إن المتجول في منطقة الأحساء عموماً ومدينة المبرز خاصة يدرك بوضوح ما معنى جمال الطبيعة وسحرها الخلاب ممزوجا برقة أهلها.
تتميز المبرز بعيونها الحارة وجبال الرمل المتراصة ذات الاشكال الرائعة ومزارع النخيل المتناثرة هنا وهناك.
أود الحديث عن نقطتين مهمتين تخصان مدينة المبرز بشكل خاص.. الأولى عن جبل القارة.. الجبل استطيع القول إنه مكان سياحي ويقصده الزوار من كل الأرجاء.. لكن الاهمال الواضح قد غير المسمى.
إذا وصلت إلى مدينة المبرز تلك المدينة الوادعة والقرى الشرقية المحيطة بها فسينتابك شعور مباشر وإحساس غير مبالغ فيه من حيث عفوية أهلها وحبهم للعمل والنشاط فترى صغار السن والكبار كل في عمله في حقله وفي مزرعته.. يتبادر في الذهن الماضي وحياة الآباء والأجداد الجميلة.. أما إذا نظرت إلى مستوى الخدمات.. فترى أن المدنية قد تأصلت فيهم، فالمستشفيات الضخمة والصروح العلمية الكبيرة وفروع عدة بنوك وفنادق مشهورة، وأسواق متميزة من حيث الفخامة والجمال وعلى النمط العصري الحديث، وستوقن أن الماضي قد رحل منها منذ زمن بعيد. جبل القارة هو سلسلة من جبال شرقية متلاصقة ترتفع مئات الأمتار لتعطي سداً منيعاً للقرى المتاخمة للمدينة من الناحية الشرقية.. ذا أردت زيارة الجبل والمغارة فما عليك في الوقت الحالي سوى سؤال عشرة أشخاص على الأقل.
عند الوصول إلى الجبل والنزول إليه سيواجهك أمران: عناية وإبداع الخالق له، وإهمال المخلوقين.
قبل الدخول إلى المغارة سيعجبك بالتأكيد منظر الجبال المتراصة حولك فهي توحي لك بمنظر شيء مخيف.. فللمغارة باب واحد قد وضح عليه التآكل والصدأ، وهنا سؤال أسأله لمن زار ذلك المكان.. هل يستحق أن يكون مدخل المغارة كذلك؟.. بعد الدخول إليها سيسحرك الإبداع وتنتابك رهبة لا بد منها.. يذكرك بالحديث المشهور عن أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدت باب الغار.. المغارة كبيرة من حيث تفرعاتها بالداخل.. فبعد التقدم بداخلها تظن لأول وهلة أنك وصلت إلى نهايتها وما أن تتقدم خطوات حتى تجد نفسك أنك ما زلت بأولها.. المغارة تحتاج إلى عناية أكثر وحفاظاً عليها وعلى نظافتها وجدرانها من قبل الأهالي والزوار.
أما النقطة الثانية: فهي نعمة ربانية متمثلة بعيون مياه حارة.
في مدينة المبرز توجد عينان.. عين أم سبعة والعين الحارة.. عين أم سبعة أكثر دفئاً وأنظف من الأخرى لكنها أبعد قليلاً عن مركز المدينة.. لم نتمكن من الوصول إليها إلا بعد أن ساعدنا أحد الأهالي وسار أمامنا بسيارته حتى وصلنا، بعد الوصول إليها والنزول بها تعرفنا على أحد سكان المدينة وتبادلنا الأسئلة وأوضح لنا سبب قلة الماء وبرودته عاماً بعد عام، فهو يؤمن بأن قلة الماء وبرودته ما هو «إلا بسبب تغير نفوس الناس، والقلوب لم تعد صافية ولم تعد على بعضها البعض كما كانت في السابق».
العيون تشكو من الإهمال الواضح من قبل المسؤولين عليها.. روادها من الأهالي والزوار هم من يقومون بتنظيفها وبطرق بدائية مقتصرة على تنظيفها من الأوساخ وعلب المرطبات والأكياس.
الغريب في الأمر أني رأيت الناس يزورون العين بعدة نظافة شخصية كاملة فيحضرون معهم الشامبو وليفة لتنظيف الجسم ومنظف لغسل الملابس ولا أنسى فرشاة الأسنان والمعجون.
فكون المياه جارية إلى سواقي المزارع دائماً والمضخات تعمل لفترات طويلة يومياً فلا شيء يبقى سوى الدفء والأسماك اللطيفة الصغيرة.
أما العين الثانية أو ما تسمى بعين الحارة فماؤها أبرد قليلاً وهي أكبر ولكنها تعاني أيضاً من الإهمال، فالطريق الموصل إليها وللأسف وهو طريق مهم وداخل المدينة وعليه مصنع مرطبات ذو أهمية.. ومع ذلك فهو سيىء من حيث الدخول إليه.
قبل أن انهي مقالي أحب أن ألخص أهم الاحتياجات المهمة بالنسبة للمغارة والعيون، وعلى شكل نقاط حتى تكون أوعى وأوضح للمسؤول.. وهي احتياجات غير مكلفة.. فجلها يتمثل بوضع لوائح ارشادية:
1 لا توجد على طريق الرياض الدمام السريع أي لوحة إرشادية تدل على مخرج الأحساء إطلاقاً.
2 يتضح من المقالة بأنه لا توجد لوحات تدل على مكان وجود جبل القارة.. هذه اللوحات ضرورية لمعرفة الطريق بسرعة.
3 إعادة إصلاح وتأهيل دورات مياه القارة وتنظيفها ودهنها بألوان كالحة (رملية) حتى تتناسب مع لون الجبل.. وأيضاً حتى لا يتضح عليها الوسخ.
4 زيادة الإضاءة داخل المغارة ووضع علامات تدل على المخارج داخل المغارة.
5 مفرق المدينة أيضاً لا توجد عليه سوى لوحة صغيرة فكيف للسياح معرفة المدينة فقد يكملون طريقهم إلى الهفوف دون أن يعلموا.
6 المدينة خالية من اللوحات الإرشادية التي تدل على مكان وجود العيون الحارة إطلاقاً.
7 إصلاح وبناء دورات مياه خاصة بالعيون مجهزة لمن أراد الغسل أو استخدام الحمامات لقضاء الحاجة.. فعدم وجود دورات مياه قد تدعو بعض الجهلة لقضاء حاجتهم داخل المياه والجميع يدرك ضرر ذلك.
8 وضع لوحات إرشادية للمرتادين بوجوب المحافظة على النظافة في المياه وحولها.
9 إصلاح الطريق المؤدية إلى العيون لتسهيل التنقل والوصول إليها بكل راحة.
10 على هيئة السياحة وضع يدها على هذه المواقع حتى تتم العناية بها أكثر من ذي قبل.
11 التركيز على كل من الجبل والمغارة والعيون الحارة إعلامياً وصحفياً وعدم تهميش هذه المواقع الطبيعية.
وليد بن أديب عثمان صالح |