* كتب عبدالكريم الجاسر:
سعودية.. خضراء.. كأس الخليج العربي الخامسة عشرة في أحضان المملكة العربية السعودية بالروح والإخلاص والحماس قال نجوم الأخضر كلمتهم.. وأبطلوا المفاجأة القطرية التي استمرت حتى الدقيقة 33 من الشوط الثاني.. مباراة عصيبة.. مثيرة حسمها نجوم الأخضر في الدقائق ال 12 الأخيرة حين انتفض لاعبونا وقلبوا الطاولة في وجوه الجميع محولين تخلفهم بهدف قطري سجل في الدقيقة 25 من الشوط الأول بواسطة النجم القطري أحمد خليفة من خطأ خارج منطقة الجزاء إلى انتصار سعودي عريض بعد طوفان أخضر اقتلع كل المقاييس القطرية وسجل ثلاثة أهداف وأهدر مثلها في قمة الإثارة الكروية.
بالأمس رفض نجوم السعودية خروج أكثر من 70 ألف سعودي بخيبة أمل وتألقوا عند مراحل الحسم الأخيرة وقدموا مباراة كبيرة جداً متوافقة مع التغييرات الموفقة للكابتن ناصر الجوهر .. فسجل الجمعان هدف التعادل من نقطة الجزاء في الدقيقة 33.. ثم أضاف النجم الشاب صالح المحمدي هدف التفوق السعودي الثاني بكرة ساقطة من المدافع أحمد خليل ليكسر المحمدي مصيدة التسلل القطرية ويتجاوز الحارس ويسكن كرته الشباك هدفاً ثانياً بعد الهدف الأول بست دقائق (د 39) وجاءت لحظة الفرح الكبرى من قدم النجم السعودي الكبير طلال المشعل وبنفس سيناريو الهدف الثاني وبكرة مماثلة من أحمد خليل استثمرها العملاق الأسمر ووضع الكرة في الشباك القطرية هدفاً ثالثاً أكد بقاء كأس الخليج في رياض الخبر السعودية للمرة الثانية في تاريخها.
المباراة كانت في مستوى الحدث.. قدم خلالها المنتخب الشقيق مستوى كبيراً أحرج به لاعبي منتخبنا معظم زمن المباراة.. لكن الخبرة القليلة للاعبيه وقدرة لاعبينا على حسم مثل هذه المباريات كانت هي الفيصل وهي الإنجاز والذهب لفريق الذهب الأخضر العملاق أحد أقطاب الكرة الآسيوية الرئيسيين..
شوط المباراة الأول كان متوتراً من منتخبنا وشهد تفوقاً قطرياً تكتيكياً وسط الميدان.. فقد اصطدم لاعبونا بفريق قوى بدنياً وديناميكياً ويلعب كرة عصرية متطورة.. وبمجموعة مقاتلين أشداء يقودهم الفرنسي بيير لوشانتير..
وفي الشوط الثاني ومع مرور نصف الساعة الأول حانت ساعة الجد السعودية.. فانقلبت الموازين لصالح منتخبنا وفتح لاعبونا اللعب على الأطراف وسط كثافة عددية كبيرة في المناطق القطرية هزت الدفاع القطري المتماسك وفتحت شوارع في العمق الدفاعي نفذ منها نجومنا نحو الشباك ونحو الذهب الخليجي العزيز على قلوب الجميع..
بالأمس أكد نجومنا أنهم الأفضل والأقوى والأحق باللقب رغم كل ظروف المباريات والإعداد.. بالأمس قاد النجم الذهبي الكبير سامي الجابر نجوم هذا الجيل نحو إنجاز سعودي جديد جاء بمثابة التصديق الصريح على ان الأجيال الكروية السعودية تتفوق جيلاً بعد جيل وان كل جيل هو أفضل ممن سبقه فحقق لاعبونا الكبار الإنجاز الثاني للكرة السعودية خلال فترة قصيرة..
فبالأمس تأهلنا للمونديال العالمي للمرة الثالثة على التوالي وهاهم اليوم يتوجون الكرة السعودية مجدداً في قمة الهرم الخليجي وأبطالاً لذهب الخليج للمرة الثانية وبنفس أعضاء هذا الجيل تقريباً فاستحق القائد الذهبي سامي الجابر ورفاقه الأبطال ان يحملوا على الأعناق وهم يضعون لبنة جديدة من لبنات الإنجاز يردون شيئاً قليلاً لقيادة هذا الوطن العزيز ويؤكدون مجدداً ان شباب هذا الوطن هم ثمرة البناء السوي والعمل المخلص الجاد من قمة الهرم الرياضي السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل والمسؤولين في هذا البلد.
فالرياضيون السعوديون يوماً بعد آخر يؤكدون انهم خير سفير لوطنهم المعطاء وهم يرفعون العلم الأخضر خفاقا في كل المحافل الدولية فهنيئا للوطن أبناءه وهنيئاً لقيادتنا الرشيدة هذا الإنجاز الكبير وهنيئاً لجماهير الوطن الكأس الأغلى في الخليج وهي تخضع مجدداً للسيطرة السعودية لتبقى في رياض الخير والعطاء.
الشوط الأول
بدأ المنتخب السعودي اللقاء بنفس العناصر السابقة حيث لعب الدعيع في المرمى وامامه الرباعي: خليل والدوخي وسليمان والصقري وفي الوسط لعب خميس وماطر والمحمدي وسامي وفي الهجوم اليامي والجمعان. وكما كان متوقعاً فقد بكر المنتخب السعودي باللعب الهجومي والاستفادة من عاملي الارض والجمهور لكن الهجوم السعودي المكثف اصطدم بفريق قطري منظم ومستعد لمواجهة اسلوب اللعب السعودي.. ورغم اعتماد الجوهر على تقدم ظهيري الجنب الدوخي والصقري الا ان هذا التقدم لم يضف جديداً في ظل الكثافة العددية للاعبي قطر في العمق والاطراف وكذلك عدم تحرك المهاجمين ولاعبي الوسط لطلب الكرة ولذلك لم يشكل المنتخب السعودي أي خطورة على المرمى القطري. منتخب قطر الشقيق لعب مدربه الفرنسي لوشانتير بفريق هم الافضل والاجهز من بين جميع من شارك في اللقاءات الماضية.. فلعب في المرمى حسين الرميحي وامامه خماسي مكون من مشعل مبارك وسعود فتح وجاسم التميمي وابراهيم الغانم ومعهم سعد الشمري وفي الوسط لعب جفال راشد ووسام رزق واحمد خليفة وفي الهجوم محمد سالم العنزي وسيد علي بشير.
وبدأ المنتخب القطري مدافعاً وفقا لطريقة لعب محكمة تتمثل في اغلاق كل المنافذ المؤدية للمرمى وفرض رقابة منطقة امام اللاعبين السعوديين والضغط على حامل الكرة في وسط الميدان.. وتفوق القطريون في ذلك مع سرعة التمرير للاطراف لاستغلال المساحات الخالية في العمق والوسط السعودي.. ودغم اشراك لوشانتير للاعبه سيد بشير مهاجماً.. الا انه لعب في الوسط معظم زمن الشوط الاول وشكل لاعباً رابعاً امام الهجمات السعودية لقطعها من المنتصف. ورغم ان المنتخب السعودي لعب بحماس كبير وحاول التسجيل المبكر الا ان الخطورة كانت قطرية حيث هدد احمد خليفة مرمى الدعيع في الدقيقة 17 حين واجه كرة جفال راشد الساقطة داخل المنطقة ولعبها برأسه بجوار القائم الايسر.. وكانت ابرز ملاحظات سير اللعب تفوق المنتخب القطري وسط الميدان في القتال على الكرة والاشتراك القوي وكذلك سرعة التواجد المكثف في العمق والمناطق الخلفية.. هذا الوضع حجَّم قدرات لاعبينا وقلل فاعلية الهجمات السعودية التي كانت تلعب بطريقة تقليدية بين اللاعبين ومن ثم تمريرها للأطراف لأحد الظهيرين المتقدمين وبالتالي تحويل الكرات العرضية امام المرمى القطري.. لكن سوء التنفيذ وتفوق المدافعين وحارس المرمى القطري افسد كل الهجمات السعودية.. ولذلك لجأ لاعبونا لمحاولات اللعب الثنائي لاختراق التحصينات القطرية دون جدوى..
د. 25 هدف قطري
وفي ظل الاندفاع السعودي ومن هجمة قطرية يتعرض جفال راشد للاعاقة من الصقري على حافة منطقة الجزاء يتصدى لها احمد خليفة ويسددها رائعة وصعبة على يمين الدعيع كهدف أول فاجأ المنتخب السعودي وجماهيره الغفيرة.
ورد لاعبونا على الهدف بكرة ساقطة من اليامي للجمعان لكنها كانت تفتقد للدقة وتجاوزت رأس الجمعان ليعود اللعب محاولات سعودية عديمة الخطورة وباستثناء كرات سامي الجابر وتحركاته المزعجة امام هجمات قطرية عن طريق الأطراف ولعب قوي في خط الوسط أوقف وقتل الهجمات السعودية في مهدها.
وجاءت أخطر كرات منتخبنا في الدقيقة 37 عندما مرر سامي كرة لليامي للجمعان داخل المنطقة لينكشف له المرمى ويسدد كرته ضعيفة بجوار القائم.
بعد ذلك عاد اللعب لنفس الأداء السائد محاولات سعودية اجتهادية حتى أعلن حكم اللقاء الايطالي نهاية هذا الشوط بتقدم قطر بهدف واحد دون مقابل.
الشوط الثاني
شوط المباراة الثاني شهد تغييراً للمدرب الفرنسي لوشانتير.. حين أشرك مدافعه عادل درويش مكان الظهير الأيمن سعد سطام الشمري.. مفضلاً بذلك تكثيف الدفاع أمام الهجوم السعودي المتوقع بعد أن تقدم القطريون بالهدف المفاجئ في الشوط الأول. وبكر المنتخب السعودي في الاستحواذ على الكرة وأخذ زمام المبادرة لكن الأسلوب لم يتغير وكان الأداء استمراراً لما حدث في الشوط الأول.. حيث تفوق القطريون في الدفاع والوسط والقتال على الكرة وتضييق المساحات أمام حامل الكرة.. مما حجب أي خطورة على المرمى القطري حتى الدقيقة «16» حين نفذ سامي كرة خطأ جميلة تجاوزت رؤوس الجميع ومرت بجوار القائم.. تلتها كرة مماثلة من الجمعان مرت من فوق العارضة.. وبدأ منتخبنا في فرض سيطرته الفعلية مستفيداً من تراجع الأداء القطري تدريجياً.. واعتمد لاعبونا على اسقاط الكرة خلف المدافعين للاعب المتقدم من الخلف.. وبهذه الطريقة كسروا مصيدة التسلل وواجه المدافع الأيسر صالح الصقري حارس المرمى لكنه سدد كرته أرضية بجوار القائم الأيسر بدلاً من الشباك.. وبدأ واضحاً أن تغييرات المدرب القطري ساهمت في خلخلة الدفاع القطري وانهياره أمام الهجوم السعودي المتواصل.. فقد أشرك لاعبه ياسر نظمي مع دخول المهاجم السعودي طلال المشعل بدلاً من الصقري في محاولة للاستفادة من الثغرة التي تركها الصقري لكن المحمدي تفوق وشكل نقطة قوة في هذه الجهة مع عودة الحسن اليامي للجهة اليسرى وترك مكانه للمشعل.. ومع الهجوم السعودي المكثف كان الأداء السعودي يرتفع شيئاً فشيئاً مقابل هبوط أداء بنفس المستوى للقطري.. لكن النجم المزعج في صفوف قطر أحمد خليفة تسرب خلف الدفاع السعودي وواجه الدعيع ووضع الكرة من فوقه لكن العملاق تعملق في التصدي لهذه الكرة وابعاد خطورتها لتأتي الهجمة المعاكسة حاملة معها هدف التعادل السعودي.
د «33» ضربة جزاء وهدف تعادل للجمعان
فقد تلقى ابراهيم ماطر كرة ناحية اليمين وتجاوز سعود فتح بحركة رائعة ثم دخل المنطقة وحول كرته عرضية رائعة لسامي الذي أعيق من البديل عادل درويش ليحتسب الحكم ضربة جزاء صريحة تقدم لها الجمعان وسددها قوية أرضية على يسار الرميحي كهدف تعادل أشعل الملعب والمدرجات. ومعا اشتعلت أقدام لاعبينا بأداء هجومي قوي ارتفع معه أداء ماطر وخميس وسامي عندما تحول ناحية اليسار وتقدم المحمدي فأصبح المنتخب القطري تحت ضغط قوي من جميع الجهات فتقدم الدوخي وقلبا الدفاع مع تراخ قطري ولنقل اجهاد للاعبي الهجوم والوسط الذين كان لهم دور كبير في مواجهة الهجمات السعودية وتعطيلها قبل الوصول لمناطق الخطورة وبعد «38» دقيقة أهدر اليامي كرة سهلة للتسجيل حيث تلقى تمريرة بينية من ماطر وواجه الحارس لكنه سددها في جسمه مهدراً هدفاً مؤكداً.. غير أن الرغبة السعودية كانت أقوى للاستفادة من الانفتاح القطري.
د«39» هدف ثان للمحمدي
فمن كرة طويلة من أحمد خليل انطلق خلفها النجم الشاب صالح المحمدي ليتجاوز الحارس ويضع الكرة في الشباك هدفاً ثانياً للأخضر.. حول مجرى المباراة ليعود لاعبونا للدفاع مع اندفاع قطري غير محسوب لتسجيل هدف التعادل بعد أن طارت البطولة في لحظات.. ليقوم الجوهر باشراك حمد المنتشري لاغلاق الجهة اليسرى مكان اليامي.. وبالفعل وجد القطريون أمامهم كثافة جيدة في العمق والأطراف فيشرك لوشانتير مهاجمه عادل جدوع مكان الظهير الأيسر مشعل مبارك ثم يحول أحمد خليفة كرة عرضية هي الأخطر لقطر في الدقيقة «44» قابلها العنزي بضربة رأس قوية مرت من فوق العارضة بعد أن أوقفت قلوب الجماهير السعودية. ومع الاندفاع القطري يجد لاعبونا مساحات شاسعة لبناء هجمات معاكسة سريعة وناجحة فمرر الجمعان كرة لسامي ناحية اليسار ينفرد بعد أن تجاوز المدافع القطري جاسم التميمي لكن سدد في الزاوية التي يقف بها الحارس الذي تصدى لها.. ليقوم الجوهر باشراك الواكد بدلاً من سامي لتعزيز خط الوسط ومواجهة الهجمات القطرية.. ومع دخول الوقت الحاسم للقاء ومع الهجمات السعودية المرتدة السريعة وبعد تخلي القطريين عن الدفاع يضيف منتخبنا هدفاً ثالثاً احتفالياً أكد البطولة السعودية.
د«49» هدف احتفالي للمشعل
فمن كرة يقودها الدوخي ناحية اليمين ويصل لمنتصف الملعب القطري ثم يعيدها للخلف لأحمد خليل الذي لعبها طويلة ساقطة خلف الدفاع للمشعل الذي استقبلها ووضعها في المرمى على يمين الرميحي هدفاً سعودياً احتفالياً ثالثاً أكد الفوز الأخضر وبقاء الكأس سعودية للمرة الثانية ليعلن الحكم الايطالي بولينيو نهاية اللقاء وتتويج منتخبنا بطلاً لكأس الخليج الخامسة عشرة بكل جدارة واستحقاق.
من المباراة
حكم اللقاء بولينيو «ايطالي» وساعده الكويتي حسين غضنفري والعماني مالك الشيحي.. ومنح الحكم أربع بطاقات صفراء للاعبي قطر هم وسام رزق وسعود فتح وعادل درويش وعادل جدوع.
المنتخب القطري قدم مباراة كبيرة لكنه انهار في النهاية أمام الضغط السعودي الكبير ليخرج خاسراً بالثلاثة.
ختام ناجح لخليجي «15» أنهاه المنتخب السعودي بشكل مثير حين أجل نجوم الأخضر حسم اللقاء حتى الدقائق الأخيرة..
المدرب الفرنسي لوشانتير تسبب في بعثرة أوراق فريقه سواء باشراك عادل درويش الذي تسبب في ضربة الجزاء أو اخراج سيد بشيري أحد أكثر اللاعبين جهداً داخل الميدان.
بينما كانت تغييرات المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر ناجحة جداً بدخول المشعل رغم تأخره ومن ثم تلافيه للثغرة اليسرى التي تسبب بها خروج الصقري بدخول حمد المنتشري.
العملاق الدعيع كان نجماً كبيراً في المرمى السعودي بينما تخلص أحمد خليل وعبدالله سليمان من التشتيت العشوائي فصنع خليل الهدفين الثاني والثالث بكرات طويلة.
قائد منتخبنا الوطني سامي الجابر حمل كأس الخليج الخامسة عشرة بعد أن قدم مباريات رائعة في الدورة وكان له بصمة في النهائي كالمعتاد.
في الدورة السابقة تسبب منتخب قطر في حرمان المنتخب السعودي من البطولة بتعادله معه في آخر مباراة لمصلحة الكويت.. وفي هذه الدورة انتزع نجوم الأخضر كأس الخليج الذي كان أقرب لقطر من حبل الوريد..!
أكثر من سبعين ألف مشجع سعودي زفوا الأخضر نحو اللقب الخليجي الثاني..
المنتخب السعودي كان عند حسن ظن الجميع بما فيهم مدير المنتخب القطري أحمد السليطي الذي رشح المنتخب السعودي للقب منذ البداية وأكد ذلك مراراً وتكراراً ليؤكد به نجوم الأخضر أنهم عند حسن الظن!!
|