاء المدرب.. وللأسف الشديد أن أفكارهم وتحليلاتهم أثّرت سلبياً على البطولة خاصة في الحضور الجماهيري الذي صدق أن منتخب بلاده لا يقدم المستويات الجيدة ففضل مشاهدته عبر التلفزيون..
ولو مارس هؤلاء النقد الهادف الحقيقي بمعناه الصحيح لأنصفوا المدرب ناصر الجوهر الذي تمكَّن من تجاوز النقص الكبير في صفوفه وكذلك تمكَّن من الزج بناشئين لهم مستقبل كبير.. لكنه للأسف لم يسلم من«المطرقة والسندان».. فهناك تحليلات تطالب بأن يعطي المدرب الفرصة للوجوه الصاعدة.. وعندما زج ب «المحمدي» في أول اللقاءات غضب هؤلاء ومارسوا هجومهم ضد الجوهر.. واستطاع المحمدي أن يثبت جدارته ويحقق مستويات جيدة أثبتت بعد نظر المدرب ناصر الجوهر..
للأسف تجاهل هؤلاء أصول النقد.. الذي يبنى على أساسيات منها ذكر السلبيات وتفنيدها وطرح الحلول لمعالجتها وتلافيها وليس فقط أن يذكر المحلل السلبيات ثم لا يساهم في إيجاد الحل.. فهذا لا يسمى«نقداً» بقدر ماهو «تصيّد» للأخطاء وهو أسلوب غير مفيد في المعالجة والتصحيح.. كما أن هناك أساسيات أخرى للنقد تقوم على كيفية المحافظة على الايجابيات وتدعيمها.. لكن ما حدث في هذه التحليلات جاء يسلِّط الضوء على السلبيات دون تدعيم هذه الآراء بحلول منطقية وعقلانية.. وبالتالي لم يعر ما يقولون نقداً.. بل هو تهجم وتصيّد للأخطاء فقط.
والغريب أن هؤلاء حينما كان الأخضر يحقق المستويات الجيدة ويخسر النتائج.. كانوا يطالبون بالنتائج.. دون النظر للمستويات ويؤكدون أن لا فائدة من المستويات طالما خسرنا النتجة.. وعندما حققنا النتائج.. طالب هؤلاء بالمستويات.. ونسوا القاعدة الشهيرة«اللي تكسبه.. إلعبه!!»
ولو كان المنتخب مثلاً يقدم المستويات ويخسر النتائج كما كان يحدث للمنتخب العماني.. لخرج هؤلاء ليقولوا نحن لا نريد المستويات بل نريد النتائج والتاريخ لا يعترف إلا بالنتائج فقط وتحقيق البطولات...
فالأخضر في مسابقات خليجية سابقة كان يحقق المستويات الرائعة لكنه كان يخرج بدون النتيجة ولهذا خسر المنتخب بطولات خلجية سابقة ولم تنفع المستويات.
كرة القدم أيها الإخوة هي الآن علم وقوانين وطرق وأساليب تدريبية مختلفة هدفها في المقام الأول تحقيق النتائج وليس تقديم المتعة للمشاهدين أو الحضور.. ولهذا لا بد أن يعي هؤلاء هذه النقطة حينما يوجهون انتقاداتهم للمنتخب.
الحيادية والمزاج!!
يبدو أن بعض رؤساء الأندية يعتقدون أن الكاتب الصحفي هو مجرد أداة يستفيدون منها للتطبيل والتضليل وعندما يقوم ذلك الصحفي بالكتابة عنهم وكيل المديح فإنهم لا يتفضلون بكلمة شكراً ولو من باب اللباقة والمجاملة والتقدير.. لا يفعلون ذلك لأنهم يرون أن ذلك شيء طبيعي أن يفعله الصحفي تجاهم.. وقد يدور في أذهانهم.. أن ذلك الصحفي له الفخر حينما يكتب عنهم!!
ولكن«ياويل» ذلك الصحفي حينما يكتب شيئاً لا يوافق مزاجهم ويعكس وجهة نظرهم ولا يأتي لمصالحهم ومصالح ناديهم.. فإنهم يثورون.. ويقذفون ذلك الصحفي بسيل جارف من التهم والأوصاف وغيرها.. متناسين للأسف الشديد كل الصفات الحسنة التي من الممكن أن تكون في ذلك الشخص.
للأسف هؤلاء النوعية من الرؤساء تعودوا من«الصغار» والمتملقين وممن يفتقد الكرامة وصدق الكلمة إلى أن تتم مشاورتهم عن كل حرف يمكن أن يكتبه كأشد ما يمكن أن يصير في كبت الحريات والآراء البشرية الانسانية.. وقد اختلطت الأمور على هؤلاء الرؤساء.. فبدؤوا يتعاملون مع جميع الصحفيين والكتاب بنفس الطريقة متناسين ومتجاهلين الفروق الفردية في الشخصية والتربية..
فالكاتب حينما يطرح موضوعاً أو قضية للنقاش هو فقط يعبِّر عن وجهة نظره الشخصية.. بعيداً عن الضغوط أو التوجيه أو الفرض.. فكل إنسان له شخصيته ورأيه وللأسف أن هؤلاء الرؤساء حينما لا تعجبهم وجهة نظر الآخرين ويعبرون عن ذلك بقذفه بعدم الحيادية ويطالبونه بأن يكتب بعقلانية وكأن العقل والمنطق ألا تذكر عيوبهم وتقوم بالتطبيل لهم فقط ونسي هؤلاء أنهم وقعوا في نفس الفخ لأن ما يطالبون به من تحرٍ ودقة وحيادية هم وقعوا فيه بالدفاع عن أنفسهم ومهاجمة أصحاب الرأي من الذين يخالفونهم!!
وبالتأكيد أنه ينطبق عليهم قول الشاعر العربي:


لاتنه عن خلقٍ وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم

فهم ينهون عن أمور وقعوا فيها ولم تكن آراؤهم وفق الحيادية والمنطق التي جاءت لمصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم على حساب الآخرين ومشاعرهم وهم بهذا الأسلوب يريدون مصادرة آراء ووجهة نظر الآخرين التي لا تعجبهم متجاهلين أن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية ومتجاهلين أن الصحفي إنسان معرض للخطأ والصواب وإذا أخطأ يجب نقده بطريقة هادفة وليس بطريقة التشهير.
نقاط سريعة:
* موعد كتابة هذا المقال لا تسمح لي بمعرفة نتيجة مباراة البارحة التي تحدد فيها بطل خليجي 15 وإن كنت أعتقد أن الأخضر إن شاء الله طار بالكأس أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً
* * *
* أتمنى من المسؤولين التدخل لإيقاف بعض الإعلاميين عند حده في عدم ممارسة أساليب الشحن والتخدير على نجوم الأخضر الذين حققوا نتائج مذهلة رغم ذلك يجدون الهجوم غير المبرر!!
* * *
* أسطوانة الثقة الزائدة تتكرر دائماً في لقاءات الرائد والتعاون بسبب عدم استفادة البعض من خبرته الطويلة ولهذا جاء الفوز الرائدي درساً لن ينسوه لكن السؤال هل يستفيدون منه؟
* * *
«عايد الظفيري» حارس كسبه الرائديون بما يملكه من مقومات الحارس الجيد لكنه يحتاج إلى مزيد من التدريب والوقت والفرص حتى يقدم ما عنده من مهارات في فن الحراسة!!
* * *
* شيء جميل ذلك التواصل الإعلامي في هذه البطولة وروح المحبة والصداقة التي تجمع الإعلاميين من مختلف الجنسيات، وهذا يوثِّق علاقة المحبة ويعطي انطباعاً جديداً بتقريب وجهات النظر بين الزملاء من جميع الجنسيات.
* * *
* الزميل إبراهيم الفريان إعلامي كان حضوره جميلاً في هذه الدورة بأن تمكن من تجميع الإعلاميين في مكان واحد.
* * *
* يظل عبدالعزيز المسلم واحداً من رموز الرائد التاريخية التي لا يمكن أن يستغني عنها.. لكن مشكلة أبي طارق أنه شخصية حساسة لا يقبل بالنقد أبداً!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الرئيسية]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىmis@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved